جيش «الإمامية».. ميليشيات شيعية تستخدمها إيران لتنفيذ أجندتها التخريبية

لم يكن مستغربًا خروج الأمين
العام لما تُسمى «كتائب سيد الشهداء»، الميليشيا الشيعية العراقية، معلنًا استعداده
للقتال في اليمن إلى جانب جماعة عبد الملك الحوثي، بعد أيام قليلة من تصريحات الأمين
العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصرالله، باستعداده ليكون جنديًّا ومقاتلًا تحت إمرة
«الحوثي»، فالميليشيات الشيعية ذات التوجه والتمويل الإيراني، في العراق ولبنان واليمن،
تشكل جيش المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي يستخدمه للحفاظ على مصالحه في المنطقة العربية
والعالم؛ حيث تشكل هذه الميليشيات «جيش الإمامية» الذي يوفر لنظام الملالي بديلًا للبقاء،
عبر تنفيذ أجندته التخريبية.
وقد كشف القيادي في الحرس
الثوري، وأحد قادة القوات الإيرانية في سوريا، الجنرال محمد علي فلكي، في حوار مع وكالة
«مشرق»، في أغسطس 2016، عن كيفية تكوينهم للميليشيات في المناطق التي تشهد صراعًا، قائلًا:
«قوات هذا الجيش ليست من الإيرانيين فحسب، بل إنه في كل منطقة تشهد قتاًلا يتم تنظيم
وتجهيز هذا الجيش من شعب تلك المنطقة».

◄ الميليشيات
الشيعية:
تصريحات الجنرال الإيراني أكدت أن «جيش الإمامة» مكون من الميليشيات الشيعية
المدعومة من إيران، وفي مقدمتهم «حركة حزب الله النجباء»، «عصائب أهل الحق»، «كتائب
سيد الشهداء»، «كتائب الإمام علي»، «لواء الحيدريون»، «طلائع سرايا الخراساني»، «حزب
الله اللبناني»، «لواء أسد الله الغالب»، «فيلق الوعد الصادق»، «المقاومة الشعبية في
المنطقة الشرقية» في سوريا، جماعة «أنصار الله-الحوثيين» في اليمن، «سرايا المختار»
شيعة الخليج وخاصة البحرين، «لواء زينبيون» المكون من الشيعة الباكستانيين، لواء «فاطميون»
من شيعة «الهزارة» الأفغان، وغيرها من الميليشيات التي تتخطى نحو 60 ميليشيا موالية
لإيران.
وتشير تقديرات عسكرية أمريكية إلى أن عدد المقاتلين في صفوف الميليشيات
الشيعية نحو 100 ألف مقاتل، فيما تشير تقديرات أخرى إلى أن عددهم يصل لنحو 250 ألفًا،
أما عن تسليح هذه الميليشيات، فهي تحظى بكل أنواع التسليح الخفيف والثقيل من قبل الحرس
الثوري الإيراني.
وتقاتل أغلب هذه الميليشيات في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وغيرها من
دول المنطقة، بشعار وزي واحد -تقريبًا-، تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني.

◄ ولاء
جيش الإمامية:
تدين الميليشيا الشيعية بالولاء التام للمرشد الأعلى في إيران «على خامنئي»،
باعتباره الولي الفقيه نائب الإمام المهدي.
◄ تمويل
جيش الإمامية:
رغم أن المسؤولين الإيرانيين لا يذكرون أرقام الأموال المنفقة لتمويل الميليشيات
الشيعية، أو «جيش الإمامية»، فإن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مارس
2018، أشارت إلى أن الحرس الثوري الإيراني أنفق 16 مليار دولار لدعم الإرهاب في سوريا
والعراق واليمن ولبنان، وهي المناطق التي تنتشر فيها ميليشيات شيعية تحظى بدعم المرشد
الإيراني.
ووفقًا لمصادر رسمية أمريكية، أنفقت إيران 15 مليار دولار لدعم نظام الرئيس
السوري بشار الأسد، وفي عام 2016، أنفقت أيضًا 20 مليون دولار على الحوثيين في اليمن،
و26 مليون دولار على الميليشيات في العراق.

◄ الهدف
من«جيش الإمامية»:
تشير التقديرات الأمريكية إلى أن الهدف من الميليشيات الشيعية، أو تأسيس
«جيش الإمامية»، هو إقامة أمة شيعية والدفاع عن مصالح الشيعة داخل المجتمع الإسلامي
في العالم، وتكون تحت سيطرة وقيادة المرشد الأعلى في إيران.
وذكرت ورقة بحثية بعنوان «فيلق إيران الأجنبی: تأثير الميليشيات الشيعية
علی السياسة الخارجية الأمريکية» للباحثة حنين غدار، ونشرها معهد واشنطن للشرق الأوسط،
أن ميليشيات الحرس الثوري لا تعمل في العالم العربي کتشکيلة فضفاضة، ولکن کجيش واحد
له هيکل واضح جدًا وتسلسل هرمي، کما أن معظم الميليشيات الشيعية التي تقاتل في المنطقة
حاليًّا منظمة ومدربة وممولة من الحرس الثوري وفيلق القدس، وهو وحدة القوات الخاصة من
الحرس الثوري الإيراني المسؤولة عن العمليات خارج الحدود، ويقدم الفيلق تقارير مباشرة
إلى المرشد الأعلى لإيران، وقائده هو اللواء قاسم سلیماني.
وأضافت الورقة البحثية، أنه بينما يسعى الحرس الثوري إلى إقامة أمة شيعية
والدفاع عن مصالح الشيعة داخل المجتمع الإسلامي في العالم، يعمل فيلق القدس کمرکز للقتال
الشيعي في الشرق الأوسط، ووفقًا لبعض الخبراء، فإن القوة مصممة لتوفر لطهران بديلًا
للبقاء، في حال سقوطها لأي سبب من الأسباب.