ad a b
ad ad ad

مصر وطاجيكستان تتعاونان لمواجهة إرهاب «الإخوان والنهضة»

الخميس 02/أغسطس/2018 - 10:51 م
مؤتمر مصر وطاجيكستان
مؤتمر مصر وطاجيكستان
علي رجب
طباعة
خرج مؤتمر «مصر وطاجيكستان في مواجهة التنظيمات الإرهابية.. دراسة حالة الإخوان وحزب النهضة الطاجيكي»، بعدة توصيات لمواجهة إرهاب الإخوان في مصر وطاجيكستان، وأهمية المواجهة الفكرية إلى جانب المواجهة الأمنية، والتنسيق بين الدولتين في مواجهة الجماعات الإرهابية.
مصر وطاجيكستان تتعاونان
مواجهة الإرهاب
ودار المؤتمر الذي نظمه «مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية» بالتعاون مع «المجلس المصري للشؤون الخارجية» وبمشاركة «المنتدى المصري للإعلام» والصالون البحري، مساء أمس الأربعاء 1 أغسطس 2018، حول الإرهاب الذي تواجهه مصر وطاجيكستان؛ نظرًا لتشابه الظروف في كلتا الدولتين، من حيث وجود جماعة الإخوان، وحزب النهضة الطاجيكي، فكلاهما يعمل على محاولة هدم الدولتين.

وأكد البيان الختامي للمؤتمر، جهود الدولتين المصرية والطاجيكية في مواجهة التنظيمات الإرهابية، ممثلة في جماعة الإخوان في مصر، وحزب النهضة في طاجيكستان.

وتحدث في هذا المؤتمر عدد من الخبراء والمتخصصين في القضايا الأمنية بصفة عامة، وقضايا الإرهاب على وجه الخصوص، كما شارك في فعالياته عدة خبراء وباحثين معنيين بقضايا الإرهاب والأمن من ناحية، والمتخصصين في قضايا منطقة آسيا الوسطى من ناحية أخرى.

وأكد السفير عزت سعد، المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، أن المؤتمر يُقام بمناسبة مرور 25 عامًا على العلاقات المصرية الطاجيكستانية، ويؤكد علاقة مصر وطاجيكستان، وأن مصير البلدين واحد، في ظلِّ مواجهة إرهاب واحد، وهو إرهاب الإخوان في مصر، وحزب النهضة في طاجيكستان.

ومن جانبه، أكد اللواء أركان حرب طارق المهدي، رئيس المنتدى المصري للإعلام، أهمية التعاون بين مصر وطاجيكستان في مواجهة الإرهاب، مشددًا على أن هذا المؤتمر يوضح أهمية الإعلام في مواجهة الإرهاب.

وقال «المهدي»: إن «الحروب الفكرية والإعلامية لا تقل خطورة عن الحروب العسكرية»، مشددًا على أن جماعة الإخوان، كانت من أسس المشروع الأمريكي الجديد في المنطقة.

وأوضح رئيس المنتدى المصري للإعلام، أن الحرب على الإرهاب ستنتهي، لكن الأهم هو تفكيك بنية الإرهاب والقضاء على البيئة الحاضنة لهذه الأفكار المتطرفة؛ لإنقاذ المجتمع منها.

فيما اعتبرت الدكتورة دلال محمود، مدرس العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أن جماعة الإخوان في مصر، وحزب النهضة في طاجيكستان، هما متماثلان ومتشابهان، فالاثنان يحملان نفس التاريخ الإرهابي، فعندما سنحت لهما الفرص للعمل في النور والمشاركة في الحياة السياسية خططا من أجل السيطرة على الدولة، فكان الصدام مع الدولة ثم حظرها في مصر وطاجيكستان، بعد ارتكاب جرائم في حق الشعب.

وبدوره، أكد محمود دياب، الكاتب الصحفي والباحث في الشؤون الآسيوية، أن الجرائم الإرهابية التي ارتكبها حزب النهضة الطاجيكي خلال الحرب الأهلية (1992-1997) ثم الصدام مع الدولة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 2015، تُشير إلى سلوك الحزب الإرهابي، ومخططه للسيطرة على مقاليد الأمور في طاجيكستان عبر السلاح والرصاص.

وأضاف «دياب»، أن حزب النهضة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بقيادة التنظيم الدولي للإخوان، وهناك علاقات واسعة بين قيادات «النهضة»، والأب الروحي للإخوان يوسف القرضاوي، رئيس ما يُسمى بـ«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين».

وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور أحمد سامي عنتر، مدرس اللغة الفارسية بجامعة عين شمس، أن هناك علاقات قوية تربط حزب النهضة بإيران، إذ إن طهران تقدم التمويل والتدريب لعناصر الحزب على أراضيها؛ من أجل تنفيذ خططها التي تستهدف الدولة الطاجيكية.
مصر وطاجيكستان تتعاونان
رؤية مشتركة
وأكد المشاركون أهمية هذا المؤتمر كمنصة ضرورية لوضع توصيات عملية في هذا الشأن؛ تمهيدًا لرفعها إلى صانعي القرار في البلدين، نظرًا لما تضمنته الأوراق البحثية المقدمة من رؤى وأطروحات علمية وعملية، وما أضافته مداخلات الحضور من آراء ومقترحات أَثْرت تلك الرؤى والأطروحات.

وأكدت مناقشات المؤتمر أمرين مهمين، الأول أن ثمة فيضًا من التحديات والتهديدات التي تواجه البلدين، من التنظيمات الإرهابية التي تستمد استمرارية أعمالها العنيفة من منبع فكر «جماعة الإخوان».

والأمر الثاني، هو تأكد الرؤية المشتركة المصرية الطاجيكية في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وما ينبثق عنها من جماعات وأحزاب منتشرة على المستوى الدولي، ومدى الارتباط الفكري والأيديولوجي بين جماعة الإخوان في مصر، و«حزب النهضة في طاجيكستان»، اللذين يعدان تنظيمين إرهابيين.

خطر واحد
وأشارت الورقة المفاهيمية للمؤتمر إلى أن «الإرهاب لا دين له ولا وطن، خسيس لا يتردد في سفك الدماء» هذه من كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي، كثيرًا ما ترددت في خطبه ولقاءاته، وهي الكلمات ذاتها التي يرددها الرئيس الطاجيكي «إمام علي رحمان» في أكثر من محفل، إذ يؤكد أن الارهاب «لا علاقة بينه وبين الإسلام، وأن الإرهاب ليس له دين، أو مذهب، أو جنسية أو وطن».

ومن هذا المنطلق، تتأكد الرؤية المشتركة المصرية الطاجيكية في مواجهة التنظيمات الإرهابية وفروعها المنتشرة في مختلف ربوع المعمورة، إذ تحرص الدولتان أن تؤكد للعالم أجمع مدى الخطورة التي تُمثلها مثل هذه التنظيمات التي تتخذ مسميات مختلفة وشعارات متباينة، إلا أنها ذات رافد واحد ومرجعية واحدة، تتمثل في الفكر الإرهابي الذي سطره مؤسسو جماعة الإخوان التي تُحاول أن توسم نفسها بالإسلام، في حين أن الإسلام كدين وسطي يحارب كل القيم السلبية التي تؤمن بها هذه التنظيمات من تطرف وتشدد وعنف وقتل وإرهاب.

كما أن الحرب التي تخوضها البلدان ضد هذه التنظيمات ليست وليدة اليوم أو الأمس القريب، وإنما ترجع بجذورها إلى تسعينيات القرن المنصرم، فالكل يتذكر الحادث الإرهابي الشهير الذى وقع في محافظة الأقصر (جنوب مصر) عام 1997، والذي راح ضحيته أبرياء من السياح الأجانب ورجال الشرطة والمواطنين الأمنيين، والذى مَثَّل ذروة الأعمال الإرهابية التي واجهتها مصر فيما سبق.

وتزامنت المعركة التي خاضتها مصر ضد هذه التنظيمات مع ما واجهته طاجيكستان في أوائل التسعينيات أيضًا، عقب استقلالها مع تفكك المنظومة السوفييتية وانهيار الكتلة الشرقية، إذ خاضت طاجيكستان حربًا ضروسًا أيضًا ضد التنظيم الإرهابي الذي تَمثَّل في «حزب النهضة» الذي يُوسم هو الآخر نفسه بالإسلام، إذ وقعت أولى جرائمه في أبريل 1992 مع قيامه بعمليات خطف لمسؤولين حكوميين واحتجازهم كرهائن، وفتح السجون لتدخل الدولة فيما يُشبه حربًا أهلية استمرت حتى عام 1997، وراح ضحيتها ما يزيد على 150 ألف طاجيكي.

وأضافت الورقة، أن قوة الدولة وتماسك شعبها وتأييده لحكومته الشرعية في البلدين، أفشل كل محاولات هذه التنظيمات لزعزعة الاستقرار وتفكيك المجتمع وهدم الدولة كما كانت تحلم، إذ تمكنت الدولة بقبضتها القوية وبدعم مجتمعي من الوقوف في وجهه.
مصر وطاجيكستان تتعاونان
توصيات المؤتمر
وخلص المؤتمر إلى مجموعة من التوصيات، تمثلت في مقدمتها التأكيد على دور كل من مؤسسات التنشئة السياسية، وفي مقدمتها المدرسة والمسجد للقيام بدورها بالتعاون والتنسيق مع بقية مؤسسات الدولة وأجهزتها في مواجهة فكر تلك التنظيمات ومخاطرها.

والأمر الآخر هو التأكيد على دور الإعلام في دحض كل ما تقدمه هذه التنظيمات الإرهابية، من معلومات وفتاوى مغلوطة لأتباعها، مع العمل على تطوير محتوى الخطاب الإعلامي، وذلك على مستوى نوعية وشكل الرسائل الإعلامية الموجهة للجمهور، بما يُمثل حائط صد ضد أفكار وتوجهات تلك التنظيمات.

وأكدت توصيات المؤتمر تبادل الخبرات بين البلدين، وذلك من خلال تنظيم زيارات متبادلة للخبراء والمتخصصين والباحثين بمختلف المجالات ذات الصلة بمواجهة الإرهاب.

كما شددت التوصيات على ضرورة تنظيم فعاليات مشتركة، تشمل «مؤتمرات، ندوات، ورش عمل، حلقات نقاشية، موائد مستديرة»؛ لمناقشة مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين بوجه عام، وقضية الإرهاب وكيفية مواجهته على وجه الخصوص.

ولفتت إلى أهمية العمل المشترك بين الأجهزة المعنية بقضايا الإرهاب في البلدين، للعمل في سبيل إدراج جماعة الإخوان وحزب النهضة الطاجيكي، كتنظيمات إرهابية لدى مختلف الدول العربية والإسلامية، وكذلك لدى المنظمات العربية والإسلامية والعالمية.

وكذلك تنظيم مؤتمر موسع على مستوى الدول العربية والإسلامية؛ لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية، ويقترح في هذا الخصوص أن يتم خلال هذا العام تنظيم مؤتمر موسع يضم دول آسيا الوسطى وبعض الدول العربية، التي تعتبر «الإخوان» جماعة إرهابية؛ لوضع خريطة طريق في كيفية العمل على إدراج هذه التنظيمات ضمن قوائم الإرهاب.

وكذلك رفض التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول، وإدانة دعمها الدائم والمستمر للتنظيمات الإرهابية في مختلف الدول العربية والإسلامية، ومطالبتها باحترام سيادة الدول واستقلاليتها.

والتأكيد على تعزيز التعاون الأمني بين مصر وطاجيكستان لتعزيز جهودهما الثنائية في مواجهة التنظيمات الإرهابية.
"