اتساع دائرة الغضب في إيران يصل بقطار الإضراب إلى السكك الحديدية
تشهد الفترة الأخيرة اتساع دائرة الغضب في إيران، وذلك في ظل ارتفاع الأسعار وتدهور الحالة الاقتصادية، وانهيار مستوى المعيشة؛ حيث تم رصد أكثر من 60 حركة احتجاجية، شملت معظم الفئات العمالية في إيران خلال الأسابيع الأخيرة، إضافةً إلى الأزمات الخانقة التي يمر بها سوق المنتجات والخدمات الزراعية الإيرانية، ماأدَّى إلى الارتفاع الكارثي للتضخم.
ويواجه النظام ارتفاع وتيرة الاحتجاجات بحملة اعتقالات، خاصة في صفوف العمال وأسرهم؛ حيث أصدرت السلطات الإيرانية أمرًا باعتقال والدة ناشط عمالي، تعرض للتعذيب قبل شهرين في مدينة شوش الواقعة في محافظة خوزستان جنوبي البلاد؛ حيث أكد نشطاء إيرانيون أن الادعاء العام في شوش أمرًا بالقبض على والدة إسماعيل بخشي، الناشط الذي قاد إضرابًا واسعًا لعمال في إقليم الأحواز، الذي تقطنه أغلبية عربية.
موجة غلاء جديدة
ووفق تقارير رسمية إيرانية، فإن إيران تشهد موجة غلاء جديدة شملت أسعار منتجات مثل الحبوب والخضراوات والفواكه، فضلًا عن الميكنة الزراعية، الأمر الذي يظهر مدى اتساع رقعة الأزمة الاقتصادية المدمرة في إيران، خاصة في ظل عجز حكومي عن حلحلة مشكلات أخرى متفاقمة، أبرزها شح المياه العذبة اللازمة؛ لري المحاصيل، التي تؤرق المزارعين في أقاليم مختلفة إلى حد خروجهم للشوارع في احتجاجات متكررة.
وتأثرت سلبًا أسواق أخرى، مثل الدواجن والماشية بموجة الغلاء هذه إلى حد تحذير منتجين من ارتفاع جنوني في أسعار اللحوم والألبان وبيض المائدة، كما أن البقوليات هي الأخرى لم تكن أحسن حالًا في سوق المنتجات الزراعية، التي تأزمت تبعًا للنمو السلبي في الاقتصاد الإيراني؛ حيث تخطى سعر كيلوجرام من الفاصوليا الحمراء نحو 69 ألف ريال إيراني، وكذلك فول البينتو المكسيكي 90 ألف ريال إيراني، بمعدل زيادة 33.5%، و14.4% على التوالي.
إضراب عمال السكك الحديدية
وفي إطار اتساع دائرة الاحتجاجات في إيران، دخل قرابة 600 عامل في خطوط السكك الحديدية في إضراب عن العمل؛ احتجاجًا على عدم استلام رواتبهم، إضافةً إلى تجاهل مطالبهم المتعلقة بمشكلة التأمين وتأجيل التعويضات، إضافةً إلى العمل بعقود مؤقتة، وهو مايهدد مستقبل العمال، خاصة في ظل عدم وجود أي ضمانات؛ لتلقي رواتبهم.
وذكر تقرير لمنظمة مجاهدي خلق، المعارضة للنظام الإيراني، أن عقود العمل لعمال السكك الحديدة قد تصل مدتها إلى 15 يومًا فقط، وفي ظل تدنّي الرواتب وعدم وجود تأمينات، لجأ العمال إلى الاقتراض وبيع أثاث منازلهم؛ لتوفير أقواتهم، وذلك في ظل تجاهل المسئولين لكل هذه المشكلات، التي تزداد يومًا بعد يوم.
وأشار التقرير إلى، أن دائرة الإضرابات داخل خطوط السكك الحديدية تتسع؛ حيث وصلت الإضرابات لخطوط «تبريز» و«عجب شير»، منذ 12فبراير، ولا يزال الإضراب مستمرًا، خاصةً وأن العمال لم يستلموا رواتبهم منذ شهر يناير، إضافةً إلى عدم دفع أجور لساعات العمل الإضافي، وتجاهل حقوق العاملين في الإجازات، وهو مادفع العمال إلى تنظيم احتجاجات رفعوا خلالها لافتات تؤكد أنهم لن يتحملوا مزيدًا من الديون وتجويع أسرهم في ينايرالماضي، والتعويضات ودفع العيدية قبل السنة الجديدة من شركة توسيع خطوط السكك الحديدية محتجين على عدم دفع أجور العمل الإضافي والحق في الإجازة.
وأوضح التقرير، أن عمال السكك الحديدية في خطوط زاكرس في انديمشك، أضربوا عن العمل؛ احتجاجًا على عدم دفع أجورهم المتأخرة منذ ثلاثة أشهر، وأعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تضامنه مع العاملين، مؤكدًا أن نظام الملالي نظرًا لطبيعته الإرهابية، لايرغب ولايقدر على حل أبسط مشكلة في المجتمع، كما أن الأزمة الاقتصادية والانهيار الاقتصادي من النتائج الحتمية للسياسة التي ينتهجها هذا النظام.





