ad a b
ad ad ad

اتفاق السويد يتبخر.. وجريفيث في زيارة الفرصة الأخيرة

الأربعاء 30/يناير/2019 - 10:47 م
المرجع
علي رجب
طباعة

 

في زيارة مفاجئة وصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، إلى صنعاء للقاء قادة ميليشيا الحوثي، بعد 4 أيام من مغادرة  العاصمة اليمنية، وسط مؤشرات قوية على فشل اتفاق السويد في ظل تعنت الميليشيا في الوفاء بالتزاماتها نحو تطبيق الاتفاق، وأهمها تسليم ميناء الحديدة، والخروج من المدينة، وكذلك التهرب من التزاماتها في عمليات تبادل الأسرى والمعتقلين.


اتفاق السويد يتبخر..

زيارة  جريفيث هي الثالثة إلى صنعاء خلال شهر، ضمن جولاته الرامية لإنقاذ اتفاق السويد وإجبار الميليشيا على تسليم مدينة الحديدة وموانئها؛ تنفيذًا للاتفاق الذي دعمه قرار أممي، في ظل محاولة اخيرة قبل تحرك عسكري من قبل قوات الجيش اليمني في المدينة.


جريفيث في الرياض

وكان جريفيث قد زار العاصمة السعودية الرياض، الخميس 24 يناير الجاري، التقى خلالها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، ضمن محاولات إنقاذ اتفاق السويد؛ ما أدى إلى تصريح وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، قائلًا خلال تغريدة على «تويتر»: إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش وعده بألا يخذل الشعب اليمني الذي تربطه به علاقة خاصة مذ كان مفوضًا ساميًّا للاجئين.


ونقل اليماني عن جوتيريش قوله «بأن اتفاق الحديدة سينفذ وأن الحوثيين سيغادرون المدينة والموانئ كخطوة أولى باتجاه تحقيق السلام في اليمن».

للمزيد: نيران الحديدة تحرق اتفاقية السويد.. الحوثيون يستهدفون موكب «كاميرت» بقصف مدفعي


التحرك الأممي جاء بعد تحذيرات من قبل الخارجية اليمنية في بيان لها السبت 26 يناير الجاري، من تمادي جماعة الحوثي في التملص من تنفيذ اتفاق الحديدة، ورفض فتح الممرات الآمنة للمساعدات الإنسانية وقصف مطاحن البحر الأحمر، ورفض تسيير القافلة الإغاثية التي استمر العمل على الترتيب لها أسبوعًا كاملًا من قِبل لجنة إعادة الانتشار برئاسة الجنرال باتريك.


اتفاق السويد يتبخر..

المربع صفر

وكتب مدير مكتب الرئاسة اليمنية، عبدالله العليمي -وهو نائب رئيس الوفد الحكومي في محادثات السويد التي اختتمت في 13 ديسمبر بإعلان اتفاقي الحديدة والأسرى- في تغريدة على تويتر يوم 24 يناير الجاري: «37 يومًا منذ اتفاق ستكهولم و32 يومًا منذ وصول الجنرال باتريك (كامريت رئيس بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة) إلى اليمن، ومازالت الأمور كما لو أنها في يومها الأول.. حتى الآن لم نحصل على آلية ملزمة لتنفيذ الاتفاق»، مضيفًا: «التصعيد المستمر للميليشيات الحوثية والتحشيد العسكري، وحفر الخنادق، وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية والإعتقالات اليومية لا تشير إلى وجود أي نوايا للسلام، وأن التراخي في تنفيذ الاتفاق وغياب الوضوح في تسمية المعرقلين يشجع هذه الاستفزازات، ويدفع الأمور إلى الفشل».


وشهدت الأسابيع التي تلت اتفاق السويد في 19 ديسمبر؛ حيث ارتكبت ميليشيا الحوثي 745 خرقًا في محافظة الحديدة أسفرت عن مقتل 51 مواطنًا، وإصابة 370 آخرين بعضهم خطيرة.


زيارة جريفيث الى صنعاء جاءت تزامنًا مع عقد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمني الفريق الركن عبدالله النخعي، اليوم الإثنين، اجتماعًا مع قيادات قوات التحالف العربي في عدن؛ لمناقشة الموضوعات المتصلة بالموقف العام في خطوط المواجهات مع ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانيًا، وعملية البناء الجارية للقوات المسلحة على أسس وطنية وعلمية، وفقًا لمخرجات الحوار الوطني، ولما فيه بناء قوات مسلحة وطنية ولاؤها للوطن.


واستعرض رئيس الأركان اليمني الجهود المبذولة من قبل قيادة وزارة الدفاع، ورئاسة هيئة الأركان العامة لهيكلة الوزارة ورئاسة هيئة الأركان، وإعداد وتأهيل دوائر وزارة الدفاع، ووحدات القوات المسلحة، وتوحيد الهياكل لهذه الأجهزة العسكرية، بحسب وكالة سبأ اليمنية.


وقال النخعي: «إن استعادة الدولة وإنهاء معاناة اليمنيين التي تتضاعف يومًا بعد آخر؛ بسبب ما ترتكبه ميليشيات الحوثي من جرائم إرهابية، بحق أبناء الشعب وحماية الجمهورية والهوية اليمنية، وإحلال السلام الدائم أمرٌ لا مناص منه ولا تراجع عنه، ويقف في تحقيق هذا الهدف كل أبناء الشعب اليمني وأشقائهم في التحالف العربي».

للمزيد: دفن اتفاقية السويد في أنفاق الحديدة.. الحوثيون يحشدون بدعم إيراني لمعركة كبرى


اتفاق السويد يتبخر..

زيارة الفرصة الأخيرة

مراقبون اعتبروا زيارة جريفيث إلى صنعاء من أجل لقاء قادة ميليشيا الحوثي، الفرصة الأخيرة لإنقاذ اتفاق السويد، في ظل الخروقات المستمرة من قبل الحوثيين، وكذلك تصعيدهم في كل الجبهات، خاصة ضد قبائل «جحور» في حجة وخسائرهم في صعدة.


من جانبه، توقع المحلل السياسي والإعلامي اليمني، محمد أنعم، فشل جهود المبعوث الأممي إلى اليمن خلال لقائه في صنعاء قادة الميليشيا، لافتًا إلى أن ما يحدث هو كسب الميليشيا مزيدًا من القوت لإعادة ترتيب صفوفها.


وقال «أنعم» في تصريح خاص لـ«المرجع»: «وصل المبعوث الدولي وصل العاصمة صنعاء، وسنغادرها بدون نتيجة»، مضيفًا: «الحوثيون يريدون (السلام) على طريقة ثورة 48م، لما يسيطر على صنعاء قالوا ثورة ولما اقترب الحسم العسكري خاصة في الحديدة قالوا السلام».


وشدد المحلل السياسي اليمني، على أن الاتفاق أصبح في غرفة الإنعاش، وزيارة المبعوث الأممي محاولة لإطالة عمره، لكن الجميع يرى أن الاتفاق أُسقط على أرض الواقع بفضل خروقات الحوثي.


كما حذر الخبير العسكري اليمني، العقيد يحيى أبوحاتم، من أن ميليشيا الحوثي تعمل على تجهيز للحرب في جبهات عدة؛حيث أنشات محطات حرب إلكترونية في كل من جبال ريمة المتاخمة وجبال المحويت وحجة وصنعاء، وبالوتيرة نفسها تتزود بالطائرات المسيرة والخبراء، وتحفر الخنادق الطويلة في صنعاء والحديدة، وتستعد للمعركة والمفاجأة، مضيفًا أنهم يزيدون من وتيرة حفر خنادق وتجنيد الأطفال في جبهات اليمن المشتعلة، وأيضًا الحديدة التي تشوبها الهدنة، ويغلب عليها خروقات الحوثي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

"