حركة الشباب تستغل أحداث الشغب في إثيوبيا لشنِّ هجمات إرهابية (تفاصيل)
الجمعة 01/فبراير/2019 - 06:08 م
أحمد عادل
تحاول حركة شباب المجاهدين في الصومال، استغلال أحداث الشعب الموجودة في إثيوبيا لشنِّ هجمات إرهابية في محاولة منها لزيادة عمليات التمدد والانتشار في منطقة الشرق الأفريقي، والتي تعاني من مرارة إرهاب وتطرف الحركة (الموالية تنظيم القاعدة)، وتنظيم داعش الإرهابي الذي يسعى بعد دحر إرهابه في سوريا والعراق، والعديد من المناطق، أن يتخذ من القارة السمراء موطئ قدم له للوجود، وزيادة عملياته العنيفة ضد الأجهزة الحكومية.
ومن جانبها، اتخذت القوات الإثيوبية احتياطاتها وتجنبها من الوقوع في معضلة هجمات حركة شباب المجاهدين، وفرضت الأجهزة الأمنية في الولاية الصومالية في إثيوبيا (مدينة جكجكا عاصمة الإقليم الصومالي في إثيوبيا) أمس الخميس، حظرًا للتجوال في المدينة السابق ذكرها، وذلك بعد أن شهدت المدينة أعمال شغب عنيفة بين القوميتين الصومالية والأمهرية أدت إلى مصرع شخصين.
وأشار بيان القوات الأمنية إلى أنه لن يسمح بوجود السكان الأصليين بعد أوقات الحظر المسموح بها، وحددوا العاشرة مساء هي بداية لوقت الحظر في البلاد، كما منعوا عقد مؤتمرات بدون علم الحكومة الإقليمية.
وعلى إثر تلك الاحتجاجات، اعتقلت قوات الشرطة الإثيوبية، يوم الإثنين الماضي 276 شخصًا؛ بسبب تورطهم في أعمال عنف بمدينة «دريداوا» التي تبعد بنحو 500 كيلومتر شرق العاصمة أديس أبابا.
وكان صرحت أمس الخميس وزارة الدفاع الأثيوبية عن تغيير الزي العسكري للضباط والعساكر التابعين لها وأرجعت سبب تغييرها إلى تزايد العمليات الإجرامية والإرهابية والمتطرفة في البلاد التي تشنها حركة شباب المجاهدين في البلاد.
وأعلنت القوات الإثيوبية أنها على استعداد تام لعمل هجوم واسع، وذلك ردًّا على الهجمات المتوقعة من قِبَل حركة شباب المجاهدين في البلاد، وعلى ذات السياق أفادت الوزارة أنه يوم 21 يناير 2019، شنت وزارة الدفاع هجمات على قواعد حركة الشباب في الصومال، أسفرت عن مقتل 66 من عناصرها، وفي 30 يناير 2019، أكد الجيش الإثيوبي مقتل 35 من مسلحي حركة شباب المجاهدين في الصومال، وفي أكتوبر 2018 أعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن مقتل 30 جنديًّا إثيوبيًّا داخل الصومال.
ويرجع السبب الرئيسي في نشأة حركة شباب المجاهدين في أوائل 2004، هو الرد على وجود القوات الإثيوبية داخل الصومال، وعلى هذا الأساس تحاول الحركة جاهدة إلى شن هجمات إرهابية في كل الدول الموجودة في منطقة الشرق الأفريقي (كينيا- وتنزانيا- وجنوب السودان- وأوغندا - وجيبوتي – وإريتريا- وإثيوبيا- والصومال – وموزمبيق- ومدغشقر - ومالاوي - وزامبيا – وزيمبابوي- وبوروندي - ورواندا- وجزر القمر- وموريشيوس- وسيشل).
وترجع السياسة الخارجية الإثيوبية عن طريق رئيس الوزراء أبي أحمد، والتي أتت بثمارها في حلِّ المشكلات بين الصومال وإريتريا وإثيوبيا إلى زيادة العمليات الإرهابية في منطقة القرن الأفريقي، وتحديدًا ضد كلٍّ من الصومال وكينيا وإثيوبيا.
ومن جانبه، قال أبوالفضل الإسناوي، الباحث في الحركات الإسلامية: إن إثيوبيا تلعب منذ تولي أبي أحمد رئيس الوزراء، على استقرار منطقة الشرق الأفريقي، والتي كانت ومازالت تعاني من هجمات حركة شباب المجاهدين، وظهر ذلك في سياستها الخارجية التي تقيمها مع البلدان المجاورة.
وأكد الإسناوي في تصريح خاص لـ«المرجع» أن إثيوبيا دورها مهم للغاية في منطقة شرق أفريقيا؛ حيث تأمين الحدود والدخول في شراكة مع العديد من القوات الدولية، وحماية منطقة البحر الأحمر، والتي تستغلها حركة الشباب في الدعم المادي لعناصرها.
وأضاف الباحث في الحركات الإسلامية، أن حركة شباب المجاهدين ستسعى خلال الفترة المقبلة لزيادة عملياتها الإرهابية ضد كلِّ مَن يحاول إعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأفريقي، خصوصًا إثيوبيا وكينيا والصومال، مشيرًا إلى أن قوى الأموال تواجه قوى الخير؛ حيث تركيا وقطر في مواجهة السعودية والإمارات، وتسعى الرياض ودبي إلى إعادة التوازن واستقرار المنطقة الأفريقية بأكملها مرة أخرى.





