معسكرات وقواعد جديدة.. مستقبل القوات الإيرانية في سوريا
في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة الأمريكية لإخراج
إيران من سوريا، تشير التحركات على الأرض إلى أن الحرس الثوري الإيراني يسعى إلى مزيد
من الانتشار والوجود، واعتماد خطة للبقاء على الأراضي السورية حتى إشعار آخر.
قاعدة اللجاة
ومنطقة «اللَّجاة» ذات طبيعة صخرية وعرة وصعبة، وتبلغ مساحتها (24 كم2 مربع)، وهي تقع بين محافظتي درعا والسويداء جنوب سوريا، على مسافة 50 كيلومترًا جنوب دمشق.
ووفقًا لموقع «أورينت» المحسوب على المعارضة السورية، يُشكل اختيار منطقة «اللجاة» مقرًّا للقاعدة العسكرية الإيرانية، وذلك لقربها من عمليات القوات الإيرانية وغرف عمليات الحرس الثوري في محيط السويداء وطريق مطار خلخلة العسكري شمالًا، وكذلك لتأمين طريق قرب أوتوستراد السويداء – دمشق.
للمزيد: ..الضربة الغامضة.. إيران تفشل بعد ضربها «داعش سوريا» بـ6 صواريخ بالستية
معسكر الجلاء
لم يتوقف السعي الإيراني على مشروع تأسيس قاعدة عسكرية للحرس الثوري وحزب الله في «اللَّجاة»، بل أسس الحرس الثوري مؤخرًا معسكر تدريب في بلدة الجلاء بريف دير الزور الشرقي، بحسب شبكة «فرات بوست».
وذكرت الشبكة أن الحرس الثوري الإيراني افتتح معسكرًا في بلدة الجلاء، وفتح باب التطوع للشباب في صفوفه بميزات مالية أعلى بكثير من المتطوعين في صفوف الجيش السوري.
وتوجد في منطقة دير الزور الشرقي، مئات العناصر من الميليشيات الإيرانية والأفغانية والعراقية في منطقة الميادين والبوكمال، وتنشر حواجزها في نقاط محددة في المنطقتين، وهي منطقة قريبة من الحدود العراقية، وكذلك يوجد بها نقاط لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وهناك 6 معسكرات أنشأها الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وهي معسكر شيباني شمال غرب العاصمة دمشق، ومعسكر في منطقة النيرب شرق محافظة إدلب، ومعسكر ثالث في منطقة القصير جنوب محافظة حمص؛ فيما يقع المعسكر الرابع والخامس في دير الزور، والسادس في مدينة البوكمال على حدود سوريا والعراق، وهي معسكرات أسست مؤخرًا بهدف تأمين الطريق الإيراني بين العراق وسوريا وبيروت.
الحرس الثوري
وأكد الحرس الثوري، الأحد، استمرار بقائه العسكري في سوريا، معتبرًا الدعاوى المطالبة بخروج قواته والجماعات المسلحة التابعة له ليست ذات أهمية، فالحكومة السورية الشرعية هي التي لها حق طلب إنهاء وحود القوات الإيرانية في سوريا، فهي صاحبة السيادة في ذلك القرار.
وقال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد رمضان شريف، إن إيران ستحافظ على وجودها العسكري في سوريا بشكل فعّال ونشط على مستوى المستشارين العسكريين، معتبرًا أن الوجود الإيراني سيستمر طالما تطلب الحكومة السورية ذلك.
واعتبر المتحدث باسم الحرس الثوري، أن وجود القوات الإيرانية، يُعدُّ دعمًا لما سماه «محور المقاومة»، ويُشكل هزيمة للمؤامرة الإسرائيلية في سوريا، حسب وكالة «أنباء فارس».
للمزيد.. خبراء يضعون «سيناريوهات» مستقبل الميليشيات الشيعية في سوريا بعد «إدلب»
مستقبل الوجود الإيراني في سوريا:
من جانبه، قال المحلل السياسي اللبناني والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، نضال السبع، إن الوجود الوجود الإيراني في سوريا سوف يستمر طالما هناك تهديدات إسرائيلية، كما أن الأزمة في سوريا لم تنتهِ حتى الآن، فحسب التقديرات هناك نحو 70 ألف مقاتل في إدلب وحدها كلهم من تنظيم جبهة النصرة القاعدي.
وتابع السبع: إن روسيا لديها سيطرة على سماء سوريا، لكن بحاجة للسيطرة على الأرض، وهذا يتوافر مع وجود قوات الجيش السوري وحلفائه من القوات الإيرانية وحزب الله، ما يشير إلى أن روسيا وسوريا غير جاهزيتين لخروج القوات الإيرانية.
وقال المحلل السياسي اللبناني، لـ«المرجع» إن وجود قواعد عسكرية أمريكية في شرق الفرات، ودعم أمريكا للمتمردين الأكراد في الشمال يشكل خطرًا على وحدة وسلامة الأراضي السورية، مشددًا على أن أهمية موقف روسيا، فموسكو لم تطرح مطلقًا خروج إيران من سوريا، رغم الضغوط الأمريكية الإسرائيلية، بل قدمت اقتراحًا بإبعاد القوات الإيرانية نحو 70 كيلومترًا، وهو ما يعني بقاء القوات الإيرانية في ظل الموقف الروسي الرافض لخروج إيران حاليًّا.
ويرى «السبع» أن البقاء الإيراني هو قرار سيادي للحكومة السورية، وهو موقف لم يتغير رغم الضغوط قبل 2011 وحتى الآن، فالتعاون الإيراني السوري هو تعاون وتنسيق أمني وعسكري كبير منذ سنوات طويلة وقبل 2011، وهو تعاون تضاعف في سنوات الأزمة السورية.





