خطايا الميليشيا.. هل اقتربت ثورة قبائل اليمن ضد الحوثي؟
باتت العلاقات بين ميليشيا الحوثي الإرهابية والقبائل اليمنية الواقعة تحت نفوذهم على المحك؛ ما ينذر بثورة قبائل مسلحة لإنهاء سلطة الميليشيا التي دامت لأكثر من 4 سنوات، على مقاليد الأمور في اليمن.
ودعت قبائل حجور اليمنية، أبناء محافظة حجة، للتصدي بحزم للتصعيد الحوثي، ومخطط الحملة الهجومية على كُشر الواقعة شمال شرق المحافظة، وذلك بعد توسع رقعة المواجهات، ومقتل 21 مسلحًا من الطرفين، وإصابة العشرات، وأدى الصراع الدائر بين قبائل «حجور» مع ميليشيا الحوثي، إلى انضمام قبائل «جبهان» و«ذو مسلم» و«ذو كديس»، للمقاومة القبلية في «كُشَر»، وشكلت جميعها طوقًا دفاعيًّا منيعًا للمديرية والمناطق المجاورة.
وحذر الشيخ فهد دهشوش، شيخ مشايخ حجة ورئيس فرع المؤتمر الشعبي العام، في بيان لقبيلة «بني الدريني» إحدى قبائل حجور، من مخطط الحوثيين ومساعيهم للسيطرة على «العبسة» ومديرية «كُشر» وصولا لإخضاع كافة قبائل «حجور».
وأكد قائد قوات الأمن المركزي في «الحديدة»، العقيد صادق عطية، في تصريحات صحيفة، أن تحرك القبائل ورفضها عنجهية الميليشيات لم يقتصر على محافظة بعينها، بل تمدد إلى كل مناطق سيطرتها، لتتسع رقعة التعبئة ضد وجود حلفاء إيران، كحكام بالقوة لمناطق قبلية تملك إرثًا تاريخيًّا من المواجهة لأنظمة الحكم وتغيير الموازين على الأرض، مشيرًا إلى أن هذا التحرك يكشف عن تمزق هيبة الميليشيات التي حاولت فرضها بالعنف والإرهاب والتوحش.
في نوفمبر الماضي، اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة، بين ميليشيات الحوثي الانقلابية، وأفراد من قبيلة «همدان» إحدى قرى قبائل طوق صنعاء، خلفت عددًا من القتلى والجرحى من الطرفين.
وأوضح القاضي عبدالوهاب قطران أحد أبناء قبيلة همدان شمال صنعاء، أن هذه المواجهات بين أهالي قرية الحطاب، والحوثيين هي الثالثة منذ اجتياحهم صنعاء، واعتبرها محاولة مستمرة من الحوثيين، لإذلال وتركيع وإخضاع همدان والحطاب، مؤكدًا أن ميليشيات الحوثي تريد إذلال وتركيع «الحطاب» لأنها تقاومهم.
كما خاطب القاضي قطران، في منشور عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، ميليشيات الحوثي قائلا: «ليعلموا أن همدان ورجال الحطاب لن يخضعوا ولن يركعوا لإرهابهم وإجرامهم»، وحث قبائل همدان على نجدة إخوانهم في «الحطاب» ومقاومة إرهاب الحوثيين وعنجهيتهم، مضيفًا: «لسنا عبيدًا حتى يتصرفوا معنا بهذه الطرق الفاشية الإجرامية».
ويوجد أكثر من مئتى قبيلة في اليمن؛ ما يضيف للقبائل أهمية سياسية في بناء الدولة؛ إذ تلعب دورًا رئيسيًّا في صناعة القرار السياسي، بحسب أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة عدن، الدكتور سمير الشميري، في بحثه المعنون بــ«القبيلة والسلطة.. القوة والضعف».
معركة ضد قوى الشر
في 29 أكتوبر 2018، عقدت القبائل، مؤتمرًا للوقوف على الأحداث والتطورات الجارية في الساحة اليمنية، واستمرار المعركة الوطنية ضد قوى الشر والانقلاب الحوثي، وقالت قبائل «خولان السبع»، في بيان لها: إنهم أقروا عددًا من التوصيات، مجددين التأييد والمساندة لكل الجهود الوطنية التي تبذلها القيادة الشرعية، بقيادة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، داعية إلى دعم الجبهات وتوفير الإمكانات اللازمة والكافية لاستكمال معركة التحرير.
ومؤخرًا توعدت قبائل «العوذلة» بمديرية «مكيراس» في محافظ «البيضاء»، وسط اليمن، بإخراج ميليشيا الحوثي الانقلابية من مناطقها، والثأر لقتل الأخيرة أحد أبنائها وتعذيب الآخر بعد اختطافهما، كما أعلنت قبائل «الزرانيق»، أهم قبائل محافظة الحديدة، تجهيز 3 آلاف مقاتل من أبناء القبائل للمشاركة ضمن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، في معركة الحسم وطرد الميليشيات المتمردة من المحافظة.
ولعبت قبائل اليمن الجنوبي دورًا في دحر ميليشيا الحوثي؛ حيث أعدت قبائل «العوالق» (كبرى قبائل محافظة شبوة) 3 آلاف مقاتل؛ لحماية معقل القبيلة من الميليشيات المسلحة، قائلة في بيان لها: «لن نسمح لأي ميليشيا أن تدخل المحافظة، وسنقاتل كلّ من يحاول دخول مديريات شبوة من خارجها».
ومنذ مقتل الرئيس اليمني السابق «علي عبدالله صالح»، تصاعدت التوترات بين قبائل اليمن الواقعة تحت سيطرة ونفوذ الحوثي، خاصة فيما يسمى قبائل «طوق صنعاء»، التي اختارت الوقوف على الحياد في معركة الأيام الثلاثة الأولى من ديسمبر 2017 بين ميليشيا الحوثي و«صالح».
وبعد مقتل «صالح» تغيرت الموازين، وتحولت سياسة «الجزرة» التي اتبعتها ميليشيا الحوثي مع القبائل، إلى سياسة «العصا»؛ حيث مارست الميليشيا أسوأ أنواع التنكيل والإهانة بمشايخ القبائل؛ لحثهم على مد جبهات القتال بعدد من أبناء القبائل، في ظلِّ الخسائر البشرية لديها.
وقد أصدر رئيس ما يُسمى المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، «مهدي المشاط»، قرارًا بإعادة تشكيل مصلحة شؤون القبائل، وتحويلها إلى هيئة تابعة للجماعة، تحت عنوان «الهيئة العامة لشؤون القبائل»، في محاولة للسيطرة على القبائل.
على المحك
من جانبه، قال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، كامل الخوداني: إن القبائل في اليمن باتت على المحك من الانتفاضة المسلحة في وجه ميليشيا الحوثي، وإن ارتفاع غضب القبائل يؤشر على اقتراب نهاية الحوثي، واقتلاعه من اليمن.
وأضاف «الخوداني»، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن قبائل اليمن خاصة «طوق صنعاء» سيكون لها دور في حسم الصراع إذا وجدت الشرعية قوية والحوثيين ينهارون في الجبهات، موضحًا أن الغلبة بين الطرفين تميل للأكثر قوة وتمويلاً وتخطيطًا وتحالفًا.





