مواجهات «داعش» و«الشباب».. الغريمان يقتتلان على أراضي الصومال
فيما أعلنت الحكومة الصومالية، أمس السبت، حصولها علي معلومات استخباراتية تفيد بدخول عناصر من مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي إلي أقاليم البلاد، فيسهم هذا الوجود الداعشي المكثف في ازدياد حدة المواجهات بين عناصر الخصمين اللدودين، «داعش»، وحركة «الشباب» الصومالية الإرهابية، ما يجعل الباب مفتوحًا على مصراعيه للمزيد من الاقتتال الدموي والتخوفات الحكومية من انتشار وتوغل عناصر الإرهاب.
وأشار
بيان للحكومة، أنها بدأت التحقق من تلك المعلومات التي وردت اليها، مؤكدًا أن وزير
الداخلية قدم أثناء اجتماع لمجلس الوزراء، معلومات دقيقة تتعلق بانتشار وتوغل
مسلحي داعش في مناطق متفرقة بالبلاد، مضيفًا أن القوات الأمنية بدأت في التحسب للعمليات
الإرهابية المتوقعة في البلاد.
وكانت
حركة الشباب الصومالية الإرهابية تعهدت، عبر الناطق باسمها علي
طيري، بالحرب على مقاتلي داعش في البلاد، وذلك بعد تفاقم الصراع بين
الحركتين المتشددتين في ولاية «بونتلاند» شمال شرق الصومال.
للمزيد..تهديدات
تُشعل الصراع بين «داعش» وحركة الشباب الإرهابية في الصومال
وأَرْدَفَ «طيري» في بيانه الذي تمت إذاعته عبر تطبيق «تليجرام»: «داعش» يحاولون قتل المسلمين واستباحة دمائهم وأموالهم ونشر الإرهاب والتطرف في البلاد، وأنهم عليهم مواجهة ذلك العنف المتمدد في البلاد.
فيما أعلن «داعش»، الإثنين الماضي ، قتله 14 من مقاتلي «الشباب» في مواجهات مسلحة بين الطرفين بمرتفعات إقليم «بري» بولاية «بونتلاند» شمال شرق الصومال، والتي تعتبر هي الملاذ الامن لتنظيم داعش بالصومال .
ظهر تنظيم داعش في الصومال في عام 2015، بعد استقطابه بعض قيادات حركة الشباب، نتيجة الخلافات الداخلية التي عصفت بالحركة، بعد مقتل أحمد عبده غوداني أحد قادة الحركة، في غارة جوية أمريكية عام 2014 .
للمزيد..انفجاران مدويان يهزان العاصمة الصومالية مقديشو
التمدد
الباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية، أحمد عسكر، يري أن تنظيم «داعش» موجود في الصومال بعد انشقاق عبدالقادر مؤمن عن حركة الشباب، وإعلانه مبايعة تنظيم داعش، ومنذ ذلك الوقت وتسعي «داعش» لفكرة التمدد وضم عناصر من حركة الشباب حتي يكونوا أرضًا صلبة يستطيع التنظيم من خلالها، مواجهة الحكومة الصومالية وحركة الشباب الإرهابية المنافسة.
وأكد «عسكر» في تصريح لـ«المرجع» أنه في بداية تواجد «داعش» كان عدد مسلحي التنظيم بالصومال يتراوح ما بين 200 و 500، ولكن هذا العدد زاد في الفترة الحالية ووصل إلي ما يقرب من 2000 مسلح.
وأفاد أن هناك حالة من الشد والجذب علي الساحة الصومالية بين «داعش» و«الشباب»، وذلك لأن كلًا منهم يريد أخذ النصيب الأكبر من الأراضي، والسيطرة عليها، موضحًا أن هناك مناوشات كبيرة بين الجانبين، وخاصة بعد تهديد تنظيم «داعش» منذ فترة زمنية، لحركة الشباب بالاستهداف بعد تضييق الخناق علي عناصره، ويعتقد ان التنظيمين يسعيان للتمدد في الصومال وخارجها أيضًا، ولذا تحاول الحكومة الصومالية بالتنسيق مع بعض القوي الدولية والاقليمية التصدي لهما وإيقاف نزيف الدماء الذي من الممكن أن يحدث داخل البلاد.





