بعد حظر تجارة الحطب.. «بوكوحرام» تفاقم معاناة سكان شمالي نيجيريا
حظر الجيش النيجيري تجارة الفحم والحطب في ولاية بورنو شمالي نيجيريا؛ إذ أفادت العديد من التقارير الاستخباراتية بتقديم تجار الفحم والحطب العديد من الخدمات اللوجستية لـ«بوكوحرام» في مقابل السماح للتجار بالوصول إلي منطقة الغابات، وتقطيع الأشجار وحرقها؛ للحصول على الفحم.
وأفادت التقارير الاستخباراتية بقيام التجار بإخفاء شحنات الطعام والبنزين والسلاح الخاصة بالتنظيم الإرهابي في السيارات التي تنقل الفحم والحطب من غابات شمال نيجيريا إلى الأسواق الخاصة بها، كما كشفت عن وجود علاقة معقدة بين التجار والتنظيم؛ حيث يدير التجار العديد من الشركات الخاصة بالفحم، بالإنابة عن مقاتلي التنظيم، وهو ما يوفر مصادر تمويلية مهمة لـ«بوكوحرام»، ونتيجة لذلك أعلن الجيش النيجيري عن حظر تجارة الحطب والفحم في الولاية لقطع الموارد التمويلية للتنظيم.
تفاقم المعاناة
من المؤكد أن قرار الجيش النيجيري الأخير سيزيد معاناة سكان المناطق الشمالية في نيجيريا، خاصة ولاية بورنو؛ إذ يدخل الحطب والفحم في العديد من الأمور الحياتية للسكان في تلك المناطق، خاصة أمور التدفئة وطهي الطعام، فضلًا عن تشغيل العديد من أبناء المنطقة في تلك التجارة المربحة.
ويأتي قرار الجيش النيجيري استكمالًا للعديد من القرارات التي تم اتخاذها في السابق؛ من أجل تضييق الخناق على «بوكوحرام»؛ إذ أشار معهد الدراسات الأمنية في جنوب أفريقيا إلى قيام كل من نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون بفرض العديد من القيود على تجارة المواد الأولية، مثل حظر استخدام الدراجات النارية وتجارة الأسماك والفلفل وزراعة الذرة في المناطق التي تنشط فيها بوكوحرام.
وأشار المعهد إلى أن الهدف من تلك القيود هو توفير
الحماية للسكان المدنيين، إلا أنه في الحقيقة تؤثر تلك القيود بالسلب على
المدنيين، خاصةً أنها متعلقة بسبل العيش والحياة اليومية؛ الأمر الذي سبَّب خسائر
فادحة في ظل عدم تعويضهم بالبدائل أو المعونات اللازمة لبقائهم على قيد الحياة،
ويشير المعهد إلى أن فلسفة فرض القيود الاقتصادية غير مجدية؛ لأنها تُسهم بشكل
كبير في زيادة احتقان الأزمة الإنسانية التي يعاني منها المدنيون في تلك المنطقة،
تاركةً تأثيرات سلبية على دورهم في مكافحة الإرهاب، فمن ناحية قد لا يتعاونون
بالشكل الأمثل مع القوى الأمنية والعسكرية، ومن ناحية أخرى قد ينخرطون في صفوف
«بوكوحرام» وهو ما تسعى إليه الآن.
للمزيد: «وباء الكوليرا».. أحدث تداعيات «بوكوحرام» في نيجيريا





