«إخوان تونس» تهرب من الأزمات بتشكيل «حكومة ائتلاف وطني»
دعت حركة «النهضة»، امتداد جماعة الإخوان الإرهابية بتونس، في مناورة سياسية جديدة، إلى تشكيل حكومة ائتلاف
وطني؛ لإيجاد مزيد من الحلفاء، لدعم الحركة بعد الأزمة التي تواجهها على خلفية
إعلان رئيس الجمهورية، الباجي السبسي، إنهاء التوافق مع «النهضة»، نهاية الشهر
الماضي.
وفي كلمة ألقاها راشد الغنوشي، رئيس الحركة، اليوم السبت، بدا أن «النهضة» تبحث عن توافقات جديدة. إذ تغير الموقف من الدعم المطلق لرئيس الحكومة، يوسف الشاهد، إلى طلب إجراء تغيير وزاري جزئي، فيما سماه بـ«حكومة ائتلاف وطني»؛ كعُرف متبع في الإخوان كلما واجهوا أزمات يمكن أن تطيح بهم من السلطة.
مناورة معتادة
ولفت «الغنوشي» خلال الندوة السنوية الثانية لـ«النهضة» إلى أن الحركة
حريصة على العلاقات مع رئيس الجمهورية، حتى إن تباينت المواقف واختلفت الرؤى،
قائلًا: «ستكون علاقات حركة النهضة مفتوحة أمام كل الصيغ الممكنة للعمل المشترك
للمساعدة على بناء حالة وطنية مستقرة».
يمكن تفسير تحولات موقف «النهضة»، بالرجوع إلى تأثر الحركة بقرار اندماج
حزبي «الاتحاد الوطني الحر» في «نداء تونس»، الذي يرأسه حافظ باجي السبسي، نجل
رئيس الجمهورية، إذ أعادت تلك الخطوة التوازنات السياسية في البلاد، لا
سيما أن التحالف الجديد ضمن صعود كتلة «نداء تونس» في البرلمان،
إلى المرتبة الثانية بـ50 نائبًا، خلف كتلة «النهضة» التي تضم 68 نائبًا، في حين
تقلص عدد نواب كتلة «الائتلاف الوطني» الداعمة لـ«الشاهد» إلى 39 نائبًا.
للمزيد:
وفي معرض حديثه عن استعداد «النهضة» للتحالف مع الأطراف كافة، والاتهامات الأخيرة بتكوين «نظام عسكري»، قال إن الحركة تخلت عن العمل السري منذ عام 1986، لافتًا إلى أن الأطراف التي تتهم «النهضة» بالضلوع في اغتيال معارضين، يحاولون تشويه الحركة وتقليب الرأي العام ضدها.
للمزيد:
«قتال الدراجات
النارية».. وثيقة جديدة تفضح إخوان تونس
رفض أولي
في رد فعلي مبدئي على مبادرة «النهضة»، رفض النائب البرلماني، غازي
الشواشي، الأمين العام لحزب «التيار الديمقراطي»، توقيت دعوة الحركة لحكومة ائتلاف
وطني؛ معللًا ذلك بأنها النهضة أدركت جيدًا _بعد إعلان الرئيس القطيعة
معها_ أنه ليس من مصلحتها في هذه الفترة أن تكون القوة الوحيدة الداعمة
للحكومة الحالية.
وأضاف في
تصريح صحفي، اليوم السبت، أن النهضة تسعى إلى توريط أكبر عدد ممكن من الأحزاب
للمشاركة في تشكيل حكومي جديد، والتخلص من مسسؤولية تداعيات الفشل الراهن، عبر
توزيعه على بقية الأحزاب، مبيّنًا أن المعارضة تنظر إلى هذه المناورة التي تأتي في
الربع ساعة الأخيرة من الأزمة الحكومية، على أنها مكشوفة، وبالتالي لن تسقط في
فخها؛ حيث لن تكون طرفًا في أي تشكيل حكومي جديد.
هل ترضخ المعارضة؟
في ظل حديث الصحافة التونسية عن عزلة سياسية تعيشها «النهضة» بعد الأزمات المتلاحقة، وردّ تباين موقف الحركة إلى رغبتها في كسر تلك العزلة، يقول سامح عيد، الباحث في شؤون الحركات الإسلاموية، إن «الغنوشي» يناور من جديد؛ تخوفًا من أن تلقى الحركة نفس مصير الإخوان في مصر.
للمزيد:
«النداء
الجديد» في تونس.. هل يهدد تحالف «الشاهد» و«الغنوشي»؟





