إيران ترد على استبعادها من «مشاورات السويد» بإبقاء السلاح في يد الحوثيين
الثلاثاء 18/ديسمبر/2018 - 05:38 م
الحوثبون
محمد شعت
محمد جواد ظريف
ووفق تقارير أمريكية، حاولت إيران إرسال مسؤول رفيع المستوى إلى محادثات السلام في اليمن، لكن إدارة دونالد ترمب رفضت ذلك للحيلولة دون عرقلة المفاوضات، وذلك بعدما أبلغت وزارة الخارجية الإيرانية السويد- التي استضافت المحادثات برعاية الأمم المتحدة هذا الأسبوع- برغبتها في إرسال مستشار كبير لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، من أجل التوسط بين ميليشيات الحوثي والحكومة اليمنية برئاسة عبد ربه منصور هادي.
رفض الوجود الإيراني
بعد محاولات إيران التدخل في المفاوضات رفضت الحكومة السويدية الطلب الإيراني، ومن جانبها، أكدت الخارجية الأمريكية أنها تعتقد بأن الإيرانيين لا يلعبون دورًا مفيدًا في الأزمة اليمنية، وأنه إذا أرادت إيران أن تكون مفيدة، فإن أول ما يتعين عليها فعله هو احترام جميع قرارات حظر الأسلحة التي تفرضها الأمم المتحدة، وذلك وفق موقع «المونيتور».
وقال موقع «المونيتور»: إن المسؤول الإيراني الذي كان من المقرر أن يذهب إلى ستوكهولم، هو حسين جابري أنصاري، الذي يدير ملف العلاقات الإيرانية مع سوريا، لكنه أيضًا قام برعاية دور التدخل الإيراني في اليمن.
أسامة الهتيمي
فرصة لالتقاط الأنفاس
وفي تصريح للمرجع قال الباحث في الشأن الإيراني أسامة الهتيمي: إن إيران حاولت أن يكون لها دور من خلال وجود ممثل لها في المفاوضات، لكنها وقفت بقوة خلف عقد مباحثات السويد الأخيرة؛ لأسباب عديدة، منها أن تمنح ميليشيا الحوثيين فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الصفوف بعد كل ما أصاب الميليشيات مؤخرًا من انشقاقات ونزاعات داخلية وصلت إلى حد الصدام المسلح، كذلك حتى تستميل من استطاعت الميليشيا استقطابهم طيلة الفترة الماضية.
وأشار الباحث في الشأن الإيراني إلى أن هدف تهدئة الأوضاع والتوصل لمصالحة يمنية حقيقية، ليس هدفًا تسعى لتحقيقه إيران؛ إذ أثبتت التجارب أن إيران تستهدف وبشكل دائم العمل على «توتير الأجواء»، وبقاء حالة عدم الاستقرار الأمني فهي الوسيلة الأقوى؛ لمواصلة دورها، وتمدد نفوذها، ومنذ اللحظة الأولى للإعلان عن اتفاق السويد ذهبنا إلى أن المحك والاختبار الحقيقي لهذا الاتفاق هو الأيام، على الرغم من أن ظاهر الاتفاق يدفعنا جميعًا للترحيب به؛ كونه سيكون عاملًا أساسيًّا للتخفيف إلى حد من المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني طيلة السنوات الماضية.
الإبقاء على سلاح الحوثي
وتابع الهتيمي، أنه كما هو واضح لكل المتابعين لتطورات الأوضاع في اليمن، أن هذا الاتفاق على ما يبدو قد ولد ميتًا؛ فالحوثيون يواصلون اقتحاماتهم لمنازل العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية، فضلًا عن مواصلة الاشتباكات في الحديدة؛ ما يعني عدم التزامهم باتفاق وقف إطلاق النار؛ الأمر الذي يمنح إشارات قوية على أن الرعاية الأممية لهذا الاتفاق كان منبعها بالأساس محاولة حفظ ماء وجه المنظمة الدولية، بعد الفشل المتكرر لها في التعاطي مع أزمة اليمن.
وتابع الهتيمي: «في ظني أن إيران - ورغم إعرابها على لسان المتحدث باسم خارجيتها بهرام قاسمي عن تفاؤلها بالجولة المقبلة من المباحثات المنتظر أن تعقد في يناير المقبل - فإن الهدف الأساسي مما يدور الآن في اليمن هو على الأرجح محاولة من جانب طهران لخلق ما يحقق لها مصالحها، وهم الحوثيون، ظنًّا منها أنها تمتلك قدرة خلق نسخة مشابهة لحزب الله اللبناني، فيكونون شريكًا على المستوى السياسي، وفي الوقت ذاته لا يتنازلون عن سلاحهم ليبقى أداة ضغط كبيرة في اللعبة السياسية، أو يجعل من الحوثيين وحلفائهم دولة داخل الدولة.





