خطف وتجنيد بالإكراه.. مخيمات النازحين في نيجيريا تئن تحت إرهاب «بوكوحرام»
الثلاثاء 22/يناير/2019 - 06:20 م
أحمد عادل
تسببت الهجمات الإرهابية المتتالية لجماعة بوكوحرام (الناشطة بمنطقة بحيرة تشاد)، في تزايد الأزمات الإنسانية لسكان منطقة شمال نيجيريا، وقد أدت تلك الهجمات إلى تدفق أعداد كبيرة من نحو 30 ألفًا من المشردين بمدينة مايدوجوري عاصمة ولاية بورنو، فضلًا عن زيادة أعداد السكان في 4 مخيمات للنازحين.
بوكوحرام
وترتبت على تلك الهجمات، أزمات أخرى، منها أزمة الغذاء والمأوى، في الوقت الذي تعانى فيه نيجيريا من الأساس أزمة فقر شديدة، وقد يترتب على تلك الأزمات إغراق البلاد في بحر الاحتياج أكثر إلى الأموال والمساعدات من الدول الأخرى.
ويأتي توالي الأزمات، بعد إرسال أعضاء جدد لجماعة بوكوحرام (التابعة لتنظيم داعش الإرهابي)، من جنوب شرق آسيا ومنطقة المحيط الهادي، وسوريا والعراق، والتي أودت عملياتهم الإرهابية في تلك المناطق السابق ذكرها بحياة الآلاف من المدنيين والعسكريين، وتعمل بوكوحرام -منذ مبايعتها داعش- على تصعيد هجماتها الإرهابية، عبر نقل الدموية والوحشية والهمجية التي يمارسها التنظيم الأخطر إلي نيجيريا، وإغراقها في بحر من الدماء، وأصبحت تُشكل خطرًا أمنيًّا على منطقة غرب أفريقيا بالكامل.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة daily post النيجيرية ، فأن مخيم جوبيو و الذي يضم 23،687 نازح ، قد أنضم إليه 4291 شخصًا ، كما أن مخيم الاستاد يزداد اكتظاظاً بالنازحين ، في حين أن مخيم Madinatu قد حصل على 1922 شخصاً جديداً في الأيام القليلة الماضية ، نتيجة الهجمات الإرهابية الأخيرة لجماعة بوكو حرام في العديد من الولايات بشمال شرق البلاد.
وفي الوقت نفسه، وكجزء من المساعدة لتخفيف المشقة التي يواجهها النازحون، تم توفير مبلغ نقدي يبلغ 20000 نيرة نيجيرية من اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC)؛ وذلك لمساعدة وإطعام نحو ما يقرب من 13000 أسرة موجودة في تلك المخيمات، كما تلقت أكثر من 3000 أسرة مواد غذائية تغطيها لمدة 90 يومًا، إلى أن تتولى المزيد من الوكالات الإنسانية والجهات المانحة مهمة توفير المساعدات لهم، على الرغم من المعاناة في الأساس من قلة التغذية وعدم توافر الأمان الكامل لهم، والسبب أيضًا هجمات بوكوحرام عليها.
وتخطط منظمة الصليب الأحمر لتوفير الملاجئ الطارئة لنحو 10000 أسرة في أحد المخيمات، تمامًا كما ستبني المنظمة أكثر من 200 مرقد في معسكر الاستاد لاستقبال النازحين الفارين من الهجمات الوحشية لبوكوحرام، كما قامت اللجنة الدولية بالفعل، بالتعاون مع حكومة ولاية بورنو، وبناء محطة عملاقة للمياه لتوفير المياه لنحو 200000 شخص في مايدوجوري، الواقعة في شمال شرق البلاد، وأنفقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكثر من 3.5 مليون دولار على محطة المياه التي تعد واحدةً من أكبر محطات المياه في العالم، وستقوم المحطة بتوفير المياه للنازحين في مخيم الاستاد بعد توصيله لهم.
وفي بيانًا لها، صادر يوم 22 يونيو 2016، أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأن أزمة طوارئ إنسانية كارثية تتكشف حاليًّا في مخيم للنازحين والذي يقع في ولاية بورنو في نيجيريا، وعلى هذا نجح فريق تابع للمنظمة بالوصول إلى مدينة باما الواقعة في الشمال الغربي من البلاد؛ حيث يلتجئ 24,000 شخص بينهم 15,000 طفل، 4,500 منهم دون سن الخامسة في مخيم يقع ضمن حرم أحد المستشفيات، واكتشف الفريق الطبي وجود أزمة صحية؛ حيث أحيل على أثرها 16 طفلًا يعانون من سوء تغذية شديد، وكانوا يواجهون خطر الوفاة المبكرة.
وكانت قد أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في فبراير 2018، أن عدد اللاجئين الكاميرونيين الوافدين إلى نيجيريا يتخطى 30,000 شخص؛ نتيجة عنف جماعة بوكوحرام في البلاد؛ ما تسبب في نزوح عدد كبير من السكان إلى المخيمات بنيجيريا.
وأكدت منظمة الأمم
المتحدة للطفولة اليونيسيف في تقرير لها عام 2015، نتيجة ارتفع عدد الهجمات
التي تشنها جماعة بوكوحرام في شمال شرق نيجيريا والدول المجاورة؛ ما أجبر نصف
مليون طفل على الفرار ليصل العدد الإجمالي للأطفال المشردين في المنطقة إلى 1.4
مليون، أغلبهم موجودون في مخيمات للاجئين بالبلاد.
وكانت منظمة العفو
الدولية قد القت الضوء على الأساليب الوحشية التي يتبعها عناصر «بوكوحرام» المسلحة
في مناطق شمال شرق نيجيريا، في تقرير لها أبريل 2015؛ حيث اتبعت الجماعة الإرهابية
منهج الإجبار في عمليات التجنيد للأطفال والسيدات وخطفهم من مخيمات اللاجئين .





