تصفية قيادي من «داعش» في غارة أمريكية على معاقل التنظيم في سوريا
في إطار الهجمات العسكرية لتطهير الأراضي السورية من الإرهابيين، أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أمس الأحد 2 ديسمبر 2018، مقتل قيادي من تنظيم داعش الإرهابي، يُدعى أبو العمران عن طريق غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في سوريا.
والقتيل كان أحد قياديي داعش المهمين في سوريا، وكان ضالعًا في عملية قطع رأس عامل الإغاثة الأمريكي بيتر كاسيج، وذلك بعد ظهوره في الشريط الدعائي الذي بثّه التنظيم في نوفمبر 2014 لعملية ذبح كاسيج على يد زعيم جماعة البيتلز محمد إموازي، والمعروف إعلاميًّا بـ«الجهادي جون».
وعن تصفية أبي العمران صرح الناطق باسم التحالف الدولي، شون ريان، بوجود معلومات وبيانات حصلت عليها قيادة التحالف الدولي حول تهديد وشيك كان يشكله الداعشي على القوات العسكرية التي تقاتل التنظيم في سوريا.
وفي ضوء تلك المعلومات تم شن العديد من الغارات على المواقع المحتمل وجود عناصر وقيادات داعش بها، وذلك لتصفيتهم قبل أن ينجحوا في تنفيذ مخططهم المراد.
وتتجه التقارير الصحفية البريطانية إلى الربط بين تصريحات شون والإحصائيات الأخيرة التي تؤكد أن داعش لا يزال يمارس أنشطته العنيفة في البلاد بقدر كبير من الحرية، فطبقًا لدراسة أجراها مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية المعروف اختصارًا بـ«CSIS» أن داعش يمتلك 30 ألف عنصر مسلح بداخل سوريا.
للمزيد: تضاعف عدد الإرهابيين.. 230 ألف مسلح يربكون حسابات أمريكا
وكان «داعش» قد اختطف بيتر كاسيج في أكتوبر 2013، وكان عمره حينها 26 عامًا، وذلك أثناء وجوده بسوريا للعمل مع منظمات الإغاثة التي تساعد المشردين واللاجئين، وادعى التنظيم أنه قتل بيتر لأنه كان يعادي ويقاتل المسلمين أثناء خدمته كجندي في الجيش الأمريكي، ولكن الحقيقة أن كاسيج قد ترك الجيش واعتنق الإسلام، وأطلق على نفسه اسم عبدالرحمن، واتجه للعمل التطوعي، أي لم يكن معاديًا للمسلمين على الإطلاق، بل كان يعاون ويساند ضحايا الحرب في سوريا.
وصحيح أن التنظيم قد أعدم العشرات من المختطفين الأجانب عن طريق خلية البيتلز (وهي مجموعة من البريطانيين اعتنقوا الفكر الداعشي وتولوا مسؤولية ذبح الرعايا الأجانب، تحت قيادة محمد إموازي الذي قتل في نوفمبر 2015 بالرقة من خلال طائرة بدون طيار)، ولكن عملية قتل بيتر تعد من الأعنف إذ قام التنظيم بنشر فيديو حي عن ذبحه، إلى جانب فيديو آخر وقف فيه إموازي بجانب رأسه المقطوع، وهو يتباهى بقتله.
غير أن بيتر كاسيج قد تعرض للترهيب عشرات المرات قبل قتله، ففي أكتوبر 2014 أي قبل مقتله بشهر أذاع التنظيم أن كاسيج سيكون الضحية المقبلة، وذلك في شريط الفيديو الذي بثه التنظيم عن مقتل عامل الإغاثة البريطاني آلان هنينج على يد البيتلز.
وتؤكد التقارير الصحفية الأمريكية أن كاسيج كان معتقلا بصحبة الصحفي الفرنسي، نيكولاس الذي أطلق سراحه بعد 10 أشهر فقط من الأسر، ما آثار الحديث حينها حول قيام المسؤولين بدفع فدية للتنظيم.
علاوة على ذلك، فإن بيتر كان يرافقه في مكان الحبس الصحفي البريطاني «جون كانتلي» الذي اختطفه التنظيم في نوفمبر 2012، ولا يزال مكانه مجهولاً إلى الآن، ويذكر أن كانتلي لم يظهر في فيديوهات التنظيم كأسير يستجدي التعاطف، ولكنه ظهر كمراسل ينقل أخبار المعارك وتفاصيل المسلحين بداعش، وذلك من خلال سلسلة حلقات بثتها القنوات الإعلامية التابعة للمجموعة المتطرفة كنوع من الترويج لأنشطتها، ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان كانتلي يفعل ذلك تحت التهديد أم بمحض إرادته.
للمزيد: مؤشرات مُقلقة.. هل أخطأ العالم في تقييم «داعش»؟





