ad a b
ad ad ad

الإرهاب الداعشي يحول «المساجد» لساحة حرب

الأربعاء 24/أكتوبر/2018 - 11:21 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

تتمتع المساجد بالحماية في أزمنة الحروب؛ إلا أن هذه القاعدة تبدلت أثناء العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش؛ حيث أصبح قصفها هو السبيل الوحيد للقضاء على أعضاء التنظيم المتحصنين بها، وذلك لأن هؤلاء الإرهابيين لم يكتفوا بتفجير المساجد، بل حولها إلى ثكنة عسكرية.

ويختلف استخدام داعش للمساجد، بحسب الفائدة؛ فإذا كان المسجد في دولة أوروبية أو منطقة ليس للتنظيم فيها أتباع، فإنهم يستخدمونه كوسيلة يروجون من خلالها إلى أفكارهم، وبالتالي يستقطبون مقاتلين جدد، أما إذا كان في مدينة بها معارضين لهم فإنهم يستهدفونه ويقتلون المصلين فيه.


الإرهاب الداعشي يحول

وفي دراسة بعنوان «الأساليب الإقناعية لتنظيم داعش في تجنيد الأفراد»، يقول الدكتور أحمد عبدالمجيد، الأستاذ المساعد بجامعة بغداد: «إن تنظيم داعش يستخدم الخطباء وأئمة المسـاجد وأساتذة الجماعات لتوريط المجندين وتعليمهم طرق الانتماء إليه، من خلال الخطب والمحاضرات والنشاطات العقائدية».

وقبل نحو عام من الآن، استهدف التنظيم مسجدًا في منطقة بئر العبد بالرويضة في سيناء المصرية، في حادث وصف حينها بأنه تحول في فكر داعش مع المساجد التي هي من المفترض خارج إطار مناطق الحرب.

وخلال الأيام الماضية، بدأت قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، شن غارات ضد عناصر وقيادات تنظيم داعش كانوا متحصنين في مساجد.

وعلى الرغم من أن قانون الحرب البرية (قوانين معترف بها دوليًا تُنظم سير الحرب) يتطلب من المقاتلين حماية المباني الدينية والأضرحة وغيرها من الأماكن المقدسة، فإن القوات الأمريكية ترى أن أي مساجد يختارها داعش «عمدًا» كمركز للقيادة والتحكم، تصبح فاقدة للوضع القانوني الموجب لحمايتها.

للمزيد.. منابر التطرف.. دور أئمة المساجد في تجنيد المصلين لصالح «داعش»


الإرهاب الداعشي يحول

وقال المتحدث باسم البنتاجون، الكولونيل روب مانينج، في تصريحات صحفية: «إن القوات شنت هجومين على داعش في أسبوع؛ حيث ينتهك سوء استخدام التنظيم للمسجد قانون حرب الأرض وجعل هذه المساجد أهدافًا عسكرية».

وأضاف «ماينيج»، «لقد جعلتنا مراقبتنا المتعمقة لداعش، مدركين متى يوجد مقاتلي التنظيم فقط.. نحن نجري تحقيقات في جميع المزاعم ذات المصداقية بشأن سقوط ضحايا مدنيين»، مؤكدًا «داعش وحشي، وبالتأكيد ليس لديهم مشكلة على الإطلاق في تعريض المدنيين للخطر، كما أنهم يعرضون للخطر الأهداف المحمية بموجب قانون حرب الأرض».

ووفقًا لبيان التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب، فإنه نفذ هجومًا في 18 أكتوبر الجاري، في السوسة بسوريا، قتل خلاله 12 من مقاتلي داعش عن طريق ضربة جوية على مسجد، مشيرًا إلى أن التنظيم الإرهابي «خطط مرارًا وتكرارًا لتنسيق الهجمات، على قوات التحالف وحلفائها السوريين المحليين من ذلك الموقع».

كما شن التحالف هجومًا آخر الإثنين الماضي، وهو الهجوم الذي دمر العديد من المباني التي يستخدمها تنظيم داعش في شن هجمات ضد شركاء القوى الديمقراطية السورية في السوسة بسوريا.

وأكد التحالف أن «سوء استغلال داعش للمسجد، هو مثال آخر على خرق التنظيم لقانون الحرب وجعل المسجد هدفًا عسكريًّا سليمًا».

وقال الكولونيل شون ريان، المتحدث باسم التحالف، في تصريحات لشبكة «سي إن إن»: «إن إحدى تلك المنشآت التي استخدمها داعش كان مسجدًا، وكان يستخدم كموقع دفاعي محارب ومركز قيادة»، مضيفًا أن «الضربة التي استهدفت الموقع الداعشي، أسفرت عن مقتل إرهابيين كانوا يطلقون النار بنشاط على قوات التحالف الشريكة».

وأكد «ريان»، أنه «بعد المراقبة للحد من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون، استهدفت ضربات قوات التحالف بدقة تدمير المباني التي تم استخدامها من قبل إرهابيي داعش كمراكز قيادة ومواقع مقاتلة، وذلك عندما كان مقاتلوهم فقط موجودين».

ونفذت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة مئات الهجمات ضد أهداف لداعش في سوريا، في مساعٍ لطرد عناصر التنظيم الإرهابي من معقلهم الأخير المتبقي شرق نهر الفرات.

وقدر التحالف أن أكثر من 1000 مدني قد قتلوا بسبب تلك الهجمات منذ بدء الحرب ضد داعش في عام 2014، ومع ذلك، تعتقد جماعات المراقبة الخارجية أن هذا الرقم أقل من الحقيقة.

الكلمات المفتاحية

"