ad a b
ad ad ad

الإمارات والتراث اليمني.. تاريخ من الإنقاذ

الثلاثاء 18/ديسمبر/2018 - 03:20 م
محمد بن زايد آل نهيان
محمد بن زايد آل نهيان
سارة رشاد
طباعة

  ضمن شراكة دولية أقامها ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مع الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا أولاند، استضافت الإمارات مؤتمرًا دوليًّا عام 2016؛ للحفاظ على التراث الثقافي في الدول صاحبة النزاعات.


الإمارات والتراث

 ووفقًا لما أسفر عنه المؤتمر فقد تعهدت الإمارات بتقديم دعم لصندوق معني بتمويل آليات حماية الآثار في مناطق النزاع، بمبلغ 15 مليون دولار؛ وذلك للمساهمة في التحالف الدولي لحماية التراث، وإيجاد ملاذات آمنة للآثار المهددة.


وإذ كانت مساهمة الإمارات جاءت لإنقاذ الآثار المهددة بشكل عام، فالممارسة على مدار العامين الأخيرين كشفت أولوية الآثار اليمنية، بحكم التقارب الثقافي بين اليمن والإمارات، ومشاركة الأخيرة في عمليات عسكرية هدفها القضاء على خطر الميليشيات الحوثية.


محطات الدعم الإماراتي

 تعد أبرز محطات الدعم الإماراتي لليمن، هو استكمال أبناء الشيخ زايد ما بدأه والدهم من حماية وترميم لسد مأرب التاريخي. وبدأ الأمر من سيطرة الحوثيين على سد مأرب ومحيطه، وتحويل المنطقة إلى قاعدة لإيران، وهو ما يتنافى مع طبيعة السد الذي يعتبره العرب رمزًا لحضارتهم، ومن ثم شنت الإمارات هجومًا على قوات الحوثي وطردتها من محيط السد، الذي أولت له اهتمامًا مشابهًا لهذا الذي بدأه الشيخ زايد بن سلطان.


وكان الشيخ الأب قد أولى سد مأرب اهتمامًا، حتى تبرع في أواخر العام 1986م، بإعادة بناء «مأرب» وتأهيله وتوسيعه؛ لتبلغ مساحة بحيرته 30 كيلومترًا مربعًا، ويسع 400 مليون متر مكعب من الماء، ويروي نحو 16000 هكتار من الأراضي.


وفي تعليقه على دافعه في هذه الخطوة، قال: «لقد رأيت من واجبي أن نأخذ بيد الشعب اليمني الذي خرجت منه الهجرات إلى كل البقاع العربية، وبالأخص إلى الخليج الشرقي، وليصبح رافدًا للأمة العربية في الحاضر والمستقبل».


ولتبرير الاهتمام التاريخي للإمارات بتراث اليمن، سواء عبر إنقاذه أو الترويج له، فيشرح رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بأبوظبي، محمد مطر الكعبي، في مقاله بعنوان «زايد يعيد بناء سد مأرب.. ويبعث الروح في مهد العرب»، السبب فيقول: إن اليمن كان الأرض التي خرجت منها القبائل، ومنها انطلقت لباقي الجزيرة العربية والشام.


 ولفت إلى أن الشيخ زايد كان مدركًا لقيمة هذه الأرض؛ لذا فوضع علم الإمارات بجوار سد مأرب ليظهر مدى انتماء الإمارات وقبائلها لهذا المكان؛ ولهذا السبب كان ترميم الإمارات لمواقع أثرية وحصون بخلاف سد مأرب، في اليمن.


ولا يعتبر الاهتمام الإماراتي بالتراث بشكل عام حديثًا؛ إذ بدأته القيادة السابقة لدولة الإمارات، وأكملته القيادة الحالية، وزاد من ثقل الإمارات في هذا المجال؛ كونها شغلت معقد العضوية في لجنة التراث العالمي في الفترة بين 2009: 2013، إلى جانب شغلها لعضوية لجنة التراث الثقافي غير المادي في الفترة بين 2006: 2010؛ ما ساعدها في المشاركة في إنقاذ التراث العالمي بأكثر من دولة.

 

للمزيد: وجه التحالف الإنساني.. الإمارات والسعودية تتكفلان بـ«68%» من المساعدات الدولية لليمن

للمزيد: الإمارات.. دور تاريخي بدعم الصومال لمواجهة الإرهاب والفقر

 

 

"