ad a b
ad ad ad

بعد حملة اعتقالات للعمال.. نظام «الملالي» يتراجع أمام ثورة الغضب

الأربعاء 21/نوفمبر/2018 - 02:14 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

منذ شهور ونيران الغضب الشعبي في إيران مشتعلة لا يخمد لهيبها، بل يزيد يومًا بعد آخر، مبشرًا باحتراق نظام الملالي وتهاوي عروش العمائم السوداء الحاكمة.


وتواجه حكومة طهران احتجاجات فئوية تزداد وتيرتها كلما تورط النظام في اعتقال بعض المتظاهرين أو تهور وقام بتصفية رموز المعارضة، ومؤخرًا انضمت فئات جديدة إلى موجة الغضب، ما أدى لاتساع الدائرة الرافضة لسياسات طهران، إضافة إلى تمسك النظام بسياسة «العناد» وعدم الاستجابة لمطالب الفئات الغاضبة.

بعد حملة اعتقالات

ولليوم السادس عشر، يواصل عمال قصب السكر في مدينة «هفت تبه» احتجاجاتهم وتظاهراتهم المستمرة أمام مبنى القائم مقام، مطالبين بسرعة الاستجابة لطلباتهم والإفراج عن العمال المعتقلين، مؤكدين استمرار التظاهرات لحين الاستجابة لمطالبهم ، وسط دعوات للتضامن الشعبي.

 للمزيد.. آخرها «المعلمون والمزارعون».. الإضرابات تحاصر نظام الملالي


تضامن طلابي

وفي تطور لافت، احتشد طلاب جامعة طهران للتضامن مع العمال المحتجين في «هفت تبه»، مرددين هتافات مناوئة لنظام الملالي، مؤكدًا استمرارهم في دعم الحركة العمالية في إيران، إلى حين حصولهم على حقوقهم المفقودة، وتخلي النظام الإيراني عن سياسة التجاهل للمطالب العمالية.


وتشهد الجامعات الإيرانية موجة غضب منذ شهور، بداية من انطلاق موجة الاحتجاجات الأخيرة، حيث شهدت عدة جامعات إيرانية تظاهرات طلابية حاشدة ضد نظام الملالي، وهي الظاهرة التي يخشى النظام من اتساعها، خاصة في ظل ظهور حركات شبابية مناهضة للنظام الحالي، والرافضة لولاية الفقيه.

 للمزيد.. عمال «الأحواز» ينتفضون ضد فساد نظام الملالي في إيران

بعد حملة اعتقالات

تراجع «الملالي»

وفي ظل الضغوط المستمرة التي يمارسها العمال الغاضبون للإفراج عن العمال المعتقلين، اضطر نظام الملالي للتراجع أمام موجة الغضب العمالية، وبحسب بيان لمنظمة مجاهدي خلق، فإن اتساع رقعة التظاهرات العمالية والتضامن الشعبي معها أجبر النظام على إطلاق سراح العمال المعتقلين في «شوش» بكفالة، ماعدا 4 منهم.

 

وأشار البيان إلى أن العمال أعلنوا عزمهم على مواصلة التظاهرات والضغط على «الملالي»؛ لحين الاستجابة لباقي المطالب، لافتين إلى أن النظام مجبر على تنفيذ طلبات العمال العادلة، ورفع الظلم عنهم، خاصة أنه يعيش بين فكي كماشة العقوبات والتظاهرات ولا يريد ارتفاع ألسنة لهب الانتفاضات أكثر.

 

جاء ذلك في الوقت الذي دعت فيه، زعيمة المقاومة الإيرانية مريم رجوي عموم الإيرانيين، لا سيما أهالي الأحواز وخوزستان إلى التضامن مع عمال معملي قصب السكر والصلب، وطالبت الهيئات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق العمال بإدانة سياسات الملالي القمعية والمعادية للعمال والعمل العاجل للإفراج عن المعتقلين.

 للمزيد.. الانفلات الأمني في إيران.. واقع الثوب المهلهل


اتساع رقعة الغضب

 وفي تصريحات لـ«المرجع»، قال الباحث في الشأن الإيراني، الدكتور محمد بناية، إن التظاهرات الحالية للعمال هي نتيجة السياسة القمعية التي ينتهجها النظام الإيراني ضد كل الفئات، مشيرًا إلى أن النظام لم يكتفِ بتجاهل مطالب العمال التي تدور في أغلبها حول توفير حياة كريمة لهم ولأسرهم، وهو مطلب عادل، إلا أنه شنَّ حملة اعتقالات ضد العمال المعترضين.


وأضاف «بناية»، أن النظام الإيراني في مأزق حقيقي بسبب هذه الاحتجاجات، خاصة في ظل التضامن الطلابي معها، مشيرًا إلى أن النظام مرتبك بسبب الغضب الشبابي الذي يتزايد يومًا بعد يوم، وانتشار الحركات الشبابية الرافضة له، وشعور النظام بسقوط هيبته الدينية التي كانت توفر له أمانًا ضد أي غضبة شعبية.

 

وأكد الباحث في الشأن الإيراني، أن هذه الموجة الغاضبة لن تهدأ إلا إذا استجاب النظام الإيراني للمطالب المشروعة للعمال الإيرانيين، ورفع المعاناة التي تزداد يومًا بعد يوم عن كاهلهم، خاصة في ظل حالة التدهور الاقتصادي المتزايد بسبب فشل النظام في السيطرة على الأزمات المتلاحقة التي تواجهه.

"