ad a b
ad ad ad

إيران.. أربعون عامًا من الفشل

الأحد 03/فبراير/2019 - 10:25 ص
الخميني
الخميني
إسلام محمد
طباعة

احتشد عشرات الآلاف من الإيرانيين أمام ضريح المرشد السابق، روح الله الخميني، في العاصمة طهران احتفالًا بالذكرى الأربعين للثورة الإيرانية عام 1979.


وبدأت الاحتفالات في  الساعة التاسعة و33 دقيقة من صباح أمس الجمعة، وهي لحظة وصول طائرة الخميني إلى مطار طهران، وعزفت الموسيقى العسكرية، في الاحتفالات التي تشمل أول عشرة أيام من شهر فبراير من كل عام، احتفالًا بنجاح الثورة وسقوط نظام الشاه محمد رضا بهلوي.

وزارة الخارجية الأمريكية
وزارة الخارجية الأمريكية
وسخرت وزارة الخارجية الأمريكية من الاحتفال بهذه المناسبة على اعتبار أن النظام الإيراني «لم ينتج سوى 40 عامًا من الفشل».


وقالت في تغريدة على تويتر: «عندما عاد إلى إيران العام 1979، وعد آية الله الخميني بتحقيق الكثير للإيرانيين، بينها العدالة والحرية والرخاء، وبعد 40 سنة أخل هذا النظام بكل هذه الوعود، لقد وعد آية الله الخميني بحرية التعبير وحرية الصحافة، واليوم نجد أن إيران تعاني أجواء هي من الأكثر قمعًا على الإعلام».


وتابع التعليق: «العام 1979 وعد آية الله الخميني بضمان الرخاء المادي والروحي للإيرانيين. بعد 40 عامًا دمّر هذا النظام الإيراني الفاسد اقتصاد البلاد، وأطاح بالإرث الإيراني النبيل، ولم ينتج سوى 40 عامًا من الفشل».


وأطلق ناشطون عبر مواقع التواصل حملة بهاشتاج #چهل_سال_شكست، التي تعني «أربعون عاما من الفشل»، وتضمنت العديد من المقاطع والصور عن وعود الخميني التي أثبتت الأيام كذبها وزيفها.


فكان الخميني يقول لأتباعه «لا تخشوا ولاية الفقيه، الفقيه لا يستطيع أن يتعامل مع الناس بمنطق القوة، فإذا ما أراد فقيه ما أن يتعامل بهذا المنطق فسوف تنتزع منه الولاية»؛ لكن الحقيقة أن الخميني وزمرته بعد استلامهم للسلطة ارتكبوا مجازر عنيفة ضد مناوئيهم من الأحزاب والتيارات السياسية، كاليساريين والعلمانيين وغيرهم، بل امتدت تلك الأيدي الباطشة لتنال الإسلاميين من أتباع المذاهب الأخرى، خاصةً من أهل السنة والجماعة الذين ساندوا الثورة لما رفعت شعارات إسلامية جامعة لكنها لما نجحت اضطهدت الأقليات الدينية وجعلت أهل السنة في فوهة مدفع القمع بشكل فاق ما كان يحدث على ايدي الشرطة في عهد الشاه الراحل.


وحتى المعممين الشيعة الذين اعترضوا على نظرية ولاية الفقيه طالتهم آلة قمع النظام الإيراني، على اعتبار أن تلك النظرية التي اخترعها الخميني صارت بمنزلة الوحي المقدس، بل أعلى منزلة من القرآن في نظر أتباع المرشد، حتى أنه عندما منع فريضة الحج بعد توتر العلاقات مع الرياض، برر أتباعه ذلك بأن هذه من صلاحيات الولي الفقيه المتمثل في الخميني.


وخلافًا لوعود الرخاء والعيش في ظل سماحة الإسلام التي بشر بها الخميني سخرت الدولة مواردها لخدمة طائفة المعممين تاركين الشعب الإيراني يرزح في الفقر المدقع، حتى إن الخميني لما مات عام 1989، شيدت الحكومة صرح ضخم أنفقت عليه المليارات، وضمت له ملحقات ومصليات على مساحة 600 كيلومتر مربع؛ بحيث لا يوجد لها نظير في أي من الأبنية الدينية في البلاد، وأطلق على تلك المنطقة «حرم الخميني».


وكلّف بناء الضريح والمراكز الدعائية والدينية التابعة له، 1989 ملياري دولار حتى عام 91 فقط، ولم يتم الإعلان عن حجم الإنفاق خلال قرابة ربع قرن، شهد تجديدات وتطويرًا مستمر بالمباني وملحقاتها على نفقة الدولة.

 


الخميني
الخميني

محامي المحرومين المزيف


وكان الخُميني في البداية يتبنى خطابًا ثوريًّا يأخذ صف الفقراء والمستضعفين وكان يقول «يا مستضعفي العالم، انتفضوا على المستكبرين أكلة لحوم البشر، وخذوا حقكم منهم، فالله معكم، وهو لا يخلف الميعاد»، وأعلن يوم الخامس عشر من شهر شعبان، وهو يوم ولادة الإمام المهدي يومًا لقيام المستضعفين في العالم، ويدغدغ عواطف الفقراء بقوله «شعرة من رأس أحد الفقراء من ساكني الأكواخ ومقدّمي الشهداء أشرف وأفضل من كل القصور وسكان القصور في العالم»...، لكنه عند وصوله للسلطة أخلف وعوده وبدا في قمع الشعب وتجييشه لخدمة سلطته هو زمرته من المعممين.


كثيرًا ما تاجر الخميني بالقضية الفلسطينية، ومن بعده الملالي، الذين صدّروا أنفسهم كزعماء إسلاميين للدفاع عن القضايا القومية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ولكن عندما ننظر إلى أرض الواقع لا نجد أي جهد حقيقي قدمته إيران لردع إسرائيل، رغم ما تتعرض له قواتها اليوم في سوريا من قصف متتابع من الطيران الإسرائيلي دون أي رد فعل من جانب نظام الملالي الذي طالما تغنى طوال 40 عامًا بحتمية مواجهة إسرائيل من الوجود.

"