تصاعد الخلاف بين «الحكمة» و«عصائب الحق» يهدد بمعركة مذهبية في العراق

تصاعدت الخلافات العراقية بين تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم وميليشيات عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي، وتبادل الاتهامات فيما بينهما حول ملفات الاغتيال وسرقة المال العام والاستيلاء على أملاك الدولة، ما أثار التساؤل حول خلفيات الاتهامات، وهو الأمر الذي كشف الكثير من الحقائق المسكوت عنها.

المحلل السياسي العراقي، فراس إلياس قال في تصريح خاص لـ«المرجع»، إن وتيرة الخلاف تصاعدت بين ميليشيا عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي وتيار الحكمة بقيادة عمار الحكيم منذ الانقسام السياسي الذي شهدته الانتخابات العراقية الأخيرة في مارس 2018، والذي نتج عنه ذهاب كلا الطرفين للانضمام لتحالفين سياسيين اقتسما الشارع السياسي الشيعي.
وأشار إلياس إلى أن الخلاف الأخير الذي اندلعت شرارته جاءت بعد موجة اغتيالات واسعة شهدتها العاصمة بغداد خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك من خلال اغتيال صاحب مطعم ورجل أمن ومساعد مصور قناة الحرة، الذي كان قد صور في وقت سابق تقريرًا عن عمليات تهريب النفط التي تجري في جنوب العراق والتي ربط فيها مابين عمليات التهريب وعصائب أهل الحق، لتأتي قناة الفرات التابعة لتيار الحكمة الوطني لنشر خبرٍ مفاده قيام السلطات الأمنية العراقية بالقاء القبض على منفذ عمليات الاغتيال، ووجدت بحوزته هويات شخصية تثبت انتماءه لعصائب أهل الحق. ليندلع الخلاف الأخير ويتصاعد.
ولفت المحلل السياسي العراقي إلى أن الخلاف ينبع بين الطرفين بسبب موقف كل منهما من شخصيات معينة تم اختيارها من قبل رئيس الوزراء العراقي الجديد عادل عبدالمهدي. خصوصًا المتعلقة بمنصب وزير الداخلية وتحديدًا فالح الفياض، ففي الوقت الذي يدعم فيه قيس الخزعلي ترشيح الفياض لهذا المنصب، يشدد رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم بضرورة أن يتولى هذا المنصب شخصية مهنية وغير متحزبة.

إشعال الصراع المجتمعي
المحلل السياسي العراقي، فراس غلياس، أكد أيضًا أنه مع تصاعد حدة الخلاف بين الطرفين جاءت مبادرة رئيس الجمهورية برهم صالح للتقريب بينهما وتجاوز حدة الخلافات، إلا أنه على مايبدو أن الخلاف وصل إلى مدى أوسع من أن تحتويه مبادرة الرئيس، فالتهجم الشخصي على رئيس تيار الحكمة في مقابل اتهام العصائب بممارسة عمليات اغتيال وتخريب توحي بأن الخلاف كبير وصعب حله دون تدخل إيراني ضابط لتفاعلات الطرفين.
وأوضح إلياس أن هناك جهودًا حثيثة يبذلها زعيم العصائب قيس الخزعلي لتحويل الصراع من صراع يستهدف العصائب بذاتها إلى صراع يستهدف وجود الحشد الشعبي، وتحويله من صراع سياسي إلى صراع مجتمعي. وهو ما ستكون له تداعيات سلبية على الواقع الاجتماعي العراقي، خصوصًا مع التحركات الأمريكية الأخيرة في مناطق شمال وغرب العراق. وهو ما سيجعل الحشد الشعبي يعيد ترتيب أوراقه مستغلًا هذه التطورات الأخيرة التي أثارت حفيظة الكثير من قادته.