«بينالا» و«السترات الصفراء».. متغيرات فرنسية تضعف شعبية «ماكرون»
أظهر استطلاع للرأي أجرته إحدى الصحف الفرنسية انخفاض شعبية الرئيس إيمانويل ماكرون إلى أدنى مستوى لها منذ توليه المنصب في 14 مايو 2017، وذلك بعد يوم واحد من اندلاع المظاهرات المناوئة لسياساته الاقتصادية.
ونشرت صحيفة «جورنال دو ديمانش»، أمس الأحد، نتائج استطلاع للرأي نفذته الهيئة البحثية «إيفوب»، أظهر تدني شعبية ماكرون إلى 25%، وفقًا لإجابات عينة المبحوثين التي اعتمدها المركز، والتي بلغت حوالي 1957 شخصًا.
ويأتي هذا الاستبيان على خلفية الاحتجاجات التي نشبت مؤخرًا بالبلاد إذ تجمع الآلاف من المواطنين يوم السبت وقاموا بالتجمهر في الطرق السريعة في كل أنحاء فرنسا؛ ما أدى إلى غلقها، وبالأخص تلك المؤدية إلى المطارات.
وأعرب المتظاهرون الذين اشتهروا إعلاميًّا بـ«أصحاب السترات الصفراء» عن غضبهم من السياسات النقدية والاقتصادية التي ينتهجها ماكرون، مثل ارتفاع أسعار الوقود، وكثرة الضرائب المفروضة على المواطنين.
وقدرت وزارة الداخلية أعداد المتظاهرين بـ125 ألفًا، استطاعوا تعطيل الحركة المرورية في مناطق مختلفة؛ ما أسفر عن مقتل شخص، ووقوع عدد من الإصابات تجاوز 400 حالة، فيما تهتف المظاهرات بمعاداة ماكرون الذي اعتبرته «رئيسًا لطبقة الأغنياء فقط»، وذلك بعد إنهائه لضريبة الثروة، في مقابل رفع الضرائب على الوقود والتبغ، وكان الرئيس قد قرر في أواخر عام 2017 زيادة الحصيلة الضريبة على مركبات الديزل؛ بهدف تشجيع السائقين على اقتناء سيارات أخرى صديقة للبيئة، ولكن الوتيرة السريعة في تصاعد أسعار المحروقات ألقت بظلالها على فائض الصبر الشعبي للجماهير.
ومن جانبه، قال وزير التحول البيئي، فرانسوا دي روجي، إن الحكومة ستواصل «المسار المخطط له» آنفًا، وذلك فيما يتعلق بالضرائب البيئية، على الرغم من نتائج استبيان «جورنال دو ديمانش»، الذي أشار إلى أن 62٪ من الفرنسيين يعتقدون بضرورة إعطاء الأولوية للإجراءات الاقتصادية التي من شأنها أن تسهم في تحسين القوة الشرائية للمواطنين حتى لو كان ذلك على حساب الانتقال بسرعة أقل إلى الإنجازات المخطط لها بملف البيئة.
وفي منحى آخر، استغل معارضو ماكرون الموقف، وعلى رأسهم الأمين العام للجمهوريين، فرانس إنتر جيوفروي ديدييه، والذي طالب متظاهري «السترة الصفراء» بمواصلة عملهم في ملاحقة الحكومة لتنفيذ طلباتهم.
يشار إلى أن هذا الاستبيان لم يكن الأول من نوعه خلال فترة رئاسة ماكرون، إذ نشرت صحيفة «لوموند» في أغسطس 2018 تقريرًا مطولا عن استقصاء أجرته يُظهر انخفاض شعبية ماكرون، وذلك في أعقاب الأزمة التي سُميت إعلاميًّا بـ«فضيحة بينالا جيت».
و«فضيحة بينالا جيت»، هي واقعة ارتبطت بالحارس الشخصي للرئيس ماكرون، والذي نشرت له المواقع الإعلامية فيديو احتوى على عدة دقائق اعتدى فيها على أحد المتظاهرين ممن احتشدوا في يوم عيد العمال مطلع مايو 2018، وهي الحادثة التي هزَّت أرجاء المجتمع نتيجة تكتم الإليزيه على الواقعة.





