يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

ثورة «البلوش».. المسمار الأخير في نعش «الملالي»

السبت 24/نوفمبر/2018 - 06:23 م
المرجع
علي رجب
طباعة

يُعاني «البلوش» السُّنة من الاضطهاد والتهميش وانتهاك حقوقهم؛ حيث بلغت نسبة الفقر نحو 75% بين أبنائهم في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية، وسط إهمال كبير من حكومة الملالي في طهران.

 

و«البلوش» إحدى كبرى القوميات التي تسكن بين باكستان وإيران وأفغانستان في إقليم «بلوشستان»، وتوجد كذلك القبائل البلوشية على سواحل الخليج العربي ويشكل البلوش 2% من إجمالى سكان إيران.

 


ثورة «البلوش».. المسمار
وأثار مقتل شخصين من البلوش بعد زرع الحرس الثوري الحدود الباكستانية الإيرانية بالألغام، في بلدة جالق التابعة لمدينة سراوان في محافظة سيستان وبلوشستان، غضب الأهالي؛ حيث أحرق المتظاهرون مبنى مجلس البلدة، الخميس الماضي.

 

وتداولت شبكات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يُظهر فيه  حرق مبنى مجلس البلدة، بعد تظاهرات غضب واسعة عمت المنطقة احتجاجًا على زرع الحرس الثوري المناطق الحدودية بالألغام.

 

وأعلنت حملة النشطاء البلوش، عن مقتل اثنين من المواطنين وإصابة آخر، في انفجار لغم في منطقة کلکان سراوان الحدودية هما: شاه حسين، ومواطن آخر بلوشي باكستاني، كما أُصيب «آصف»، بأضرار بالغة في قدمه.

 

وخلال العقود الأربعة الماضية، عمدت السلطات الإيرانية طمس هوية الشعب البلوشي؛ عن طريق فرض اللغة الفارسية في الوظائف المهمة والمكاتبات الحكومية، وفرض الثقافة الفارسية في كل مناطق الإقليم، إلا أن هذه المحاولات وهذا النهج قوبل بالرفض الكامل من قبل أبناء القومية البلوشية.

 

وخرج «البلوش» السُّنة، في تظاهرات واسعة، في مايو الماضي، ضد نظام المرشد الإيراني علي خامنئي؛ احتجاجًا على الإهانات التي تلحق بأبنائهم في الجامعات الإيرانية.

 

وتظاهر «البلوش» من أهالي مدينة زاهدان عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان في شرق إيران؛ احتجاجًا على إهانة أهل السُّنة، أبناء الشعب البلوشي في واحدة من الجامعات في المدينة، مرددين شعار: «لا تخافوا لا تخافوا نحن جميعًا معًا».

 

ثورة «البلوش».. المسمار
وعلى صعيد التهميش أيضًا يُعاني 75% من سكان مقاطعة سيستان وبلوشستان يعانون من سوء التغذية، وأوضاع صحية حرجة، بحسب، تصريحات «عليم يار محمدي»  في البرلمان الإيراني عن سيستان وبلوجستان.

 

وقال البرلمان الإيراني: إن سكان إقليم سيستان وبلوشستان يعانون من خللٍ في الأمن الغذائي؛ نتيجة لحالة الفقرة المرتفعة بين البلوش، مؤكدًا أن محافظة سيستان وبلوشستان تعاني من تلوث مياه الشرب، وغياب رغيف الخبز والمنتجات الغذائية التي تؤمِّن حياة كريمة لهم.

 

ولفت النائب الإيراني عن سيستان وبلوشستان، إلى أن نحو 350 ألف شخص ليس لديهم مياه شرب صحية، ولا شبكة صرف صحي قوية.

 

ويعتبر كثيرٌ من المراقبين أن هناك قمعًا ممنهجًا من قبل النظام الإيراني ضد البلوش السنة، وهذا ما أكدته الناشطة الحقوقية البلوشية «منيرة سليماني»، في مؤتمر الأقليات الإيرانية والذي عقد في جنيف مارس 2015، برعاية الأمم المتحدة، بالقول: «إن هذا الشعب –بلوشستاني- يتعرض للاضطهاد المركب؛ حيث لا يتمتع بحقوقه القومية ولا بحقوقه الدينية، ولا يحق لأبنائه الترشح للمناصب العليا كونهم من أهل السنة، وذلك لأن الدستور الإيراني يعتبر المذهب الشيعي هو المذهب الرسمي للدولة وبالتالي يتم إقصاء وتهميش السنة».

 

من جانبه أكد  الدكتور عارف الكعبي، رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة الشرعية لدولة الأحواز، أن سياسة الملالي قائمة على اضطهاد وتهميش الشعوب غير الفارسية من أجل استمرار حكمه ونظامه القمعي الديكتاتوري.

 

وأضاف  الكعبي، في تصريح خاص، لـ«المرجع» أن غالبية الشعوب غير الفارسية «البلوش والأكراد والأحوازيين والأذر» وغيرهم يعانون من تهميش منظم وممنهج من أجل استمرار معاناتهم ولصالح النظام الفارسي  القمعي.

 

وأوضح أن العام الأخير شهد ارتفاعًا كبيرًا في عمليات التظاهرات والاحتجاجات داخل بلوشستان والأحواز وكردستان إيران وأذربيجان إيران، ضد نظام الملالي، إضافة إلى ثورة عمالية وشعبية كبيرة داخل طهران والمدن الإيرانية نتيجةً للأوضاع الاقتصادية المتردية والصعبة التي جاءت نتيجة سياسية الملالي الخارجية القائمة على دعم الإرهاب؛ حيث أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن نظام خامئني أنفق 16 مليار دولار منذ 2012 على الجماعات الإرهابية في المنطقة، وهو ما يوضح أن هذا النظام قمعي توسعي ضد الإنسانية.

"