ad a b
ad ad ad

إسرائيل تضرب فيلق القدس في سوريا.. وجنرالات إيران يردون بتصريحات مستهلكة

الثلاثاء 22/يناير/2019 - 09:50 م
المرجع
علي رجب
طباعة

تشهد سوريا قصفًا متكررًا من قِبل  جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي تستهدف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها، وكذلك معسكرات الحرس الثوري في إيران، وسط صيحات تقليدية ومستهلكة - دون تحرك على أرض الواقع- من قادة إيران باستعدادهم لتدمير إسرائيل.


إسرائيل تضرب فيلق

وقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي- عبر بيان عسكري- عن توجيهه ضربات جوية إلى سوريا فجر أمس الإثنين، مشيرًا إلى أن الغارات كانت ضد أهداف فيلق القدس، وجاءت ردًّا على إطلاق صاروخ «أرض-أرض» من قبل «قوة إيرانية من داخل الأراضي السورية»، استهدفت منطقة «شمال هضبة الجولان؛ حيث تم اعتراض الصاروخ من قبل منظومة القبة الحديدية».

للمزيد: معسكرات وقواعد جديدة.. مستقبل القوات الإيرانية في سوريا


وأكد البيان أنه كانت بين ما استهدفته الغارات مواقع لتخزين وسائل قتالية، وموقع داخل مطار دمشق الدولي، إضافة إلى موقع استخبارات إيراني ومعسكر تدريب إيراني.


الضربات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا ليست جديدة؛ حيث دأبت إسرائيل منذ اندلاع الصراع السوري وتصاعد الدور العسكري الإيراني والميليشيات التابعة له في الصراع، على توجيه ضربات خاطفة تستهدف أهدافًا إيرانية في سوريا، وقبل أيام كشف رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت استهداف بلاده للقوات الإيرانية في سوريا بمئات الضربات، دون أي رد فعلي من قبل إيران، مضيفًا: «لقد نفذنا الآلاف من الهجمات دون إعلان المسؤولية عنها، في عام 2018 وحده، وأسقطت إسرائيل 2000 قنبلة على أهداف إيرانية في سوريا».


وأوضح غادي إيزنكوت: «لاحظنا تغييرًا جوهريًّا في استراتيجية إيران، وهي أنها أصبحت تتركز على إنشاء قوة من المقاتلين التابعين لايران من العراق وأفغانستان وباكستان قوامها 100 ألف مقاتل قاموا أيضًا بإنشاء قواعد استخباراتية وقاعدة جوية داخل كل قاعدة جوية سورية، كما أحضروا عددًا كبيرًا من المدنيين؛ من أجل تشريبهم عقيدتهم العسكرية».

إسرائيل تضرب فيلق

من جانبه، قال يسرائيل كاتس، وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، في تغريدة على حسابه في «تويتر»، الإثنين: «يتم الحفاظ على سياسة الخطوط الحمراء لمنع إيران من ترسيخ نفسها في سوريا بكل قوة»، مضيفًا أن هجوم الجيش الإسرائيلي على أهداف فيلق القدس الإيراني في سوريا، هو رسالة واضحة إلى قاسم سليماني والحرس الثوري الإيراني– من يأتي لقتلك قف واقتله.


الضربات الإسرائيلية لقوات إيران في سوريا، لا يقابلها سوى تصريحات عنترية وشعارات فضفاضة من قبل قادة الحرس الثوري والنظام الإيراني في طهران؛ حيث يطلق قادة إيران هذه التصريحات، عقب كل ضربة تستهدف مواقعها في سوريا، دون تحول أي تهديد لفظي إلى فعل.


إسرائيل تضرب فيلق

وفي سياق تلك التصريحات قال قائد سلاح الجو الإيراني، الإثنين، إن بلاده مستعدة لحرب حاسمة مع إسرائيل، و«ستضع حدًّا لهجمات الجيش الإسرائيلي على سوريا».

للمزيد: تحريك الميليشيات الإيرانية.. ورقة طهران لمواجهة تهميشها في سوريا


وأيضًا نقلت تقارير إعلامية عن عزيز نصير زاده قوله: «قواتنا المسلحة مستعدة للحرب التي ستؤدي إلى تدمير إسرائيل»، وإن بلاده مستعدة لحرب حاسمة مع إسرائيل، و«ستضع حدًّا لهجمات الجيش الإسرائيلي على سوريا».


إسرائيل تضرب فيلق

وعقب تصريحات الجنرال الايراني، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إيران، من تحمل «العواقب كاملة»، وذلك بعد وعيد أطلقه قائد القوات الجوية الإيرانية بـ«تدمير إسرائيل»، ردًّا على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قوات إيرانية وسورية في سوريا.


وقال نتانياهو: إن «الضربة الجوية الإسرائيلية الليلية على سوريا استهدفت كلًّا من إيران والقوات السورية التي تساعدها»، موجهًا رسالة تحذيرية إلى إيران مفادها من يهددون بتدميرنا سيتحملون العواقب كاملة.


إسرائيل تضرب فيلق

من جانبه، قال المحلل السياسي اللبناني والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، نضال السبع، للمرجع: إن الوجود الإيراني في سوريا سيستمر طالما هناك تهديدات إسرائيلية، كما أن الأزمة في سوريا لم تنتهِ حتى الآن، فحسب التقديرات هناك نحو 70 ألف مقاتل في إدلب وحدها كلهم من تنظيم جبهة النصرة القاعدي.


واسترجع السبع، تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في جولته الأخيرة بالشرق الأوسط، وتأكيده على استهداف ومحاصرة إيران في المنطقة وخاصة في سوريا، لافتًا إلى وجود تنسيق أمريكي إسرائيلي لمواجهة إيران في سوريا.


وأضاف أن هناك أحاديث عن لقاءات واتصالات إسرائيلية روسية قبل القصف الإسرائيلي الأخير في دمشق، مؤكدًا أن موسكو لا تسعى إلى مواجهة مع إسرائيل، بل تسعى إلى وقف الغارات الإسرائيلية على دمشق.


ولفت السبع إلى أن تركيا هي المستفيد من الضربات الإسرائيلية لدمشق؛ لأن هذا الاعتداء يربك الجيش السوري ويفتح الأبواب أمام نظام رجب طيب أردوغان في مزيد من التوغل العسكري في شرق الفرات ودعم الجماعات الإرهابية في إدلب، وعلى رأسها جبهة النصرة الإرهابية التي يقودها أبومحمد الجولاني والذي أعلن دعمه للحملة العسكرية التركية في شرق الفرات.


 ويرى «السبع» أن البقاء الإيراني هو قرار سيادي للحكومة السورية، وهو موقف لم يتغير رغم الضغوط قبل 2011 وحتى الآن، فالتعاون الإيراني السوري هو تعاون وتنسيق أمني وعسكري كبير منذ سنوات طويلة وقبل 2011، وهو تعاون تضاعف في سنوات الأزمة السورية.


"