ad a b
ad ad ad

ردًّا على فتوى «العدوي»: د. عبدالحليم منصور لـ«المرجع»: كُفر الحُكَّام «فتاوى ضالة»

الخميس 28/يونيو/2018 - 12:04 م
المرجع
حور سامح
طباعة
أفتى الداعية السلفي مصطفى العدوي -عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"- بتكفير الحكام المسلمين؛ وبما أن الأزهر الشريف هو الجهة المنوطة بإصدار الفتاوى والرد على الشاذ منها؛ تواصل "المرجع" مع الدكتور عبدالحليم منصور، وكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر؛ لتوضيح الموقف الشرعي الحقيقي من هذه الفتوى.

وفي ردِّه على سؤال "المرجع"؛ قال الدكتور عبدالحليم منصور: إن "هذه الفتوى ضالَّة، ولابد أن ينأى الإعلام عن نشرها، وما يماثلها من فتاوى"، مؤكدًا أن "الدولة تتبع الشريعة الإسلامية، وتعمل على تيسير فرائض الإسلام، ولا يُوجد أي دليل على الحكم بما لم يُنزل الله".

وأشار وكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إلى جهود الأزهر المتعددة لمحاربة الفكر المتطرف والأفكار الغريبة؛ كما يرصد الأزهر هذه الفتاوى ويردُّ عليها، باذلًا كل الجهود المادية والبشرية للقضاء على الفكر المتطرف.

وأوضح منصور، أن الشيوخ يعتمدون على التفسير الخاطئ للآيات القرآنية، ولابد أن يُسهم الإعلام في التأكيد على عدم الاهتمام بمثل هذه الفتاوى؛ حتى لا تُؤثِّر على المجتمع بشكل سلبي، وتبني جيلًا يمتلك فكرًا متطرفًا ليست له علاقة بالدين الإسلامي.

ولفت إلى دور الأزهر في مواجهة هذه الفتاوى المتطرفة، موضحًا أن مرصد الأزهر متخصص في الرد على الفتاوى الشاذة والمضللة، ونشرها بمختلف اللغات، مشيرًا إلى أن الأزهر يُعد المرجعية الدينية الأولى في العالم التي تنيره بالدين الصحيح؛ كما أن مرصد الأزهر يتابع الفتاوى الشاذة، والصفحات التي تنشرها ويرد عليها، في محاولة لمواجهة هذا الفكر المتشدد الذي لا ينشر سوى التطرف والإلحاد.

وقال وكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن الأزهر يردُّ عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" على استشهادهم بقوله تعالى: ".. وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" (المائدة : 44)، كدليل على كفر جميع حكومات الدول المسلمة، موضحًا أن من القائلين بهذا التفسير الخاطئ "سيد قطب".

"قطب" والتكفير

وجاء في كتاب "في ظلال القرآن" لسيد قطب: "ذلك أن الذين لا يحكمون بما أنزل الله يعلنون رفضهم لألوهية الله، ورفضهم لإفراد الله بهذه الألوهية، يعلنون الرفض بعملهم وواقعهم، ولو لم يعلنوه بأفواههم وألسنتهم، ولغة العمل والواقع أقوى وأكبر من الفمِّ واللسان"؛ بينما منهج أهل السنة هو أن كلمة الكفر تَرِدُ بقصد الكفر المُخرِج من الملة، وتَرِدُ بمعنى كفر دون كفر، أي أنه لا يُخرِج صاحبه عن ملة الإسلام.

وأشار منصور، إلى أنَّ مثال ذلك: "اثنتان في الناس هما بهم كفر، الطعن في الأنساب، والنياحة على الميت" رواه مسلم، و"سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر" رواه مسلم، و"لا ترجعوا بعدي كفارًا، يضرب بعضكم رقاب بعض" متفق عليه، وقد نص الإمام البخاري على هذا المصطلح "كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق"، في بعض عناوين أبواب الإيمان في صحيحه، مؤكدًا أن الآية هنا بمعنى كفر دون كفر.

جدير بالذكر، أن أحد المتابعين للشيخ مصطفى العدوي، سأله عبر صفحته بموقع "فيسبوك" في لقائه الأسبوعي للفتوى، في الثاني من مارس لعام 2018، عبر بث مباشر في تمام التاسعة والربع مساءً، قائلًا: "ما موقف الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله؟".

وكانت إجابة الشيخ عن السؤال، كما هو موضح بداية من الدقيقة 24 و36 ثانية إلى الدقيقة 25 و46 ثانية، بما يلي: "إذا كانوا جاحدين لحكم الله، أو يقولون حكمنا يساوي حكم الله، فهم كفار خارجون عن الإسلام.. وإن كانوا يقرُّون بأن حكم الله هو أفضل الأحكام؛ لكن قالوا نحن مستضعفون ينتقل حكمهم من الكفر إلى الكبائر، إلَّا إنْ عجزوا حقًّا عن تطبيق الشرع...".

وتابع: "... يعني، أقصد أن الحكم بغير ما أنزل الله لا بد فيه من التفصيل، إن قال: إنَّ حكمه يساوي أو أفضل من حكم الله يُكفَّر ويَخرُج من دين المسلمين؛ لكن إن قال حكم الله أفضل لكنني مكرهٌ أو مضطرٌ؛ فهذا لا يكون كافرًا، ويكون كفرًا دون كفر، وإذا تحقق الاضطرار قد يُعفى عنه؛ لكن كلٌّ له ملابساته الخاصة".

يُشار إلى أن عددًا من الشيوخ والفتاوى التي تتعلق بتكفير الحاكم يستندون إلى الآية: "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" (المائدة : 44)؛ كما كانت هذه الآية –أيضًا- هي التي اعتمد عليها المفسرون والأئمة في تكفير الحاكم.

وجاء في تفسير ابن عباس -رضي الله عنه- لقول الله -عز وجل- لهذه الآية، أن تحمله شهوته وهواه على الحكم في القضية بغير ما أنزل الله، مع اعتقاده أن حكم الله ورسوله هو الحق، واعترافه على نفسه بالخطأ ومجانبة الصواب، وهذا إن لم يخرجه كفره عن الملَّة؛ فإنه معصيةٌ عُظْمَى أكبر من الكبائر، كالزنى، وشرب الخمر، والسرقة، واليمين الغموس، وغيرها؛ فإن معصية سمَّاها اللهُ في كتابه كفرًا أعظم من معصية لم يسمِّها كُفْرًا.
"