ad a b
ad ad ad

«أمازون».. المصدر الخفي لتمويل الكيانات الإرهابية

الخميس 24/مايو/2018 - 07:30 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة
أن تنشر تهديدًا عدائيًّا للجماعات الإرهابية بغرض إرشاد الجهات المعنية بخطورة الأمر، أو تستعرض كتابًا طائفيًّا لتلك الجماعات بنية الاشتباك الفكري لدحض الآراء المتطرفة، فهذا سبيل لمحاربة العنف، أما نشر هذه الكتب المتطرفة بغرض بيعها للعامة من الجمهور كما هي، دون تفنيد ما فيها من أفكار، فهو بمثابة ترويج للإرهاب والتطرف. 


«أمازون».. المصدر
على صعيد متصل، تعالت أصوات عدد من الأعضاء داخل أروقة مجلس العموم البريطاني، مستنكرين ما فعله موقع «أمازون» الشهير، من ترويج لكتب الإرهاب ومناهجه؛ حيث قالت رئيسة لجنة الشؤون الداخلية القومية في مجلس العموم، إيفيت كوبر: إنه «لا يوجد مبرر لقيام الشركة الأمريكية للتجارة بفعل هذا الأمر المشين».

كما أكد النائب العمالي، جون مان، أن شركة «أمازون» يقع على عاتقها مسؤولية التأكد من عدم نشرها مواد إرهابية غير قانونية أو الترويج لها، وباعتبارها واحدة من أغنى الشركات في العالم، يجب أن تكون قادرة على الالتزام بالقانون.

ويأتي هذا الجدل المحتدم بعد أن تم الكشف عن رواية لأسامة بن لادن تُباع في الموقع المشهور، وهي رواية «the Islamic millennium»، والتي كتبها «بن لادن» بنفسه، إضافة إلى بعض الكتب الأخرى عن مناهج عقائدية متطرفة، والأكثر خطورة هو بيع كتب تشرح طرق صناعة القنابل والمتفجرات.

فيما علقت الشرطة البريطانية على هذا الأمر، قائلة: إن «الشرطة ستحقق في هذه الجرائم بما في ذلك نشر المواد الإرهابية وتشجيع الإرهاب، ومعاقبة المتورطين، كما حثت المواطنين على ضرورة إبلاغ الشرطة عند عثورهم علي أي مواد متطرفة أو إرهابية على الإنترنت».
«أمازون».. المصدر
وتُعدُّ تلك الكتب التي يبيعها «أمازون» للجماعات الإرهابية، مصدر تمويل للإرهاب حول العالم، فبعد الكشف عن تمويل دول الغرب للجماعات الإرهابية عن طريق شراء بودرة «التلك» والمعادن التي يستخرجها المتطرفون من المناجم التي يسرقونها، تُطالعنا الأخبار من جديد بازدواجية جديدة لدول الغرب التي تشتري كتب «داعش» المتطرفة والترويج لها.

وباعتبار الجماعات المتطرفة مجرد عصابات مأجورة تستفيد منها الكيانات الكبرى، قد يكون مساعدة «أمازون» للجماعات ينطوي عن علاقة ضمنية بين الشركة الأمريكية الكبرى والجماعات الإرهابية؛ حيث كيف لها أن تحصل على الكتب؟ وممن اشترتها؟ ولمن تبيعها؟ وكيف ترسل أموال البيع للجماعات؟

ومن الكتب الأخرى التي يُروّج لها الموقع كتاب «my dairy» لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وكتاب «رسالة إلى العالم - message to the world»، وكتاب آخر بعنوان «دليل صنع المتفجرات».

يشار إلى أن شركة «أمازون» اعترفت في السابق، بأنها تورطت في التعامل التجاري مع بعض الكيانات المدرجة على قوائم الإرهاب، وذلك في يوليو 2017 خلال تحقيقات أجرتها معها السلطات الفيدرالية، ونفت الشركة إمكانية علمها بأرقام الربح المتعلقة بهذه المنتجات، كما اعترفت الشركة بالتعامل مع السفارات الإيرانية حول العالم، وأنها تبيع لها المنتجات التي تطلبها.

و«أمازون» هي شركة أمريكية للتعاملات التجارية الإلكترونية، تأسست في الخامس من يوليو عام 1994، وتقدر إيراداتها بحوالي 135 مليار دولار سنويًّا، وتطولها شبهات التعامل مع كيانات إرهابية.

وفي إطار الشركات متعددة الجنسيات التي تمول الجماعات الإرهابية، فقد سبق أن أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية، في عام 2007، شركة «Chiquita Brands International Inc»، -وهي شركة متعددة الجنسيات، تأسست في نيوجيرسي ومقرها في مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو- على قوائم الشركات الداعمة للإرهاب، وذلك بعد قرار من المحكمة الجزئية الأمريكية في مقاطعة كولومبيا، بعدما تأكدت المحكمة من استغلال الشركة لأنشطتها التجارية في تمويل التطرف.
«أمازون».. المصدر
كما أحالت فرنسا في العام الماضي مسؤولي شركة «Lafarge» -وهي واحدة من كبرى الشركات متعددة الجنسيات في فرنسا، التي تعمل في مجال إنتاج الأسمنت- إلى التحقيقات؛ لمعرفة ما إذا كانت الشركة ساعدت في تمويل الجماعة المتشددة وفصائل مسلحة أخرى أثناء تشغيل المصنع في سوريا.

فيما أكدت التحقيقات صعوبة ممارسة الأعمال التجارية في المناطق التي مزقتها الحروب، وهو تحدٍّ تواجهه الشركات في جميع أنحاء العالم، لا سيما تلك الموجودة في قطاعي الطاقة والصناعة، لذلك اتهمت الشركة بتمويل الإرهاب.

ويذكر أن شركة «لافارج» بدأت بإنتاج الأسمنت للسوق السورية في عام 2010، بعد استثمار أكثر من 600 مليون يورو، أو 708 ملايين دولار، لتجديد مصنع في جلابية، وهي بلدة تقع بالقرب من الحدود التركية.

لكن الوضع الأمني في سوريا بدأ يتدهور في عام 2011 مع اندلاع المعارك بعد الاحتجاجات ضد حكومة بشار الأسد، ومن ثم بدأت الشركات متعددة الجنسيات بالانسحاب من سوريا واحدة تلو الأخرى، باستثناء «لافارج».

ومن ثم يجب أن تشترك الدول لمراقبة اقتصاديات الشركات متعددة الجنسيات؛ حيث يمكنها استغلال أعمالها عبر العالم لمد جسور التمويل للكيانات الإرهابية.
"