تعاون «أمريكي كيني».. هل ينهي قوة «شباب المجاهدين» الإرهابية في الصومال؟
مع ارتفاع خطورة حركة الشباب الإرهابية في منطقة القرن الأفريقي، وخاصة دول الجوار للصومال، وفي مقدمتهم كينيا، عقد تيبور ناجي، مساعد وزير الخارجية الأمريكي في الشؤون الأفريقية مع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا في مقر الرئاسة في نيروبى التحديات الأمنية ومواجهة الإرهاب.
للمزيد بعد اعتزام كينيا فتح الحدود مع الصومال.. نيروبي في مرمى «الشباب»
واللقاء الكيني الأمريكي، يتزامن مع تحذير مؤسسة تعني بالسلام والتجارة وتتخذ من أستراليا مقرًا لها، من خطورة حركة الشباب الارهابية، مؤكد أنها تعد واحدة من أخطر أربع تنظيمات إرهابية في العالم.
وأوضح تقرير المؤسسة، أن الصومال يحتل المرتبة الثانية في الدول التي وقعت فيها هجمات إرهابية خلال عام 2018 بعد نيجيريا.
وقد نفذت حركة الشباب الصومالية عشرات الهجمات داخل المدن الكينية منذ أولى العمليات في 2012 وحتي الآن، وقد راح ضحيتها 600 شخص في كينيا منذ 2012 وحتي 2015.
وتشكل نتائج هجمات الشباب الإرهابية التي وقعت في كينيا، ضررًا سياسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا في البلاد، مما ينعكس على مكانة كينيا في خريطة الاستثمارات بدول القارة السمراء.
وتعد كينيا واحدة من الدول التي تدخلت عسكريًّا لمواجهة إرهاب حركة الشباب فمنذ 2011 ينفذ الجيش الكيني عمليات عسكرية داخل الأراضي الصومالية المتاخمة مع الحدود الكينية في مواجهة إرهاب حركة الشباب.
للمزيد في ظل ترقب أجهزة الأمن الصومالية.. ميليشيات شعبية للقضاء على «الشباب المجاهدين»
وتعتبر المنطقة الحدودية بين كينيا والصومال خطرًا داهمًا يواجه حكومتي البلدين، وذلك نتيجة لتمركز وانتشار حركة الشباب الصومالية، إذ كانت آخر عملية قامت بها الحركة في يونيو الماضي، تفجير في نقطة «ليبوي» الحدودية مع الصومال؛ ما أسفر عن مقتل 5 ضباط كينيين.
وفي مارس الماضي، أعلنت الحكومة الكينية إغلاقها المنطقة الحدودية في الإقليم الشمالي الشرقي مع الصومال، وأرجعت أسباب الإغلاق، في محاولة منها لتحسين الأوضاع الأمنية بالبلاد، والتصدي للهجمات المتكررة من قبل حركة الشباب الصومالية الإرهابية، وأدت عملية الإغلاق تلك إلى توقف حركة التجارة بين البلدين؛ ما أثر على حياة الكينيين في المدن الحدودية، وارتفاع السلع الغذائية في مقاطعة منديرا بكينيا.
ويرى مراقبون أن التحرك الأمريكي الكيني يأتي في ظل ارتفاع مؤشرات عودة حركة الشباب لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف دول جوار الصومال، وفي مقدمتهم كينيا.
و قال محمد محمود، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان: إن الصومال بات يُعاني في الوقت الحالي من زيادة نفوذ حركة الشباب المجاهدين في بلاده، خاصةً أن الحركة أصبحت تشنُّ هجماتٍ أكثر وحشيةً من السابق، وتستهدف جميع المنشآت الحيوية مستغلةً حالة الانفلات الأمني الموجودة في البلاد حاليًّا،وهو ما يشكل خطرًا على دول الجوار.
وأوضح محمود في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن التعاون بين دول الجوار والصومال يشكل أمرًا مهمًا في ظل أن الجيش الصومالي أصبح لا يستطيع التصدي للشباب المجاهدين بمفرده، خاصةً مع زيادة نفوذ الحركة الإرهابية.





