«جاك ليتس».. حلقة جديدة في مسلسل عودة الدواعش
مع استمرار التصاعد في نغمة التوسل واستجداء العطف التي ينتهجها
عناصر تنظيم «داعش» الراغبة في العودة إلى بلادها، يتجدد نداء البريطاني «جاك ليتس» للحصول
على الصفح من حكومة بلاده.
في تقرير جديد لتلفزيون «ITV News» البريطانية ظهر «جاك ليتس» وأعرب عن أسفه لما فعله
مشيًرا إلى افتقاده لأهله وذويه، كما قال إنه لم ير والدته منذ خمس سنوات ولم
يهاتفها قط منذ عامين على الأقل، وإنه أصبح يشتاق لها كثيرًا ويتمنى أن يحدثها ولو
لدقيقة.
كما أفاد جاك بإنه يشتاق لكل شيء بالمملكة المتحدة، ويفتقد منزله والوجبات المنزلية والمخبوزات التي كانت تحضرها له
والدته وتمنى أن تعفو عنه الحكومة البريطانية وتسمح له بالعودة مجددًا، غير إنه
قلق بشأن تلك الموافقة التي تبدو غير ممكنة بشكل كبير، مستطردًا حول إمكانية أن تعفو
عنه كندا وتستقبله نظرًا لأن والده كندي الأصل أما والدته فهي بريطانية، فيما لم
تعلق أي من الحكومتين على الأمر بعد.
ومن الجدير بالذكر أن «جاك» البالغ من
العمر 23 عامًا محتجز حاليًا في أحد السجون الكردية بشمال سوريا منذ عامين، وترك لندن في 2014 وانضم لتنظيم «داعش» الإرهابي بعد تأثره بعمليات غسيل المخ التي
قام بها مسؤولو التنظيم ضد الشباب الأوروبيين.
رفض محتمل
حمل توسل «جاك» تخوفًا ضمنيًّا حول إمكانية موافقة بلده على عودته مرة أخرى ربما يكون هذا التخوف مستمدًا من الموقف الصارم الذي اتخذته الدولة البريطانية مع العروس الداعشية شميمة بيجوم التي قدمت التوسل ذاته بينما رفضته المملكة المتحدة، فيما لم تكتف فقط بالرفض بل أسقطت عنها الجنسية، و«شميمة» فتاة تبلغ من العمر 19 عامًا ولكنها انضمت للتنظيم في عمر الـ15 وكانت تتمنى العودة إلى بلاده لولادة ابنها الثالث هناك بدلًا من مخيم الحول بسوريا والذي تحتجز به حاليًا.
للمزيد: شميمة بيجوم.. بريطانية انضمت لداعش وتتوسل لبلادها بالعودة
للمزيد: «الحنجورية الأمريكية» تُربك مشهد الدواعش النادمين
وقد ربط البعض بين تصاعد وتيرة المطالبات بعودة الدواعش بعد تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول مطالبته أوروبا باحتضان مواطنيها الدواعش واسترجاعهم ومحاكمتهم بالداخل، ولكن عند التطبيق الحقيقي وخارج تدوينات «تويتر» لم يختلف موقف الولايات المتحدة كثيرًا عن موقف بريطانيا تجاه العائدين من «داعش»، إذ رفضت الحكومة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس «ترامب» عودة الإرهابية الصغيرة «هدى مثني» إلى البلاد مرة أخرى، وتحججت واشنطن بإنها ليست أمريكية من الأساس ولا تحمل الجنسية، وهدى هي أيضًا فتاة صغيرة تبلغ من العمر 24 عامًا وقد سافرت إلى سوريا في عام 2014 بعد عملية غسيل المخ ذاتها.
كما أن الرفض لعودة الدواعش لم يتوقف عند الدول المذكورة فقط بل صرح رئيس المديرية العامة للأمن الداخلي في فرنسا «DGSI»، نيكولاس ليرنر مطلع الأسبوع الجاري بأن المواطنين الفرنسيين الذين تركوا بلادهم للانضمام لجماعات إرهابية لن يسمح لهم بالعودة بسهولة، كما سيتعرضون جميعًا للمحاكمة والتحقيقات الصارمة إذا ما تمت الموافقة على عودتهم من الأساس.





