ad a b
ad ad ad

مبادرة ألمانية لمواجهة التطرف الإسلاموي واليميني بمفهوم عصري

الأحد 25/نوفمبر/2018 - 10:12 م
المرجع
أحمد لملوم
طباعة
أعلن جيم أوزديمير، الزعيم السابق لحزب الخضر الألماني، تأسيس «مبادرة الإسلام العلماني»، بالاشتراك مع سياسيين وناشرين؛ بهدف مواجهة تنامي معاداة المسلمين، خاصة مع صعود اليمين المتطرف في البلاد من جهة، وتنامي التيارات الإسلاموية المتشددة بين أوساط الجالية المسلمة من جهة أخرى.
مبادرة ألمانية لمواجهة
ويهدف أوزديمير من مبادرته تلك العمل على جعل الجمعيات الأساسية الممثلة للمسلمين حاليًّا تفك تبعيتها بالدول الأجنبية؛ ليكونوا جزءًا من المجتمع الألماني بشكل كامل، ليصبح المسلمون جزءًا فعليًّا من ألمانيا.

ويدعو المشاركون في المبادرة لفهم معاصر للإسلام، ويطالبون بعدم الاعتراف بالجمعيات الإسلامية ككيانات في القانون العام، وتعتبر هذه المبادرة ليست الأولى التي يسعى من خلالها البعض إلى تغيير الأوضاع الخاصة بالمسلمين في البلد الأوروبي.

وأثار تصريح وزير الداخلية، هورست زيهوفر، الذى قال فيه: إن المسلمين ليسوا جزءًا من ألمانيا، نقاشًا بين أبناء الجالية الإسلامية، الذين شعر بعضهم أنهم محل شك، وردت المستشارة أنجيلا ميركل على زيهوفر، مؤكدة أن «المسلمين ودينهم جزء من ألمانيا».

بيد أن المسلمين في ألمانيا، ويقدر عددهم بـ4 ملايين نسمة، يواجهون تحدي صعود التيارات المتطرفة سواء من اليمين أو بين أوساطهم؛ ما يجعل البعض يوصمهم بالإرهابيين، وحذر المكتب الاتحادي لحماية الدستور (وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية)، في تقريره السنوي الصادر يوليو الماضي، من تضاعف أعداد السلفيين في ألمانيا؛ إذ بلغ عددهم قرابة 11 ألف شخص، أي ضعف ما كان عليه عام 2013.
مبادرة ألمانية لمواجهة
تحدٍّ للجالية المسلمة
كانت الجالية المسلمة في قلب التطورات التي سببتها الصراعات في الشرق الأوسط، وقدوم اللاجئين إلى ألمانيا، وساعد أفرادها بأقصى قدر ممكن، لكن هذا الوضع لم يستمر كثيرًا، ففي ليلة رأس السنة الجديدة 2016 - 2015، وقعت في مدينة «كولونيا» الألمانية عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل، واستقبلت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة من قِبَل أشخاص ذوي ملامح شرق أوسطيَّة وشمال أفريقية.

وقوت تلك الحادثة جناح حركة «بجيدا» ذات التوجه اليميني المتطرف، التي تظاهر أنصارها لوقف تدفُّق اللاجئين إلى ألمانيا، كما تُعارِض هذه الحركة -بوجه خاص- وجود أشخاص من دول إسلاميَّة في ألمانيا، ومبررهم في ذلك -على حد زعمهم- أن ثقافة المسلمين لا تنسجم مع القيم الأوروبية.

وأصبحت الأوضاع بالنسبة للمسلمين في ألمانيا، الآن، أسوأ من ذي قبل، خاصة مع نجاح اليمين المتطرف في استغلال كل ما حدث خلال السنوات الماضية، لزيادة شعبيته بين الألمان، مستغلًّا الخوف والترهيب؛ ما يطلق عليه «الغزو الإسلامي»، وأصبح حزب اليمين المتطرف «البديل من أجل ألمانيا» يمثل المعارضة، بعد حصوله على المركز الثالث في الانتخابات البرلمانية التي جرت أواخر عام 2017.

كما تسببت الهجمات الإرهابية في تقليل شعبية المستشارة أنجيلا ميركل، التي أعلنت اعتزالها السياسة بحلول عام 2021، بعد انتهاء فترة حكمها الحالية، وتصاعد مطالب الأحزاب السياسية.

ومع كل ما يحدث من تغييرات في المشهد السياسي، تبقى سيناريوهات المستقبل بالنسبة للمسلمين فى ألمانيا غير واضحة، ويشوبها الغموض، لكن الأمر المؤكد هو أن المسلمين وملف التعامل معهم أصبح عنصرًا أساسيًّا يؤثر على مجريات السياسية في ألمانيا.
"