بعد طرده من مدينة سرت في الشمال.. تحركات مُريبة لـ«داعش» في الجنوب الليبي

أكدت الأجهزة الأمنية في مدينة «سبها» جنوبي ليبيا، اليوم الجمعة 4 يناير 2019، بأن هناك تحركات مريبة لعناصر تنظيم «داعش» في الجنوب الليبي، من خلال مجموعة سيارات بها أسلحة ثقيلة وخفيفة، وبالتحديد في منطقتي «وادي عتبة» و«وادي الحياة»، وجاءت تلك التحركات بعد يومين من الاشتباكات التي دارت بين التنظيمات المسلحة والأجهزة الأمنية في منطقة «غدوة» القريبة من مدينة سبها.
وتناقلت
مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا، مقطعًا صوتيًّا يرجح بأنه صادر من تنظيم «أبوبكر البغدادي» يتوعّد فيه أهالي الجنوب بالثأر، خاصة مدينة سبها ومرزوق.
وكان قد شهد الجنوب الليبي خلال الشهور الأخيرة، انتشارًا كبيرًا لتنظيم داعش؛ حيث استطاع أن يُسيطر على الطريق الرئيسي الذي يربط بين مدينة «سرت» شمال ليبيا، ومدينة «سبها» في الجنوب، وذلك من خلال التنقل عبر السيارات التابعة له.

بداية السيطرة
في مطلع عام 2016 تمكن الجيش الليبي من طرد التنظيم من مدينة سرت في الشمال الليبي، وحينها استطاعت عناصر داعش أن تنتشر في جنوب ليبيا، خاصة في المناطق النائية والبعيدة، من خلال العمل على شكل مجموعات صغيرة تتحرك في المناطق الضعيفة أمنيًّا، وتلك المناطق كانت تفصل بين قوات «البنيان المرصوص» برئاسة «فايز السراج»، وقوات «الجيش الوطني».
وحينها تمكن داعش من إعادة بناء صفوفه من جديد في الجنوب الليبي، إضافة إلى ذلك استطاع أن يُجند عددًا كبيرًا من العناصر الإرهابية؛ لينضموا إلى صفوفه.

السبب
وقال العقيد أحمد المسماري، المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، في الثالث من مارس 2018: إن الهدف من وراء تصاعد نشاط داعش في الجنوب الليبي، هو من أجل العودة إلى سرت من جديد، خاصة أنه يتلقى دعمًا ماليًّا كبيرًا من بعض الجهات الممولة للإرهاب في المنطقة العربية، فتلك الجهات تزود التنظيم بالأموال والسلاح والغذاء.
وبحسب تصريحات للكاتبة الأمريكية المتخصصة في شؤون الجماعات المسلحة، «اميلي استيل»، لقناة «فوكس نيوز» الأمريكية، فإن «داعش» يشكل في الوقت الحالي خطرًا كبيرًا على الجنوب الليبي؛ لأنه يطمع في السيطرة عليه، وتأسيس قاعدة له في تلك المنطقة.
وأشارت الكاتبة إلى أن «داعش» يستطيع أن يشن هجمات متكررة على دول الشمال الأفريقي، انطلاقًا من الجنوب الليبي؛ ولهذا فهو يستميت على تلك المنطقة، فضلًا عن رغبته في تأسيس شبكة كبيرة لتهريب السلاح والاتجار بالبشر، إضافة إلى ذلك يتقارب جنوب ليبيا من أهم ثلاث دول أفريقية في القارة السمراء، وهي « التشاد، والنيجر، والسودان».