«الحنجورية الأمريكية» تُربك مشهد الدواعش النادمين
الخميس 21/فبراير/2019 - 06:24 م
نهلة عبدالمنعم
لا تكاد الصحف والمواقع تخلو يومًا من سرد أخبار حول «عودة العناصر الأجنبية في داعش»، وبالأخص خلال الفترة الأخيرة، ليس فقط لاندثار التنظيم وخسارته لأبرز معاقله في سوريا والعراق، ولكن أيضًا بسبب التهديد الحنجوري الذي ألقاه الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» على مسامع الجميع، والمتعلق بدعوته للحكومات الأوروبية باستعادة مواطنيها من سوريا، وإلا سيُفرج هو عنهم بنفسه ليهددوا القارة العجوز.
وأثارت تلك الكلمات المناقشات المختلفة حول المصير المحتمل أن تلقاه عناصر التنظيم الإرهابي، وفُتحت الكاميرات والميكروفونات أمام الدواعش المحتجزين في المخيمات السورية لمناشدة الحكومات للعودة إلى بلدانهم.
هدى مثني
تناقض أمريكي
وأضحت المواقع تمتلئ بأسماء الدواعش وجنسياتهم ممن يرغبون بالعودة، والأبرز أن ذلك قد وضع مصداقية ترامب على المحك، فإذا كان يدعو لاحتضانهم فما هي الآلية التي سيتعامل بها مع مواطنيه؟
انشغلت الصحف، اليوم الخميس، برد الرئيس دونالد ترامب والذي كتبه على تويتر مغردًا بأن الفتاة الأمريكية «هدى مثنى» التي غادرت البلاد إلى داعش لن يسمح لها بالعودة مجددًا إلى البلاد، وتعلل ترامب بأنها لا تحمل الجنسية الأمريكية، وذكر أنه كتب ذلك في خطاب رسمي أرسله لوزير الخارجية، مايك بومبيو.
وجاء هذا الرد بعد أيام قليلة من مناشدة أرسلتها هدى البالغة من العمر 24 عامًا للانتقال من مخيم الحول الذي تعيش به في سوريا إلى الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنها تعرضت لعملية غسيل مخ جعلتها تترك عائلتها في ولاية ألاباما الواقعة بجنوب شرق البلاد، وتنضم لداعش في نوفمبر 2014، ولكنها حاليًا نادمة على ما حدث وتتأسف لذلك.
وعبرت تصريحات ترامب عن تناقض لطالما ظهر واعتدناه في السياسة الأمريكية، فالرئيس الذي هدد أوروبا لاستقبال مواطنيهم يرفض هو استقبال مواطنته، ويتحجج بأنها لا تحمل الجنسية، في حين أن عائلتها ومحاميها قد كذبا هذا الأمر جملة وتفصيلاً.
الدكتور سعيد صادق
ضجيج فارغ
في ظل تملص ترامب من المسؤولية التي دعا غيره لتحملها يدور التساؤل اللافت حول ماهية التصريحات المتغيرة باستمرار، والتي يلقيها ترامب عن دواعش أوروبا، وفي هذا الصدد قال سعيد صادق، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية: إن الرئيس الأمريكي لديه قدر كبير من التناقض، وهذا ليس بالجديد، فمنذ اعتلائه للسلطة في 20 يناير 2017 وهو يحمل آراء وتصورات متناقضة، اعتادت الإدارة الأمريكية عليها ليس فقط في معالجة قضية العناصر الأجنبية في داعش وإنما في أغلب القضايا الشائكة.
وأعرب صادق في تصريح خاص لـ«المرجع» عن اندهاشه من تهديدات ترامب لأوروبا، واصفًا إياها بالفارغة.
واستطرد الباحث متسائلا عن سلطة الرئيس الأمريكي على الأراضي السورية والعناصر المحتجزة بها بعد إعلانه انتهاء مهمة التحالف والقضاء على التنظيم، مطالبًا إياه بترك الأمر للجيش السوري.
كما لفت إلى أن المشكلة في عودة الدواعش تكمن في الطريقة التي سيعودون بها إلى بلدانهم، إذ إن هناك طريقتين لذلك أما الطريقة الشرعية أن تتسلمهم دولهم وتقوم بإخضاعهم للتحقيقات والمحاكمات، وهو ما رفضته أغلب دول أوروبا، وذلك في إشارة إلى المملكة المتحدة التي رفضت تسلم العروسة الداعشية شميمة بيجوم (وهي فتاة داعشية تبلغ من العمر 19 عامًا) وأسقطت الجنسية البريطانية عنها لقطع أي سبيل لعودتها.
للمزيد حول شميمة بيجوم.. اضغط هنا
أما الطريقة الأخرى التي ذكرها أستاذ العلوم السياسية هي العودة بشكل غير شرعي، منوهًا بأن الخطر يكمن في ذلك إذ من الممكن استغلالهم لتحقيق أغراض خفية.





