سلَّمَها زوجها إلى «داعش».. رحلة فرنسيَّة من الجهاد لـ«المؤبد»
الثلاثاء 17/أبريل/2018 - 11:01 م
صورة أرشيفية
شيماء حفظي
«جميلة» شابَّة فرنسيَّة من أصل جزائري، تبلغ من العمر 29 عامًا، تتحدث اللغة العربيَّة، وهي ربة منزل وُلدت عام 1989م، لكن الوضع آل بها إلى متهمة في قفص المحكمة، تُواجه عقوبة المؤبد؛ بتهمة الانضمام إلى تنظيم داعش.
أصدرت المحكمة الجنائية العراقية، الثلاثاء 17 أبريل 2018، حكمًا بالسجن المؤبد بحق الجهاديَّة الفرنسيَّة «جميلة بوطوطعو»، في جلسة محاكمتها، بعد إدانتها بالانتماء لـ«داعش».
وقالت جميلة، إن زوجها خدعها، وإنها لم تكن تعلم أنه جهادي، موضحةً: «كان زوجي مغني راب عندما تزوجنا، ولم أعرف أنه جهاديّ إلا عندما وصلنا إلى تركيا في رحلة سياحية لمدة أسبوع».
وأضافت جميلة، خلال محاكمتها التي تمت في العراق: «اتصل شخص يُدعى القرطبي بزوجي، وسمعتهما يتحدثان عن المغادرة إلى سوريا والعراق.. حبساني في قبو مع طفليَّ عبدالله وخديجة»، وفقًا لما نقلته «أ.ف.ب».
واستطردت: «قال لي زوجي لا أريد سماعك بعد الآن.. وأجبرني على البقاء في هذا القبو».
وبحسب ما نقلته الوكالة، قالت بوطوطعو -وهي تقف داخل قفص الاتهام الخشبي- إنها من أصل جزائري، «واعتنقتُ الإسلام بعد أن كنت مسيحيَّة، بعدما أقنعتني أم زوجي بارتداء الحجاب».
جميلة، فقدت ابنها عبدالله، الذي قُتِل في قصف القوات العراقية ضد الجهاديين، الذين استولوا على الموصل في 2014.
وخلال المحاكمة قالت: «قبل وفاة ابني عبدالله كنت أزن 122 كيلوجرامًا، اليوم وبسبب حزني، لا أزن سوى 47».
وردًّا على سؤال قاضي المحاكمة: هل أُرغمتِ على الانضمام إلى «داعش» مع زوجك محمد نصر الدين وطفليكما؟ قالت: «إنها فعلت ذلك رغمًا عن إرادتها»، وكررت قولها: «زوجي أجبرني»، متابعةً: «خلال الأشهر العشرة التي أمضيتها في العراق، لم أرَ زوجي الذي كان يقضي الوقت خارج المنزل».
وقالت، إن زوجها قُتِل في الموصل، و«قام جيراننا بنقلي مع طفلي إلى تلعفر؛ حيث سلمت نفسي مع جارتنا إلى قوات البشمركة الكردية، التي كانت منتشرة في مناطق واسعة في شمال محافظة نينوى؛ حيث تقع تلعفر».
ووفقًا لـ«أ.ف.ب»، احتجزت هذه السيدة بعد ذلك مع نساء أخريات وأطفال جهاديين في معسكر تلكيف.
وأضافت «جميلة» باكيةً: «كأنني قضيت عامين في السجن، عشرة أشهر لدى «داعش»، وبعد ذلك أكثر من عام في السجن»، مضيفةً: «كل ما أريد من حياتي هو رعاية ابنتي الصغيرة، وأن تعيش حياتها بشكل صحيح».
ومنذ يناير 2018، حُكِم على 97 امرأة بالإعدام، و185 بالسجن مدى الحياة، و15 بالسجن 3 سنوات، وامرأة بالسجن لمدة عام واحد، في قضايا الانتماء لتنظيم داعش، وفقًا لما نقلته الوكالة عن مصدر قضائي، موضحًا أن معظم المُدانات من تركيا ودول آسيوية وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، كما حكم على ألمانية بالإعدام.
وكان القضاء العراقي، في فبراير 2018، قد أصدر حكمًا بالسجن 7 أشهر على جهاديَّة فرنسية تُدعى ميلينا بوجدير (27 عامًا) بعد إدانتها بدخول العراق «بطريقة غير شرعية»، في حكم متساهل يتناقض مع التشدد ضد متهمي «داعش».
ويُستخدم قانون مكافحة الإرهاب لمقاضاة الذين لا يُشاركون في أعمال العنف، ولكن يُشتبه في أنهم ساعدوا «داعش»، وينص على عقوبة تصل إلى الإعدام؛ بتهمة الانتماء إلى جماعة جهاديَّة، حتى بالنسبة لغير المقاتلين.
واعتقلت القوات العراقيَّة نحو عشرين ألف شخص خلال الهجوم المُضاد، الذي خاضته القوات الأمنيَّة لطرد الجهاديين من مدن ومناطق متفرقة في البلاد.
ووفقًا لتحقيق استقصائي لـ«فرانس 24»، نشرته في فبراير 2018، تحت عنوان «جهاديات في الخفاء» فإن ثلث المجاهدين الذين غادروا من فرنسا إلى «داعش» من النساء.
ويأتي دور المرأة -وفقًا للتحقيق- منقسمًا إلى جزأين، إما أن تسافر إلى معقل التنظيم، وتتزوج من جهادي، وتُنجب أطفالًا يُصبحون جهاديين أيضًا، وإما أنها لا تستطيع السفر فيُمكنها «الاستشهاد» في فرنسا، خاصة بعدما بدأ تنظيم داعش تحويل النساء إلى مقاتلات، ينفذن عمليات مسلحة.





