يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«باجا» النيجيرية في قبضة «بوكوحرام» الداعشية

الأحد 30/ديسمبر/2018 - 06:21 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة

بعد إعلان فصيل يضم عددًا كبيرًا من مسلحي جماعة «بوكوحرام» الإرهابية النيجيرية، في عام 2015، وعلى رأسهم زعيم الجماعة السابق «أبوبكر شيكاو»، ولاءه لتنظيم داعش الإرهابي، بدأ الفصيل يعبث بأمن واستقرار منطقة غرب أفريقيا ككل، وعمل على شن هجمات متعددة في الآونة الأخيرة، ولذا يعتبره الخبراء الأمنيون «الفصيل الأشرس».


«باجا» النيجيرية

وباتت الهجمات المتزايدة لـ«بوكو حرام» الداعشي، والفوضى الناتجة عنها في غرب أفريقيا، مسألة تورق جميع النيجيريين، وسط استعداد البلاد لخوض الانتخابات الرئاسية في الفترة القادمة، والتي يسعى من خلالها الرئيس النيجيري محمد بخاري للفوز بفترة رئاسية أخرى، إلا أن مشكلة الأمن تعتبر القضية الفيصل لفوز أحد مرشحي الانتخابات في الفترة القادمة.

للمزيد..«جامبورو».. تمدد جديد لـ«بوكو حرام» في الشمال النيجيري

«باجا» النيجيرية

يعتبر الشمال النيجيري، منطقة الصراع الدائم بين القوات النيجيرية، وجماعة بوكوحرام، وبحسب ما أوردته أنباء، أمس السبت، عن فرار مئات العائلات من مدينة «باجا» النيجيرية الواقعة شمال شرق نيجيريا، في أعقاب هجوم نفذه الفصيل الموالي لـ«داعش» في بوكوحرام، ولجأت تلك العائلات إلى مدينة «مايدوجوري» عاصمة ولاية «برنو» الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر من باجا.


وتحتل «باجا» موقعًا استراتيجيًّا مهمًّا للغاية، سواء لـ«بوكوحرام» أو للقوات النيجيرية، إذ تقع عند نقطة التقاء حدود كل من نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون، أو ما تُسمى بمنطقة بحيرة تشاد، ما دفع بوكوحرام لزيادة هجماتها في الفترات السابقة وحتى الآن، حتى تسيطر على المنطقة بالكامل.


وكان الفصيل قد أعلن مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع الأربعاء الماضي، على قاعدة عسكرية في باجا، ما أسفر عن مقتل عشرة جنود على الأقل، وتعتبر الهجمات المتزايدة على «باجا»، ليست الأولى، إذ نفذت بوكوحرام في نهاية 2015، عمليات قتل جماعي، لقي على إثرها مئات الأشخاص مصرعهم.

 للمزيد..قبيل الانتخابات الرئاسية.. «بوكو حرام» تستعرض قوتها في نيجيريا

«باجا» النيجيرية

الهيمنة

من جانبه، قال هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إن بوكوحرام ككل لها مشروع واضح المعالم، وهو الهيمنة على نيجيريا، ومن ثم التمدد للدول الأخرى المجاورة والسيطرة على منطقة غرب أفريقيا.


وأكد في تصريح لــ«المرجع»، أن الفرع الداعشي لبوكوحرام، سيزيد من هجماته في الفترة القادمة، نظرًا للخسائر التي تلقاها داعش في سوريا والعراق، ومن ثم يُحاول الوجود في أفريقيا، واستغلال الموارد الطبيعية والتحالفات الإقليمية للقوى العظمى مع العديد من دول القارة السمراء.


وأوضح، أن الدول الأفريقية تعاني معاناة حقيقية، من عدم استخدام قوات الأمن القوة اللازمة ضد الجماعات المتطرفة، ولهذا يُحاول التنظيم إظهار ضعف القوات النيجيرية أمام الرأي العام الدولي، لتأجيل الانتخابات.


وأشار الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إلى أن «باجا» مدينة حيوية للغاية، وبها العديد من الثروات الطبيعية، كما تطل على بحيرة تشاد، وهي المكان التي تتلقى منه بوكوحرام التمويلات والأسلحة والذخائر.

"