ad a b
ad ad ad

«الربط السككي».. مشروع إيران الحديدي لتركيع المنطقة

الخميس 22/نوفمبر/2018 - 07:04 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

جددت إيران الحديث مرة أخرى عن مد خطوط للسكك الحديدية بين طهران وبغداد؛ حيث أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، أنه بحث مع رئيس الجمهورية  العراقية «برهم صالح»، مد خطوط لسكك الحديد بين البلدين، مشيرًا إلى سعي بلاده لرفع حجم التبادل التجاري مع العراق إلى 20 مليار دولار سنويًّا.

 

ويأتي ذلك في إطار الإصرار الإيراني على متابعة مشروع سكك حديدية توصلها بسواحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا عن طريق العراق، وذلك بهدف استكمال مشروع ممرها البري الاستراتيجي بهدف توسيع انتشارها العسكري ونفوذها الأمني والاقتصادي.

 

للمزيد.. «حيل الملالي».. إيران تواجه العقوبات الأمريكية بـ«الغذاء العراقي»

«الربط السككي»..

الربط مع سوريا

المشروع الإيراني لا تصل حدوده إلى العراق فقط، ولكنه يهدف أيضًا إلى الوصول لسوريا؛ حيث أعلن المدير العام للدائرة الدولية، التابعة لوزارة الطرق والبناء الإيرانية، «تيمور بشير كنبدي»، في تصريحات سابقة لوكالة «مهر»، أن الاتفاقية الأخيرة بين إيران والنظام السوري بشأن إعادة الإعمار، نصت على أن إيران ستبدأ بخط حديدي عبر البصرة العراقية إلى سوريا، عن طريق البوكمال ثم دير الزور.

وقال المسؤول الإيراني: إن بلاده «تولي أهمية استراتيجية لمشروع ربط إيران بدول شرق المتوسط عن طريق خط حديدي»، مؤكدًا أن المقاولين الإيرانيين سيتولون بموجب اتفاقية بين البلدين صيانة البنية التحتية للمواصلات في سوريا، خاصة السكك الحديدية.

وأوضح أن «بلاده أجرت مباحثات مع النظام السوري والحكومة العراقية حول هذا الخط الحديدي الذي سوف يمر بمدينة البصرة العراقية، ومنها إلى منطقة البوكمال ثم مدينة دير الزور في سوريا»، وحول أهداف المشروع قال إن «هذا الخط سيُسَاهِم في قطاع النقل الإيراني، ويطور السياحة الدينية بين إيران والعراق وسوريا».

 

للمزيد..علاقات مشبوهة.. دلالات توظيف إيران لـ«داعش» في سوريا والعراق

عبد الجبار الجبوري
عبد الجبار الجبوري

اتساع النفوذ

لا شك أن الهدف الأول من المشروع هو بسط النفوذ والهيمنة الإيرانية بشكل أكبر، وهو ما رآه الكاتب والمحلل السياسي العراقي عبدالجبار الجبوري، الذي قال في تصريح خاص لـ«المرجع»، إن مشروع النظام الإيراني ربط سكك حديد مع العراق يشكل حلقة أخرى من حلقات النفوذ والهيمنة على العراق.

المحلل السياسي العراقي، أشار أيضًا إلى أن هذا المقترح يؤكد أن إيران بنفوذها في كلٍّ من العراق وسوريا هي ماضية ومصرة رغم الحصار والعقوبات الأمريكية في تنفيذ مشروعها التوسعي الديني الكوني في إقامة الإمبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد، كاشفًا اعتقاده بأن الحكومة العراقية برئاسة عادل عبد المهدي، ليس لديها القوة والكلمة في رفض هذا المشروع التوسعي الإيراني، لقوة نفوذ طهران على البرلمان والحكومة.

 

وأضاف «الجبوري»: «كما صرح قادة طهران بأن إيران فازت بالأهداف ثلاثة صفر، وربما سيمتد هذا المشروع لدول المنطقة ليكتمل تنفيذ مشروعها التوسعي الفارسي بأسرع وقت ممكن، ومن جهة أخرى هي تركز  وتصر على مدّ خط السكك الحديدي إلى العراق؛ لتخفيف عبء الحصار عليها، وتهريب ما يمكن تهريبه إلى العراق وسوريا».

 

المحلل السياسي العراقي، حذر من التحركات الإيرانية، مشيرًا إلى أن المشروع الإيراني أخطر المشاريع التوسعية لأنها ترهن العراق بطهران، وتعتبره ولاية إيرانية، وحسب التوقعات والتحليلات فإن هذا المشروع لن يُمرر، وسيواجه اعتراضات شديدة من العراقيين بكل طوائفهم، ومن القوى الوطنية في مجلس النواب والحكومة، مردفًا: «حسب اعتقادي فإن المشروع لن يتحقق تحت أي ظرف، خاصة في ظل العقوبات الأمريكية التي تفرض سطوتها وقسوتها على الاقتصاد الإيراني والحصار النفطي».

 

للمزيد.. بعد فوز قادة الميليشيات بالانتخابات.. إيران تستنسخ حرسها الثوري في العراق

أسامة الهتيمي
أسامة الهتيمي

تواجد فعلي

مراقبون رأوا أيضًا أن إيران تستخدم الوسائل كافة؛ لتحقيق الوجود الفعلي بالمنطقة، وهو ما أكده الباحث في الشأن الإيراني، أسامة الهتيمي، إذ أوضح أن إيران تسعى إلى أن تكون تصريحات مسؤوليها -الخاصة بالسيطرة على عواصم عربية من بينها بغداد ودمشق- دلائل على أرض الواقع، عبر وجود فعلي لإيران لا يقتصر فحسب على ميليشيات عسكرية من أبناء هذه الدول تابعة وموالية لطهران، ولا حتى على عناصر إيرانية موجودة بهذه الدول، بل لابد وأن يكون هذا الوجود الإيراني مُتاحًا بكل الأشكال الممكنة، ومن بينها الجانب الاقتصادي، فضلًا عن القدرة المركزية الإيرانية على التدخل في هذه الدول في أي وقت وبطريقة سهلة، وهو ما يتوافر عبر إنشاء طرق ربط استراتيجية بين إيران وهذه الدول، سواء كانت برية أو بواسطة خطوط سكك حديدية.

 

ورأى «الهتيمي»، أن إنشاء مثل هذا الخط الحديدي بين معبر الشلامجة على الحدود الإيرانية العراقية ومدينة البصرة سيحقق لإيران عوائد اقتصادية ضخمة فكل من العراق وسوريا يمثلا سوقًا رائجًا للبضائع الإيرانية؛ إذ أن العراق وحدها تحصل على نحو 72% من المنتجات الإيرانية المعدة للتصدير للخارج ونحو 50% من المنتجات اليدوية الإيرانيَّة، وهو ما يفسر السبب وراء إغراق السوق العراقية بالمنتجات الإيرانية الأمر الذي أسفر عن كساد في عمليات التصنيع العراقي وتراجع عمليات التبادل التجاري بين العراق ودول أخرى بخلاف إيران.

 

وأكد أن هذا الخط سيمنح إيران فرصة عظيمة للوجود بقوة في سوريا التي لا تربطها حدود مع إيران وهو ما يرفع من أسهم إيران في المشاركة بقوة في عملية إعادة الإعمار في سوريا، لكن بالطبع ليس الهدف الاقتصادي هو كل ما تسعى إليه إيران، فالرغبة الإيرانية في مد خط السكك الحديدية من إيران إلى العراق ثم إلى سوريا عبر منطقة البوكمال ثم إلى مدينة دير الزور ومن ثم إمكانية المد إلى لبنان هو خطوات عملية وقفزات هائلة في إطار تحقيق مشروع إيران السياسي المتعلق بمد السيطرة والنفوذ الإيراني على هذه الدول التي تمثل الجزء الأهم من المرحلة الخضراء في مشروع تأسيس الإمبراطورية الإيرانية التي توعد بها الخميني نفسه.

 

الباحث في الشأن الإيراني، أوضح أن نجاح إيران في إحداث هذا الربط البري مع كل من العراق وسوريا يعين ببساطة شديدة توجيه ضربة قاصمة لأي محاولات لفرض عقوبات على إيران ذلك أن هذا الربط سيسهل عمليات التحايل على العقوبات ويقلل من قدرة أمريكا وغيرها على مراقبة الحركة التجارية بين إيران والعالم.

"