نيران الحديدة تحرق اتفاقية السويد.. الحوثيون يستهدفون موكب «كاميرت» بقصف مدفعي
ارتكبت ميليشيا الحوثي انتهاكًا جديدًا بعد إطلاق النيران على موكب الجنرال باتريك كاميرت رئيس لجنة إعادة انتشار القوات في «الحديدة»، أثناء تفقده للأضرار التي طالت أماكن القصف في «الحديدة»، غربي اليمن، فجر اليوم، وذلك بعدما رفض الحوثيون في وقت سابق مرور باتريك وفريقه إلى شارع الخمسين للقاء اللجنة الحكومية، التي كان من المقرر أن يلتقي بها في مجمع إخوان ثابت، الذي تعرض لقصف مدفعي من قبل الحوثيين مساء أمس الأربعاء 16 يناير 2019 متسببًا في حريق بإحدى شركات المجموعة.
وقد تمكن باتريك وفريقه من الوصول لشارع الخمسين للقاء اللجنة الحكومية بعد منع الحوثيين مروره من وسط المدينة لعدة ساعات، وجاء ذلك بعدما أعلن الحوثيون أنهم لن يتعاونوا مع الفريق الأممي، لعدم إحراز تقدم على مستوى وقف إطلاق النار في المدينة، وذلك على الرغم من أن الخروقات كانت من جانبهم.
وأكدَّ وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، في تغريدة على تويتر، أن استهداف «كاميرت» جاء «بعد احتجازه لساعات ومنعه من التوجه لمناطق سيطرة القوات المشتركة للقاء ممثلي الحكومة في لجنة تنسيق إعادة الانتشار».
وأكدت مصادر في اللجنة المشتركة أن موكب كاميرت وفريقه الذي كان يستقل سيارات مدرعة تابعة للأمم المتحدة، استهدف بعيارات من أسلحة رشاشة في الطريق أثناء عودته للمدينة عقب لقائه باللجنة الحكومية.
انتهاكات مستمرة
على الرغم من مرور شهر على اتفاق السويد، فإن ميليشيا الحوثي لم تلتزم ببنود الاتفاق، ومارست سلسلة من الانتهاكات، ذلك ما أكده وزير الخارجية اليمنى، بأن شيئًا لم يتحقق رغم مرور شهر على اتفاق السويد، ولم تنسحب ميليشيات الحوثي من الموانئ أو أي مكان، مُشيرًا إلى عدم التوافق على إجراءات بناء الثقة.
وقال اليماني، في تصريحات تلفزيونية: إن البعثات اليمنية والسعودية والإماراتية سترسل تقريرًا مفصلًا إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن حول انتهاكات وخروقات الحوثيين، لافتًا النظر إلى أن الحوثيين لم ينفذوا أى اتفاق معهم، وهناك أكثر من 75 اتفاقًا منذ الحروب الست معهم، مشيرًا إلى أن اليمن اليوم تحت الإشراف الدولي، وهناك تفويض أممي من القرار 2451، واصفًا مهمة رئيس بعثة المراقبين الجنرال كاميرت بالصعبة؛ لأنه يتعامل مع عصابات منفلتة لا تحترم القانون الدولي ولا أي اتفاق.
دعوات لحماية اتفاق السويد
في ظل الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها الميليشيا دعا الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، المجتمع الدولي إلى التحرك لحماية اتفاق السويد من خروقات ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًّا، ومنع إيران من عرقلة مساعي السلام في اليمن، في الوقت الذي وافق فيه مجلس الأمن الدولي بالإجماع على مشروع قرار لنشر بعثة مراقبين في مدينة الحديدة لمدة ستة أشهر بصورة مبدئية.
وقال «قرقاش»، في تغريدات على تويتر: «إن على المجتمع الدولي التحرك بشكل حاسم لحماية اتفاق استوكهولم، الذي تم برعاية المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث». ورحّب بالقرار 2452 الذي يوسع نطاق مراقبة وقف إطلاق النار، وأردف: «يجب على الأمم المتحدة الآن إدانة انتهاكات الحوثي، ومطالبته بالامتثال الكامل، والضغط من أجل الانسحاب من الموانئ».
استخفاف بالمجتمع الدولي
في تصريح خاص لـ«المرجع»، يقول المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر: إن ميليشيا الحوثي تواصل ارتكاب المزيد من الانتهاكات بعد اتفاق السويد، مُشيرًا إلى أن واقعة إطلاق النار على موكب الجنرال باتريك كاميرت رئيس لجنة إعادة انتشار القوات في الحديدة تكشف مدى استخفاف الميليشيا بالمجتمع الدولي ككل، مؤكدًا أنه لابد على الحكومة اليمنية بعد هذه الواقعة أن تعلن تجميد اتفاق السويد، خاصة في ظل مراوغة ميليشيا الحوثي وارتكابها للمزيد من الانتهاكات، مشيرًا إلى أن نقض العهود هي سياسة ثابتة لدى الميليشيا، وأن هناك قوى دولية تريد تثبيت ميليشيا الحوثي في اليمن والمنطقة، وهو الأمر الذي لن يغير موقف هذه القوى وعلى رأسها بريطانيا بعد هذه الواقعة.
