ad a b
ad ad ad

«ماكرون» يُعلن حالة الطوارئ الاقتصادية استجابة لمطالب متظاهري «السترات الصفراء»

الإثنين 10/ديسمبر/2018 - 11:37 م
المرجع
محمد أبو العيون
طباعة

استجاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لمطالب أصحاب «السترات الصفراء»، وقرر إلغاء الزيادة على ضريبة الوقود، وكذلك زيادة الحد الأدنى للأجور 100 يورو بداية من العام المقبل 2019، إضافة إلى إلغاء الضرائب المفروضة على ساعات العمل الإضافية، وأصدر توجيهات عاجلة لرئيس الوزراء بتقديم كل هذه القرارات أمام البرلمان غدًا الثلاثاء.



«ماكرون» يُعلن حالة

وأكد الرئيس الفرنسي، في خطابه الذي وجهه مساء اليوم الإثنين للفرنسيين، أنه أعطى أوامر وتعليمات صارمة للحكومة الفرنسية بإلغاء الزيادة على ضريبة الوقود، قائلًا: «أعرف أن هناك الكثير من الفرنسيين غاضبون، وهذا الغضب كان ضد ضريبة من الضرائب، ولقد استجاب رئيس الوزراء عندما ألغى هذه الضريبة».



«ماكرون» يُعلن حالة

غضب مشروع

وأشار «ماكرون»، إلى أن غضب الفرنسيين كان أعمق من أن ينتهي بمجرد إلغاء  الزيادة على ضريبة الوقود، ولذلك أرى هذا الغضب مشروعًا لعدة أسباب؛ فالزوج والزوجة اللذين يعملان ويعودان متأخرين، والأرملة التي تعيش بمفردها، ولا يكفيها الراتب الذي تتقضاه للعيش حتى نهاية الشهر، مضيفًا: «رأيت أولئك النساء، اللواتي يعبرن عن يأسهن وغضبهن، وأيضًا غضب المتقاعدين الذين يحصلون على أجور تقاعد متواضعة، وأيضًا غضب أكثر الناس هشاشة، والمستضعفين، وبخاصة ذوي الإعاقة، إن يأسهم لا يعود إلى البارحة، إنها 40 سنة من عدم الارتياح التي نراها اليوم».


وأوضح الرئيس الفرنسي، أن عدم ارتياح وانزعاج العاملين، وغياب أطر المعيشة، يعود إلى ماضٍ بعيد، ولكن كل ذلك ظهر الآن، وربما منذ عام ونصف العام لم نستطع أن نعطي إجابة سريعة وكافية للسبب الحقيقي وراء هذا الانزعاج، قائلًا: «أعترف بنصيبي من هذا الأمر، ربما كانت لدىَّ أولويات أخرى، ولكن أعرف أني ربما جرحت بعضكم من خلال بعض الكلمات، واليوم أريد أن أكون معكم صريحًا، لقد ناضلت من أجل تغيير النظام القائم والعادات والنفاق الموجود؛ لأنني أحب بلدنا، وشرعيتي لا أستمدها من منصب ولا من حزب ولا من أي شخص آخر، وإنما استمدها منكم أنتم».

وأضاف «ماكرون»، أن الكثير من بلدان العالم تعاني من نفس الحال الذي يعاني منه الفرنسيون، وأنا على يقين بأننا نستطيع أن نخرج من هذا المأزق معًا، متابعًا: «أريد ذلك لفرنسا؛ لأن بلدنا قادر دائمًا على فتح طرق جديدة لنا وللآخرين، وأنا ترشحت للانتخابات العامة الحرة، ولم أنس أبدًا الالتزام والضرورات المهمة أمامنا، ولذلك أريد أن أعلن حالة الطوارئ الاقتصادية والاجتماعية، نريد أن نبني فرنسا قائمة على الجدارة، وأن يعيش فيها أطفالنا في حال أفضل منا في مجال الجامعات والتعليم بالتبادل بين المدرسة والعمل، وأن يعملوا لكي يدرسوا».



«ماكرون» يُعلن حالة

زيادة الأجور

واستطرد الرئيس الفرنسي، أنه سيتم زيادة الحد الأدنى للأجور 100 يورو بداية من العام المقبل 2019، وإلغاء الضرائب المفروضة على ساعات العمل الإضافية، قائلًا: «أطلب من كل أصحاب العمل أن يقدموا علاوة في بداية السنة لكل العاملين لديهم، وهذه العلاوة لن تكون خاضعة لأية ضرائب، ولكل فرد يحصل على 2000 يورو سنويًا، سنقوم بإلغاء ضريبة الرعاية الاجتماعية، واعتبارًا من الغد سيقوم رئيس الوزراء بتقديم كل هذه القرارات أمام البرلمان».

وأكد «ماكرون»، أن هدف الحكومة الفرنسية هو خلق فرص جديدة في كل القطاعات، قائلًا: «أطلب من الحكومة والبرلمان أن يقوما بكل شيء حتى يستطيع كل مواطن فرنسي أن يعيش بأجر كريم، وأن يعملوا من أجل سن قوانين للضرائب، وسيتم إجراء إصلاحات عميقة على نظام الأجور والضرائب، كما ستتم مراجعة نظام الضرائب لدعم من يتقاضون رواتب ضعيفة».


وجاء خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وجهه للشعب الفرنسي، مساء اليوم الإثنين، ردًا على 4 أسابيع من احتجاجات أصحاب «السترات الصفراء» في جميع أنحاء البلاد.


والتقى «ماكرون»، ظهر اليوم الإثنين، وقبل إلقاء خطابه، بممثلين عن النقابات العمالية ومنظمات أصحاب العمل، في محاولة لنزع فتيل أسابيع من الاضطرابات في باريس ومدن أخرى.


وشهدت فرنسا أربعة أسابيع من الاحتجاجات العنيفة ضد رفع ضريبة الوقود، وتكاليف المعيشة وغيرها من القضايا، وخرج نحو 136 ألف متظاهر من أصحاب «السترات الصفراء» إلى الشوارع يوم السبت على الرغم من اعتقال أكثر من 1200 شخص، وقد تضررت العاصمة باريس بشكل خاص، حيث تحطمت نوافذ، وأحُرقت سيارات، ونهبت متاجر.


وكانت متحدثة باسم وزارة التعليم الفرنسية، أعلنت اليوم الإثنين، عن احتجاجات طلابية في البلاد، مشيرة إلى أنها تشمل من 100 إلى 120 مدرسة ثانوية، لافتة في الوقت ذاته إلى أن هناك 40 مدرسة يحاصرها الطلاب تمامًا.


ويحتج الطلاب الفرنسيون على الإصلاحات الحكومية الأخيرة في قطاع التعليم، والتي تشمل التغييرات في المدارس الثانوية والنظام الجامعي.

"