ad a b
ad ad ad

«صوفيا تطرفت فجأة».. ألمانية تروي رحلة ابنتها لأحضان التشدد

السبت 10/نوفمبر/2018 - 11:02 م
المرجع
أحمد لملوم
طباعة

تتذكر مونيكا مولير، أحد أيام عام 2014، عندما قرع موظفو جهاز الاستخبارات الألمانية باب منزلها، ليخبروها أن ابنتها صوفيا، كانت تخطط للسفر إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.

«صوفيا تطرفت فجأة»..
وروت الأم تفاصيل كيف تطرفت ابنتها، المنتمية لعائلة كاثوليكية تقليدية في مقابلة مع موقع «دويتشه فيله» الألماني، بشرط إخفاء هويتها هي وابنتها وتغيير اسميهما، وكانت بداية انتباه الشرطة  لابنتها، عندما تتبعت الشرطة إشاعة حول أحد المساجد المحلية، وسفر عدد من المترددين عليه لسوريا والعراق للانضمام إلى تنظيم داعش، ومازالت الشرطة الألمانية تتابع نشاط الابنة، التي تركز على طفليها في الفترة الحالية.


وتشارك مونيكا، والتي تعمل طبيبة في ولاية رينانيا الشمالية ووستفاليا، منذ سنتين في مشروع لمنع تطرف الشبان وصغار السن، وتقول «يجب على الشباب أن يستخدموا ذهنهم، حتى لا يتم التأثير عليهم من أي أشخاص بفعل أشياء يمكن أن يتضرر منها الآخرون».


وحكت مونيكا لمحرر «دويتشه فيله» عن التغييرات التي حدثت لابنتها وكيف خلال مدة قصيرة، قامت بارتداء الحجاب ثم النقاب وبدأت تبحث على الإنترنت عن زوج، لا تربطها معه سوى الأفكار الدينية المتشددة.


واعتنقت الابنة، صوفيا والبالغة من العمر 24 عامًا حاليًا الإسلام، عقب صدمة فضلت الأم أن تصفها بـ«حدث صادم»، كانت تبلغ ابنتها في ذاك الوقت 16 عامًا، وبدأت تتردد على المسجد وتصاحب بنات من عائلات محافظة، وبعد نحو عام  قررت صوفيا ارتداء الحجاب، وقالت الأم «عقب ذلك بدأت الأمور تتطور أكثر؛ خاصة أن صوفيا كانت تدخل في نقاشات مع أخويها،  حتي وصل الأمر إلى أنها كانت تنعتنا بالكفر».


وفي أحد الأيام، تفاجأت العائلة أن ابنتهما غادرت المنزل واختفت، وتزوجت صوفيا من رجل تركي، إلا أن هذا الزواج لم يدم، كما تتذكر الأم قائلة:« الزوج لم يكن بالنسبة إليها تقيا بما يكفي، وعادت إلينا، واعتقدنا في البداية أن الأمر انتهى وأنها ستعود إلى رشدها، لكن ذلك لم يحصل».


«صوفيا تطرفت فجأة»..

وبدأت صوفيا البحث مرة أخرى في مواقع الزواج على الإنترنت عن زوج متدين، وغادرت المتزل مرة ثانية، وتحكي الأم أنه «بعد مرور أسابيع علمنا أنها في مونستر، حيث تعيش الآن، وتزوجت وتلبس النقاب».


وأصبحت العلاقة بين صوفيا والعائلة حاليًا أفضل، كما تقول الأم، إذ تتحدث معها يوميًّا بالهاتف وترسل لها أخبارًا عبر واتس آب. وتقوم الاثنتان بزيارات متبادلة.


 وفي نهاية المقابلة معها، تحدثت الأم عن أن ابنتها تتعرض لمضايقات في الأماكن العامة بسبب النقاب، «عايشت تعرض صوفيا لمضايقات من قبل بعض الأشخاص خلال سيرنا معا في الشارع».


وكانت ابنتها قد تحدثت معها في السابق، عن الانتقال إلى بلد عربي وتعلم اللغة العربية، لكن بسبب الأطفال لم يعد هذا موضوعًا مطروحًا «بنتي رأت أنه مهم أن يحصل أبناؤها على حياة جيدة في ألمانيا».


وترى مونيكا أنه كان عليها أخبار العالم قصتها، حتي تساهم ولو بقليل في مساعدة الناس في فهم كيف يمكن أن يتشدد شخص ما ويتحول من النقيض للنقيض في وقت قصير.

"