انتخابات 2019.. حلبة صراع جديدة بين إخوان الجزائر
الجمعة 25/يناير/2019 - 03:02 م
انتخابات الجزائر 2019
دعاء إمام
بعد ثبوت هلال رئاسيات 2019 بالجزائر، بألا نية لتأجيل الانتخابات، أو التمديد للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، ظهرت مقدمات صراع -ليست بالجديدة- على إخوان الجزائر، بين رئيس حركة مجتمع السلم «حمس»، الحالي «عبدالرزاق مقري»، والسابق «أبوجرة سلطاني»، إذ أعلن كلاهما نيته في الترشح، مؤكدين أن الأمر سيتوقف على قرار مجلس شورى الحركة.
رئيس حركة مجتمع السلم «حمس»، الحالي «عبد الرزاق مقري»
يسعى الطرفان إلى تجييش أنصارهما من أجل الفوز بتزكية مجلس الشورى خلال خلسة الغد (25 يناير)، حيث التقى «مقري»، قيادات حزبه أمس الأول؛ لبحث خيارات الحركة من أجل التعاطي مع الانتخابات الرئاسية المقبلة، والخروج بموقف نهائي بإمكانية تقديم «حمس» مرشح عنها، أو دعم مرشح آخر.
في البداية، وجّه رئيس الحركة المنبثقة عن جماعة الإخوان، لمناقشة ملف الرئاسيات الذي يُشكل نقطة خلاف بين قيادات الحركة، وهو السبب في إرجاعه إلى اجتماع مجلس الشورى المزمع انعقاده يومي 25-26 يناير الحالي للبت فيه، وبلورة موقف الحركة النهائي من انتخابات الرئاسة في أبريل المقبل.
رئيس حركة مجتمع السلم «حمس» السابق «أبو جرة سلطاني»
وكشفت صحيفة «الشروق» الجزائرية، على لسان مصادر لم تُسمِّها، غياب «سلطاني» عن اللقاء الذي جمع «مقري» مع قيادات حزبه من وزراء سابقين ونواب البرلمان؛ مشددةً على أن اجتماع مجلس الشورى، سيكون فرصة لاحتواء قيادات الحزب الغاضبة أو ما يُعرف بالحرس القديم.
ولفتت «الشروق» إلى أن هناك لقاءً جمع رئيس الحركة السابق بمقربين من الرئاسة، في لقاء لم يكشف عنه، محذرة من سيناريو الانقسام، وتشتت الأصوات، الذي ينتظر «حمس»، في حال ترشح رئيسها عبدالرزاق مقري باسمها، وترشح بالمقابل، رئيسها السابق أبوجرة سلطاني، الذي قال بداية الأسبوع، أن لديه نية في الترشح للرئاسيات، لكن تنقصه العزيمة، موضحًا أنه في حال تأكد ترشحه، فإنه لن يكون لا باسم المنتدى العالمي للوسطية الذي يرأسه حاليًّا، ولا باسم حركة مجتمع السلم، مؤكدًا أنه سيعمل على دراسة الفكرة جيدًا من كل جوانبها لوضع النقاط على الحروف واتخاذ القرار المناسب والصائب في آن واحد.
كما أعلن «سلطاني» تحفظه على تقديم مرشح باسم الإسلاميين، قائلًا: «لا أعتقد أن الوقت مناسب لترشيح شخصية ذات لون أيديولوجي، لأن الاصطفاف الحزبي أو الجهوي أو اللغوي أو العرقي أو الأيديولوجي لا يصلح لأن ينتج رئيسًا للدولة يكون مطالبًا بأن يخدم الجزائر بجميع مكوناتها ومقوماتها، دون أن يخضع لضغط النخب أو لابتزاز من زكوا ترشحه، وصوتوا لصالحه، وأعطوه لونًا إيديولوجيًّا يستفز الألوان الأخرى لتتألب على برنامجه وتُحاصره وتتخوف من توجهاته، وقد تنجح في تأليب الرأي العام الوطني ضده».
وتابع: «مَنْ يريد الترشح إلى هذا المنصب وفي نيته النجاح وليس مجرد تسخين الأجواء ومرافقة المسار الانتخابي، يجب عليه أن يخلع ثوب الانتماء الأيديولوجي ويخوض المعركة باسم الجزائر وباسم الديمقراطية، ويقدم برنامجه بحجم المشكلات والتطلعات والأشواط التي يحلم بها جميع الجزائريين»، وهو ما اعتبره مراقبون رسالة واضحة لـ«مقري» الذي يريد أن يكون ممثلًا للإخوان في انتخابات الجزائر.
يُشار إلى أن إخوان الجزائر تحولوا إلى رقم غير فاعل؛ نظرًا للانشقاقات المتتالية التي تضرب الجماعة، إضافة إلى حالة التشرذم التي يعيشونها، فبعدما كانوا منقسمين إلى ثلاثة أحزاب، باتوا اليوم منقسمين إلى سبعة أحزاب أو أكثر، غير قادرين على توحيد صفوفهم.





