الإمارات.. «يد حانية» تٌرمّم القطاع الصحي في اليمن
تسببت الحرب، فضلًا عن سيطرة جماعة الحوثي الممولة إيرانيًّا
على قدرات الدولة اليمنية، في فرض واقع مرير على الشعب اليمني، وكان القطاع الصحي أكثر القطاعات المتضررة؛ إذ انتشرت الأمراض الوبائية مثل الكوليرا وحمى الضنك
وغيرها، وهي التي أصبح علاجها مستحيلًا إلى حد ما بسبب تدمير عدد كبير من المنشآت الطبية
في البلاد.
وجاء دور دول التحالف العربي لتمد يد العون للشعب اليمني، وتنتشله من براثن الأمراض والأوبئة، فكانت الإمارات من أوائل الدول التي بادرت لحل الأزمة الصحية في اليمن، وسارع الهلال الأحمر الإماراتي بالعمل على إعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية في مختلف المحافظات المحررة من سيطرة الحوثيين.
مكافحة الكوليرا
بدأ ظهور مرض الكوليرا في اليمن بداية من عام 2016، وأصبح كابوسًا يؤرق الشعب اليمنى، فخلال عام 2017 توفي أكثر من 2300 مواطن بسبب الوباء، إضافةً إلى ذلك وصل عدد المصابين حتى الآن لأكثر من مليون شخص، وذلك بحسب بيان صادر من وزارة الصحة اليمنية.
وسارعت الإمارات بتكثيف جهودها الصحية لمقاومة هذا الوباء، ببناء معامل تحاليل مجهزة لفحص الحالات المشتبه بها بالمرض، كما ضمت الجهود الإماراتية إرسال براميل الكلور إلى مؤسسات المياه، لتطهير مياه الشرب التي يتناولها اليمنيين.
أيضًا واصل الهلال الأحمر الإماراتي بالتعاون مع المركز الوطني للإمداد الدوائي ووزارة الصحة اليمنية ومنظمة الصحة العالمية، توزيع الإمدادت الطبية فوصلت خلال الفترة الماضية طائرتان بهما 100 أدوية طبية خاصة لمعالجة الوباء.
مكافحة الملاريا
كان وباء الملاريا أيضًا ضمن قائمة الأمراض الوبائية التي تفشت في اليمن؛ بسبب الإهمال الطبي الذي لحق بالبلاد نتيجة تدمير الحوثيين عدد كبير من المستشفيات والمراكز الصحية.
وبدأ الوباء في التفشي بداية عام 2017، وحتى هذه اللحظة قامت الإمارات بدور كبير في المواجهة؛ إذ قام الهلال الأحمر الإماراتي، بإرسال 50 ألف مصل مضاد للملاريا إلى البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا في محافظة حضرموت باليمن، على سبيل المثال.
وتاتى ضمن جهود الهلال الأحمر الإماراتي في اليمن، علاج أكثر من 1500 جريح يمني، خلال عام 2017، أصيبوا نتيجة اعتداءات جماعة الحوثي، كما قام الهلال الأحمر، بترميم عدد كبير من المستشفيات الحكومية، وقام بترميم ما يقرب من 13 مركزًا صحيًّا، وجهزهم بنحو 19 سيارة إسعاف وأدوية ومعدات طبية.
دعم متكامل
يقول نزار هيثم، القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي اليمنى: إن الدعم المقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة يأتي ضمن جهود التحالف العربي لإعادة الأمل لليمن، ولا يمكن حصره بمجال واحد بل هو دعم متكامل بالمجالات كافة، وإن كانت الأولوية هي للقطاع الصحي؛ حيث قدمت الإمارات علاجًا مستمرًا لجرحى الحرب داخليًّا وخارجيًّا، وأيضًا نفذت عددًا من المشروعات والبرامج لدعم الخدمات الصحية في عموم اليمن.
وأكد هيثم في تصريحات لـ«المرجع»، أن أشكال الدعم الإماراتي في القطاع الصحي، يأتي من ضمنها مشروعات خاصة بالوقاية والعلاج ورعاية الأمومة والطفولة وتأهيل الكوادر الطبية، مشيرًا إلى أن اليمن استفاد من الخدمات الصحية التي قدمتها الإمارات، خاصةً من المؤسسات الصحية التي بناها في أكثر من محافظة، أبرزها عدن وتعز وأبين وشبوة ومأرب والحديدة والمكلا وسيئون والمهرة.
وتابع أنه تم تنفيذ برامج رعاية شاملة للنساء والحوامل ومكافحة أمراض سوء التغذية الحاد لدى الأطفال، ومكافحة الوبائيات، وبالأخص الكوليرا، وتدريب الطواقم الطبية في هذا الصدد، إلى جانب تقديم المساندة والدعم الفني والإداري؛ لتطوير نظام إحالة الحالات الحرجة للعلاج والرعاية الصحية المناسبة، وتوفير الأجهزة والأدوية الضرورية لإنقاذ الحياة.





