ad a b
ad ad ad

الحدادية.. الفرقة السلفية الرمادية

الجمعة 20/يوليو/2018 - 07:12 م
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
إسلام محمد
طباعة

محمود أحمد الحداد، داعية سلفي ولد في طنطا بمحافظة الغربية فى دلتا مصر ، وسافر إلى الرياض بالمملكة العربية السعودية، وأمضى بها سبع سنوات، ثم رحل إلى المدينة المنورة، وزكاه بعض السلفيين بها، إلى أن انقلب عليهم، وتبنى منهجا بالغ التشدد في تصنيفهم، سمي "الحدادية".

حكم "الحداد" بخروج عدد كبير من السلفية عن قواعد المنهج السلفي، وعلى رأسهم، محمد ناصر الدين الألباني (عالم حديث سوري)، ما أثار لغطا كبيرا حوله ، هو ومن اتٌهم باتباع أفكاره، داخل المملكة السعودية وخارجها، مثل فالح نافع الحربي، الأكاديمي السابق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

الحدادية تأثرت بالمدرسة المدخلية (مذهب من مذاهب أهل السنة يقوم أساسها المنهجي على رفض الطائفية والفرقه والتحزب)، التي تنسب للأكاديمي السعودي، ربيع المدخلي، ويشدد رموزها في الإنكار على أي مخالف لهم في أية مسألة دينية، ويحكمون بخروجه من مسمى أهل السنة والجماعة، فينسبون المتهم إلى إحدى الفرق الفكرية المخالفة، لعقيدة السنة كالشيعة أو الخوارج أو غيرهما.

لكن الحدادية أكثر تطرفا في هذا الأمر، فانتقاداتهم تشمل الرموز التاريخية لأهل السنة والجماعة، والتي لم يجرؤ "المداخلة" على الطعن فيها بشكل صريح، كالإمامين يحيى بن شرف النووي، شارح صحيح مسلم، وابن حجر العسقلاني، شارح صحيح البخاري.

كما أنهم يدعون لحرق كتب من يختلفون معهم في الأمور الاجتهادية المتعلقة بالدين، ويشتد إنكارهم على "المداخلة" بسبب اتهامهم بالتساهل مع الخصوم، لذلك لا يفرق الكثيرون بين المدرستين ، ويعتبرون أن الجميع تضمهم المظلة المدخلية وإن اختلفت درجات تشددهم.

كما أنهم يشتركون في الأسس والمناهج التي ينطلقون منها، ويتبنون نفس وجهات النظر في معظم القضايا، فالموقف السلبي من "سيد قطب"(كاتب ومفكر وقيادى بجماعة الاخوان)، وجماعة الإخوان، ورفض كافة أشكال العمل السياسي والحزبي، والتركيز على مسألة طاعة ولي الأمر، أمور مشتركة فيما بينهم.

والذي يجمع بين المدرستين أنهما متهمتان بالتسرع في الحكم بالبدعة (أي الاتهام بمخالفة النهج السلفي الصحيح) على المخالفين، وإلزام الآخرين بتبني وجهات نظرهم، في حين يُنتقد "الحدادية " بأنهم يتبنون طريقة التسلسل في التبديع، فيبدعون شخصاً سلفياً، ثُمَّ يبدعون من لا يبدعه، ثُمَّ هذا الذي بدعوه بسبب الأول يبدعون من لا يبدعه-أيضاً- وهكذا، وفقا لما ذكره صاحب كتاب "النقولات السلفية في الرد على الطائفة الحدادية".

ويُلاحظ أن الحدادية لفظ شتم متبادل بين أعضاء المدرسة المدخلية، إذ يُنسب هذا اللقب لأشخاص يتبرأون منه، فعلى حد قول "المدخلي" نفسه على موقعه الرسمي: "جماعة يصفون أهل السنة أنهم حدادية وصفات الحدادية متوفرة فيهم؛ الغلوّ، الكذب، رد الحقّ"، ففي مصر مثلا يتبادل رمزان من رموز المداخلة التنابذ بلقب "الحدادية"، وهما هشام البيلي، ومحمد سعيد رسلان، وكذلك في ليبيا والجزائر وغيرها، لا يصف أحد نفسه بانه حدادي، في حين يستخدم جميعهم هذه التسمية في وصف المخالفين.

"