يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«جيش الصحراء».. فرع «داعش» في الجنوب الليبي

الأحد 08/يوليو/2018 - 08:46 م
داعش في الجنوب الليبي
داعش في الجنوب الليبي
مصطفى حمزة
طباعة
تردد مصطلح «جيش الصحراء»، الذي يُعد نفسه ليكون فرعًا لتنظيم «داعش» في الجنوب الليبي، إن لم يكن بديلًا عنه، وذلك بعد تحرير مدينة سرت -شمال ليبيا- من قبضة التنظيم، التي كانت بمثابة عاصمة الدواعش، ما دفع العديد من العناصر إلى الفرار جنوبًا ناحية الصحراء، لإعادة تشكيل أنفسهم من جديد، مع نهاية 2016.
«جيش الصحراء».. فرع
وفي تصريحات لرئيس التحقيقات بمكتب المدعي العام الليبي صادق الصور، في سبتمبر 2017، أكد أن الجيش الجديد مكون من 3 كتائب على الأقل من متشددي «داعش»، الذين احتشدوا في الصحراء بعد أن فقدوا السيطرة على معقلهم في سرت، تحت قيادة 3 من القادة، يخضعون جميعًا لقائد عام جيش الصحراء، وهو الليبي المهدي سالم دنقو، الملقب بـ"أبي بركات".
ثم عاد في مارس 2018 ليجدد تأكيده على خطورة «جيش الصحراء»، موضحًا أنه عاد إلى النشاط مجددًا داخل بعض المناطق الصحراوية في الجنوب الليبي وجنوب "سرت"، وأنه "يتلقى دعمًا من بعض القوى المجهولة، تتمثل في الوقود والسلاح والغذاء".
وتقدر أعداد الكتائب الثلاث المشكَّلة لجيش الصحراء -وفق المدعي العام- بالمئات الذين تمكنوا من الهرب من "سرت"، قبل أو أثناء الحملة العسكرية للجيش الليبي على مدى 7 أشهر لتحرير المدينة الساحلية من تنظيم «داعش»، الذي سيطر عليها في 2015، مشيرًا إلى أن هذه العناصر قد اكتسبت جرأة في الأسابيع الأولى التي أعادت فيها تشكيل نفسها من جديد، إذ أقاموا بين الحين والآخر نقاط تفتيش على الطرق إلى الجنوب والشرق من سرت، كما أعلنوا مسؤوليتهم عن هجومين آخرين.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة نفذت سلسلتين من الغارات الجوية استهدفت معسكرات «جيش الصحراء»، في يناير وسبتمبر 2017، أسفرت الأولى عن اعتقال بعض العناصر من المصابين، والتحفظ على عددٍ من المستندات.
«جيش الصحراء».. فرع
وكشف أنَّ كثيرًا من مقاتلي «داعش» جاءوا من دول الجوار مثل: مصر وتونس والجزائر والسودان، التي تدفق العدد الأكبر من العناصر عن طريقها عبر دروب خاصة، مرورًا بدولة تشاد، ومدينة "أجدابيا" الليبية (تبعد 350 كيلومترًا إلى الشرق من مدينة سرت)، إضافة إلى الاستعانة بمقاتلين أجانب -خاصة الأفارقة- لتعزيز صفوف التنظيم، وتعويض خسائره البشرية في المعارك مع الجيشين العراقي والسوري وقوات التحالف.
وأسهم في تجنيد العناصر الأجنبية ضَعَف الأوضاع الأمنية على الحدود الليبية وتراجعها، في ظل توتر العلاقات بين السودان وليبيا، ووقف التعاون الأمني بينهما، منذ إغلاق السفارة السودانية بمدينة "الجفرة" العام الماضي.
وتعتمد استراتيجية «داعش» في اختيار مناطق تمركزه على عدد من المقومات، ذكرها القيادي الداعشي أبوبكر الناجي في كتابه "إدارة التوحش"، منها: "وجود عمق جغرافي وتضاريس تسمح بإقامة مناطق تدار بنظام إدارة التوحش"، مثل الطبيعة الصحراوية المتوافرة في الجنوب الليبي، والتي تسمح بوجود جيوب تختبئ فيها العناصر الإرهابية، وأماكن لإقامة معسكرات التدريب، إضافة إلى "ضعف النظام الحاكم وقواته المركزية على أطراف المدن"، وهو ما يَحْدُثُ من توترات ومواجهات دامية بين قوات عسكرية موالية لحكومة الوفاق الوطني في "طرابلس"، وأخرى موالية للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، بمشاركة قبائل وميليشيات أفريقية تمركزت في الجنوب الليبي، خاصة مدينة "سبها" لممارسة نشاطها في مجال التهريب.
"