ad a b
ad ad ad

«تحويل الأموال».. شركات التمويل الخفي للإرهاب في كينيا

الخميس 31/يناير/2019 - 03:20 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تتسم الكثير من البلدان الأفريقية بهشاشة أنظمتها الأمنية والرقابية على هيئاتها الحكومية والخاصة؛ ما يعطي فرصة لتنظيمات الإرهاب الدولي لاستغلال تلك الهشاشة، سواء للتوسع جغرافيًّا على أرض القارة، أو كممرات آمنة لنقل التمويلات المشبوهة.


«تحويل الأموال»..

كشفت أجهزة التحقيقات في كينيا، أن الحادث الإرهابي الذي نفذته حركة الشباب (فرع القاعدة بأفريقيا وبالأخص في الصومال) ضد فندق دوسيت بالعاصمة نيروبي في 15 يناير 2018 وخلف عشرات القتلى، قد تم بمساعدة وكلاء للجماعات المتطرفة يشكلون «شبكة مالية» مُحكمة تمر من خلالها النقود التي يتم استخدامها في شراء الأسلحة والسيارات، وجميع المعدات اللازمة للهجمات الإرهابية في البلاد.


«تحويل الأموال»..

قضية تمويل

قررت محكمة نيروبي، اليوم الأربعاء إغلاق إحدى فروع شركة «M-Pesa» التابعة لشركة الاتصالات «Safaricom»؛ وذلك لتورط الوكيل الخاص بها، ويدعى نور فيى شبكة التمويل الإرهابي المشبوهة.


وبدأت خيوط الشبكة تتكشف بعد تحريات قدمتها وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة الكينية حول حادث نيروبي الأخير، وتمت بموجب التحريات القبض على 9 أشخاص، من بينهم مديرة إحدى فروع بنك «دايموند تراست»، صوفيا موبوجو.


وخلال التحقيقات تم توجيه الأسئلة لصوفيا حول قيامها بتحويل مبلغ مالي ضخم لأحد رجال الأعمال خلال فترة زمنية قصيرة دون طلب أدلة أو أي استفسار حول ماهية المصارف المحتملة لتلك النقود الكثيرة.


وحينها ألقت صوفيا باللوم على شركة «Safaricom» على اعتبار أنها هي المسؤولة عن الوكلاء التابعين لها في البلاد؛ وذلك لأن الشرطة قد اكتشفت أن البنك قام بتحويل 9 ملايين دولار من جنوب أفريقيا لحساب نور (وكيل شركة «M-Pesa») الذي قام بدوره بتحويل 5.5 مليون دولار دفعة واحدة إلى حساب آخر في الصومال، وكان ذلك قبل العملية الإرهابية في نيروبي بفترة قصيرة.


كما أن أحد المتهمين الآخرين في القضية ويدعى عبدالنور عثمان تم اتهامه أيضًا باستلام 100 مليون شيلينج كيني دفعة واحدة من الشركة نفسها أيضًا، وهي «M-Pesa».


وشركة «M-Pesa» هي إحدى الشركات التي تقدم خدمة تحويل الأموال للعملاء في البلاد، وتتبع شركة الاتصالات «Safaricom» التابعة بالأساس لشركة فودافون.


وعليه دفعت السيدة صوفيا ببراءتها من التهم على اعتبار أن شركة الاتصالات هي المسؤولة ولأن الشركة هي أحد العملاء للبنك، قام البنك بتحويل تلك المبالغ بناء على تفويض منها.


«تحويل الأموال»..

جهود رقابية

في ضوء ما سبق، أعلن البنك المركزي في كينيا ضرورة قيام جميع المصارف في البلاد والهيئات المالية بالإسراع في التبليغ عن التحويلات المالية المشبوهة التي تتم في الأفرع، وعدم إلقاء اللوم على بعضهم البعض.


وتجدر الإشارة إلى أن البنك المركزي قد سبق وأصدر في مارس 2018 مذكرة توجيهية لمساعدة المؤسسات المالية في مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وحتى يتم التمكن من تنفيذ التوصيات الخاصة بهيئة العمل المالي «FATF»، وتضمنت التوصيات ضرورة إجراء تقارير دورية عن المعاملات المالية التي تتم بين الأطراف المختلفة، والتركيز على شركات تحويل الأموال.


فيما أعزت دراسة قدمها مركز الأمن والسلام الأسباب التي جعلت من كينيا نقطة مرور للإرهاب وتمويلاته إلى حالة الفقر والتهميش الاقتصادي والاجتماعي لدى بعض الفئات؛ الأمر الذي أدى إلى انخراط بعض مواطنيها في شبكات التطرف.

للمزيد: «الشباب الصومالية» تنتهك حدود كينيا 

"