توصيات «أورومتوسطية» لمواجهة الإرهاب والتطرف
الأحد 18/نوفمبر/2018 - 06:40 م
علي رجب
الإرهاب لا يُهدد أنظمة حُكم محددة، ولكنه يُهدد مستقبل العالم، ويحطم كل الجهود التي تسعى لبناء السلام والمحبة والتسامح والتعايش المشترك...
بهذه الكلمات، أكد المشاركون في البرنامج التدريبي الذي تستضيفه منظمة «إيكو» اليونانية في العاصمة أثينا، بعنوان «مجابهة الإرهاب والتطرف العنيف»، والممول من الاتحاد الأوروبي، بمشاركة 7 دول أورومتوسطية من بينها مصر، أهمية أن تكون منظمات المجتمع المدني طرفًا فاعلًا، وبشكل قوي في الحرب على الإرهاب العابر للحدود والثقافات والأديان.
وتُمثل مؤسسة «ماعت» للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، مصر في فعاليات المؤتمر، إذ يؤكد أيمن عقيل، رئيس المؤسسة، أن مواجهة الإرهاب لا يمكن أن تتحقق دون مواجهة شاملة سياسيًّا واجتماعيًّا وأمنيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا، وكذلك حقوقيًّا.
وأوضح أن المجتمع الدولي لم ينجح في القضاء على الإرهاب أو حتى الحد منه، مرجعًا السبب في ذلك إلى اختلاط المصالح السياسية بالمواقف الأخلاقية، وعدم تبني خطط متقاربة بشكل شامل للقضاء على العنف والتطرف.
ولفت «عقيل» إلى أن العنف والإرهاب يعطل عملية الانتقال الديمقراطي السلمي في عدد من الدول التي شهدت انتفاضات وثورات شعبية؛ اعتراضًا على الفساد والظُلم وفشل السياسات الاقتصادية، معلنًا أن هناك دولًا بعينها تدعم الإرهاب والتطرف، وتوفر الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية والدعم التمويلي واللوجيستي والاستخباراتي والغطاء السياسي للجماعات الإرهابية، وضخَّت تلك الدول أموالًا هائلة في دعم الجماعات الإرهابية في دول كسوريا ومصر واليمن وليبيا.
وخاطبت «ماعت» شباب الأورومتوسطي، وطالبهم بألا يفقدوا الأمل في إدراك طريق السلام والقضاء على الإرهاب والتطرف من جذوره، وعليهم دائمًا تذكر مقولة المناضل السلمي الأشهر المهاتما غاندي: «يجب ألا تفقدوا الأمل في الإنسانية».
وفي هذا الإطار، أكدت هاجر عبدالمنصف، مديرة وحدة الشؤون الأفريقية بالمؤسسة، أنه بالرغم من وجود استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب منذ عام 2006، فإنها لم تنجح لا في وقف تلك العمليات الإرهابية أو حتى الحد من وقوعها، موصية بضرورة إلزام الحكومات بتبني سياسات فاعلة لمواجهة الإرهاب والتطرف، نظرًا لأن الاستراتيجيات الأممية الحالية لمكافحة الإرهاب توجه الدول نحو تبني سياسات لمكافحة الإرهاب بشكل طوعي، وهو ما أثبتت التجربة عدم فعاليتها بشكل قوي ومؤثر.
جدير بالذكر، أن المشاركين في هذا المؤتمر من 7 دول أورومتوسطية هي: إيطاليا، واليونان، والأردن، ومصر، وتونس، وإسبانيا، وتركيا، وتضمن المؤتمر حوارًا تفاعليًّا بين ممثلي هذه الدول من الشباب الأورومتوسطي، بهدف مشترك هو بناء السلام تحت شعار «اتحدوا من أجل السلام»؛ حيث نتج عن هذا الحوار التفاعلي عدة توصيات أجمع عليها المشاركون كالآتي: «تبني برنامج «شباب من أجل السلام» وتوجيه نداء للأمم المتحدة لتبني اتفاقية شاملة لمناهضة الإرهاب والتطرف، والحفاظ على دورية المؤتمر وتوسيع نطاقه، وإدانة كل أشكال الإرهاب والعنف والتطرف.





