أزهريون عن «بوكو حرام»: خوارج.. ولا يَقِلُّون خطورة عن «القاعدة»
الإثنين 09/أبريل/2018 - 11:49 م

جماعة بوكو حرام
طه علي أحمد
ذكرت وكالة الأنباء الإسبانية، اليوم الإثنين، أن الجيش النيجيري حرر 149 شخصًا، بينهم 96 طفلًا و44 امرأة، من قبضة عناصر جماعة بوكو حرام الإرهابية.
وقتلت القوات النيجيرية، ثلاثة من عناصر «بوكو حرام»، أثناء عملية تحرير المدنيين المختطفين في منطقة غابات سامبيسا شمال شرق بورنو -معقل الجماعة الإرهابية- أمس الأول، واعتقلت ثلاثة آخرين، وتلقى المفرج عنهم المساعدات الطبية بواسطة قوات الجيش.
يُذكر أن الحكومة النيجيرية أعلنت في 26 من مارس 2018، أنها بصدد التفاوض مع جماعة بوكو حرام، بشأن وقف إطلاق النار.
واختطفت جماعة بوكو حرام، 113 طالبة بمعهد للفتيات بمنطقة دابي، بولاية يوبي، ثم أطلقت سراحهن بعد مفاوضات مع الحكومة النيجيرية باستثناء طالبة واحدة.
وتعتمد جماعة بوكو حرام الإرهابية، على عمليات الخطف والنهب في مواجهاتها ضد الدولة النيجيرية؛ حيث اختطفت في العام 2014 أكثر من 200 فتاة من منطقة «تشيبوك» بولاية بورنا، ولاتزال 112 منهن قيد الاختطاف.
ويقول الدكتور عادل المراغي، عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن «بوكو حرام» جماعة متطرفة، ولا تقل خطرًا عن تنظيم القاعدة؛ فهي جماعة تكفيرية، وتتبع منطق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن من خلال رؤية فاسدة؛ حيث إن الأصل في ذلك «لا إكراه في الدين».
وأضاف «المراغي»، أن جماعة بوكو حرام تستند إلى حديث الرسول القائل فيه: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ»، لكنهم يُسيؤون فهم هذا الحديث؛ لأن المقصود بمن جاؤوا في هذا الحديث هم مشركو العرب قديمًا، كما أن هذا الحديث له أسباب ورود.
وأوضح عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة الإسلامية، أن مثل هذه الحركات الإرهابية تسعى بالأساس للإضرار بالدين في كل مكان.
ويُشير الدكتور حمد الله الصفتي، مدير الشؤون العلمية والثقافية بالمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إلى أن جماعة بوكو حرام مثل باقي الجماعات المتشددة على مرِّ التاريخ، بداية من الخوارج وصولًا إلى السلفية الجهادية المتشددة.
وأكد «الصفتي»، أن ممارسات «بوكو حرام» تدل على عدم فهم للدين الإسلامي؛ بل إنها تُسيء للدين ولا تخدمه، كما أنها تتنافى مع النصوص القطعية في الإسلام، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يُؤمَر بمثل ذلك، والله تعالى يقول في الآية 99 من سورة يونس: «أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ»، ولذلك فإن دوافع هذه الجماعة هو تشويه صورة الإسلام.
ويرى مدير الشؤون العلمية والثقافية بالمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، أن موقف الأزهر يستند إلى المحاربة والمواجهة الفكرية، باعتباره المدرسة السنية المعتدلة.
وأضاف أشرف سعد محمود، الداعية الإسلامي، أن جماعة بوكو حرام، ومَن على شاكلتها، جماعات تكفيرية وخوارج، مثلها مثل «داعش» و«النصرة» و«القاعدة»، وأن من ينتمون لها لا يُفكرون إلا بمنطق أن «الناس كلهم كفار، وأن الدماء حلال».
وأشار «محمود»، إلى أن عناصر الجماعات الإرهابية، ليسوا في حاجة إلى أدلة وبراهين شرعية لكي يعتمدوا عليها في ممارساتهم؛ لأنهم يعتقدون أن ما يقولونه هو الحق المطلق.
ويرى الداعية الإسلامي، أن موقف الأزهر في محاربة هذه الجماعة فكريًّا لن يُجدي نفعًا، وأن هذه الجماعات لن يُفيد معها إلا أولو الأمر، وذلك لأن منطق الإقناع ومقارعة الحجة بالحجة لم يَعُدْ نافعًا، وإذا رفع السلاح واستعمله فليس معه حوار.
ويؤكد «محمود»، أن الأغراض الحقيقية لهذه الجماعات تتمثل في أن لهم مطامع في النساء؛ حيث يهدفون لتحويلهن إلى جوارٍ وإعادة منهج العبيد، والدليل على هذا أن تلك الجماعات لا تختطف الرجال؛ موضحًا أن: «منطق الجماعات الإرهابية فاسد، وجميعها إلى زوال، ولذلك أنا أؤيد ما تقوم به الجيوش لمحاربتهم».