«البغدادي» يلفظ أنفاسه الأخيرة.. نيران «قسد» تُحاصر زعيم «داعش»
على مدار اليومين الماضيين دارت اشتباكات كثيفة بين عناصر تنظيم داعش الإرهابي، وقوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارًا بـ«قسد»، في «جيب» قرب الحدود العراقية بمساعدة طائرات وقوات أمريكية؛ ما أسفر عن مقتل العشرات من التنظيم الذي يتزعمه أبوبكر البغدادي.
في تقرير لها، أشارت صحيفة «صن» البريطانية، إلى أن الحرب بين «داعش» و«قسد»، تحولت إلى ما يُسمى بـ«حرب الشوارع»، ما يوضح أن الخناق بات ضيقًا على «البغدادي»، في مقر إقامته بمدينة «هجين» في دير الزور (شمالي شرق سوريا).
الصحيفة ذاتها، قالت إن مقاتلي «قسد» يتعقبون «البغدادي» من منزل إلى منزل، بعد أن تمكنوا أخيرًا من قتل أشخاص مقربين منه، كما نقلت الصحيفة عن «هافيل روني»، أحد قادة «قسد» في منطقة هجين (شرقي سوريا)، قوله: «قبل حوالي شهر ونصف الشهر، حصلنا على معلومات استخباراتية تفيد بمقتل أحد أبناء البغدادي».
وأضاف: أن «شقيق البغدادي كان في المنطقة، وكان يعقد اجتماعات مع الأعضاء لتشجيعهم على القتال»، مؤكدًا أن «هجين» تُعدُّ معقلًا رئيسيًّا لمن تبقى من مسلحي «داعش» في سوريا، وهو ما يدفع «قسد» إلى تركيز العمليات العسكرية هناك.
«قسد» تستعيد السيطرة
وتأتي هجمات «قسد»، على «هجين»، بمساعدة من الطائرات الأمريكية؛ حيث يعتقد أن البغدادي يختبئ هناك، إذ قُتل 20 شخصًا في غارة للتحالف الدولي على المدينة أمس الأحد، بحسب، وكالة سانا السورية للأنباء.
للمزيد.. تضاعف تحديات «قسد» أمام «داعش».. ودور تركي بارز في دعم التنظيم
فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن «قسد» استعادت مواقع خسرتها خلال هجمات في الأيام الأخيرة، واحتدمت المعارك على الضفة الشرقية لنهر الفرات قرب الحدود العراقية، بمساعدة قوات خاصة أمريكية.
وقال المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، الكولونيل «شون ريان»، في تصريح لـ«رويترز»: إن «قوات سوريا الديمقراطية استعادت الكثير من الأراضي التي فقدتها، ووقعت خسائر على الجانبين»، لافتًا إلى أن قوات الأمن العراقية تؤمن الحدود حتى لا يتمكن المقاتلون من الفرار.
وانتزعت قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، السيطرة على مناطق شاسعة من داعش في شمال وشرق سوريا؛ حيث يتمركز نحو 2000 من القوات الأمريكية.
على صعيد متصل، أكد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، أنه يعمل على تجنب وقوع أي إصابات في صفوف المدنيين، وقال الكولونيل «ريان»: إن «الهجمات كانت محددة، ولم تؤثر على المدنيين».
وقال المرصد السوري: إن «عدد القتلى في اليومين الماضيين من مقاتلي داعش بلغ 50 متشددًا، فضلًا عن مقتل 79 من قوات سوريا الديمقراطية».
أين «البغدادي»؟
في الوقت الذي تركز فيه «قسد»، ومن خلفها التحالف الدولي، الهجمات على مدينة «دير الزور»، حيث يُعتقد إن زعيم الدواعش يختبئ هناك، تشير تقارير إعلامية إلى أن «البغدادي»، هرب من جيوب التنظيم في سوريا والعراق، متخذًا من القارة السمراء وجهة له، إذ إن غالبية أعضاء التنظيم الإرهابي هربوا من العراق وسوريا؛ إثر هزيمتهم الواسعة هناك.
فيما أشارت صحيفة «جارديان»، إلى أن وكالات الاستخبارات في العراق وأوروبا، تعتقد أن البغدادي مختبئ في قرية جنوب باعج (شمالي العراق) منذ أكثر من 18 شهرًا، كما تعتقد أنه يسافر بين بلدة أبو كمال، على الحدود العراقية السورية، وجنوب الموصل.
ولفتت الصحيفة إلى أن «البغدادي» هو القيادي البارز الوحيد في «داعش»، الذي مازال على قيد الحياة، من بين 43 قياديًّا رئيسيًّا بالتنظيم الإرهابي.





