ad a b
ad ad ad

هل تصبح فرنسا صيدًا سهلًا لـ«داعش» بسبب «السترات الصفراء»؟

السبت 15/ديسمبر/2018 - 09:26 م
المرجع
محمود محمدي
طباعة

في ظل سيطرة أجواء من التوتر المخيم على فرنسا، ورغم دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للهدوء، انطلقت اليوم السبت، الموجة الخماسة من احتجاجات «السترات الصفراء» بساحة الجمهورية في باريس.



وقال «ماكرون» بالأمس، في ختام القمة الأوروبية ببروكسل: «إن بلدنا يحتاج إلى الهدوء والنظام»، وشدد على أن الحوار لا يتم باحتلال الأماكن العامة، وبالتزامن مع ذلك أعلنت السلطات الفرنسية نشر عشرات الآلاف من قوات الشرطة في أنحاء البلاد، ونحو 8 آلاف في باريس اليوم؛ لمواجهة موجة الاحتجاجات.



وتخشى السلطات الفرنسية وقوع حوادث جديدة، بعدما انتهى السبت الماضي بعدد قياسي من الموقوفين وصل لنحو ألفين، وأكثر من 320 جريحًا، فضلًا عن الأضرار التي لحقت بالكثير من المدن، لذلك قررت فرض إجراءات حماية على الدخول إلى المؤسسات، مثل قصر الإليزيه والجمعية الوطنية.



هل تصبح فرنسا صيدًا

«داعش» يتسلل


ورغم أن التوقعات تشير إلى أن يكون أثر الاحتجاجات على الأعمال في العاصمة أقل بالمقارنة بأيام السبت في الأسابيع الماضية؛ إلا أن متاجر وفنادق عدة أغلقت أبوابها اليوم؛ حيث تأتي الاحتجاجات بعد أيام من إطلاق شخص مسلح النار على مجموعة من الأفراد في سوق لهدايا عيد الميلاد بمدينة ستراسبورغ شرقي البلاد؛ ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 13 آخرين، وقتلت الشرطة الشخص المسلح في تبادل لإطلاق النار الخميس الماضي، بعد يومين من المطاردة.


تخوفات القادة الفرنسيين من تسلل عناصر متطرفة وسط المتظاهرين تأتي بسبب أن فرنسا تعدّ أكثر دول القارة العجوز استهدافًا من قِبَلِ تنظيم داعش؛ حيث تعرضت خلال الأعوام القليلة الماضية لعشرات العمليات الإرهابية، ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا، كان آخرها في ستراسبورغ؛ حيث أعلن تنظيم داعش الإرهابي إن «شريف شيكات» منفذ الهجوم، هو أحد عناصره.


ورغم اعتبار وزير الداخلية الفرنسي «كريستوف كاستانير»، أن تبنّي «داعش» للهجوم «انتهازيًّا تمامًا»، فإن رئيس شرطة باريس «ميشيل ديلبييش»، قال في تصريح لإذاعة «آر تي إل»: إنه ما زال هناك قلق من احتمال تسلل جماعات تميل للعنف إلى الاحتجاجات، وستتولى شرطة مكافحة الشغب حماية المعالم المهمة وإبعاد المحتجين عن القصر الرئاسي، مضيفًا: «يجب أن نستعد للسيناريوهات الأسوأ».


وفي دراسة سابقة أعدتها وحدة الرصد باللغة الفرنسية، التابعة لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أوضحت أن وزارة الداخلية الفرنسية تمتلك ملفًا يُعرف باسمِ المصنفينَ «إس» (الحرف S يرمز لكلمة أمن بالفرنسية)، تُجَمِّعُ فيه الوزارة كلَّ المعلومات عن أي شخص يُشتبه بأنه «يُشكل خطرًا على الأمن العام الفرنسي» كالأشخاص المتطرفين، حتى الأشخاص الذين يشكلون خطرًا من اليساريين واليمينيين المتطرفين، إضافة إلى الأشخاص الذين يتم تقييمهم على أنهم يُشَكِّلونَ «تهديدًا إرهابيًّا»، والذين تَمَّ تسجيلهم في سجلاتِ بلاغاتِ الوقايةِ من التطرف الإرهابي (FSPRT)، والذين بلغ عددُهُم في فرنسا نحو عشرين ألف مشتبه به.


وما يعزز احتمالية زيادة العنف من قبل تنظيم داعش تجاه عاصمة النور في الفترة المقبلة، إن «شيكات» منفذ هجوم ستراسبورغ الأخير، كان معروفًا لدى القضاء بسوابق جرائم حق عام، في عمليات سرقة وعنف، وحُكم عليه 27 مرة في فرنسا وألمانيا وسويسرا، كما أنه سُجن مرات عدة، فضلًا عن أن السلطات صنّفته عام 2015 متطرفًا محتملًا، ورغم ذلك لم يتوقع أحد أن ينفذ هجومه الدامي، كما أن وزيرة الدفاع الفرنسية «فلورانس بارلي» رفضت الانتقادات قائلة: «لا يمكن توقيف شخص، فقط لاعتقادنا بأنه قد يفعل شيئًا».

هل تصبح فرنسا صيدًا


مطالبات بالهدوء


وزير الداخلية الفرنسي، ومن قبله الرئيس ماكرون، طالبا المتظاهرين بضرورة الهدوء والقبول بما وصلوا إليه من نتائج؛ حيث قال «كاستانير»، إن «الوقت حان كي يخفف المتظاهرون من احتجاجاتهم، ويقبلوا بما حققوه من أهداف»، مشددًا على أن «الشرطة تستحق أن تأخذ راحة أيضًا».


فيما قال «ماكرون»: إنه «يتفهم قلق المحتجين، وأقر بالحاجة لاتخاذ نهج مختلف»، وإلى جانب إلغاء الزيادات في ضرائب الوقود التي كانت مقررة اعتبارًا من الشهر المقبل، أعلن الرئيس الفرنسي أنه سيزيد الحد الأدنى للأجور بواقع 100 يورو في الشهر، اعتبارًا من يناير المقبل، وسيخفض الضرائب على المتقاعدين الأقل دخلًا، فضلًا عن إجراءات أخرى؛ من أجل تهدئة الأوضاع.


للمزيد.. «ماكرون» يُعلن حالة الطوارئ الاقتصادية استجابة لمطالب متظاهري «السترات الصفراء»


للمزيد.. عبدالرحيم علي يكتب من باريس: أزمة السترات الصفراء وخيارات الرئيس ماكرون

"