ad a b
ad ad ad

بلجيكا تسحب الجنسية من «فؤاد بلقاسم» لتأسيسه تنظيمًا إرهابيًّا

الثلاثاء 23/أكتوبر/2018 - 03:33 م
فؤاد بلقاسم
فؤاد بلقاسم
أحمد لملوم
طباعة
قررت محكمة الاستئناف في مدينة أنفرس البلجيكية، سحب الجنسية من فؤاد بلقاسم، زعيم تنظيم «الشريعة من أجل بلجيكا»، معللة حكمها بأن ما صدر منه من أفعال تضرر منها المجتمع البلجيكي، جعلت منه شخصًا غير جدير بالجنسية.


بلجيكا تسحب الجنسية
وسيعامل بلقاسم، ذو الأصول المغربية، من الآن وصاعدًا من قبل الحكومة البلجيكية، كشخص أجنبي يتنظر قضاءه مدة حكمه، ثم يتم ترحليه لبلده الأم؛ إذ أقرت السلطات البلجيكية سلسلة من العقوبات والإجراءات القانونية بحق المتورطين بجرائم وأنشطة متصلة بالإرهاب، عقب هجمات بروكسل عام 2016، من بينها سحب الجنسية البلجيكية ممن يحملون جنسيات أخرى.

 وفي رسالة نقلها محاميه الشهر الماضي، قال فؤاد بلقاسم، الذي يقضي عقوبة السجن لمدة 12 عامًا بتهمة تأسيس تنظيم إرهابي، «إنه يشعر بالندم على ما فعل، وإنه قد تخطى كل الحدود في أفعاله، ويتمنى عدم الترحيل من بلجيكا».



بلقاسم
بلقاسم
من هو بلقاسم؟

ولد بلقاسم، الذي يتميز بكاريزما مكنته من إقناع عشرات الشباب بترك بلجيكا والذهاب للمحاربة مع تنظيم داعش في سوريا والعراق، في مدينة رمست البلجيكية عام 1982، لأم تعمل مترجمة، وأب يعمل في تجارة السيارات، وأعلن والده إسلامه عام 2003؛ ما دفع الابن للذهاب إلى المغرب بلد أبيه؛ حيث بقي هناك لبعض الوقت، وعمل سائقًا مهنيًّا، ثم تزوج بفتاة مغربية، وأنجب منها طفلًا سمّاه عمران.

وخلال إقامته في المغرب، انضم إلى فرقة موسيقية أصبح مديرها فيما بعد، وفي عام 2005 عاد إلى بلجيكا ليفتتح مع أخيه الأكبر شركة تجارة سيارات لم يقدر لها النجاح، وأعلنا إفلاسهما عام 2010، وبين عام 2004 و2007 قبض على «بلقاسم» في قضايا تزوير وبيع سيارات غير مرخصة.

وفي مارس 2010، بعدما التقى بمتشدد بريطاني يدعى أنجيم شودري، أسس تنظيمًا سلفيًّا يدعو لتطبيق الشرعية في بلجيكا سماه «الشريعة من أجل بلجيكا»، وكان هو زعيمه والأب الروحي له والمتحدث باسمه.

وحكم على بلقاسم بالسجن لمدة سنتين في مايو 2012، عندما وجهت له محكمة بلجيكية تُهمًا بالحث على الكراهية والعنف تجاه غير المسلمين، فقام بنقض ذلك الحكم فيما بعد، إلا أنه قبض عليه في اشتباكات متعلقة بتطبيق قانون بلجيكي يمنع ارتداء النساء النقاب في الأماكن العامة، وقضى 6 أشهر في السجن.


وكانت القضية الكبرى التي دفعت باسمه ليتصدر عناوين الصحف البلجيكية والأوروبية، قضية تجنيد عشرات الشباب وحثهم للذهاب إلى سوريا للانضمام إلى «داعش»؛ إذ قالت السلطات البلجيكية: «إن نحو 10 بالمائة من البلجيكيين الذين سافروا إلى سوريا كانوا على علاقة بتنظيم (الشريعة من أجل بلجيكا)».

ووصفت أم الشابة البلجيكية، نورا فيرهوفن، التي سافرت إلى سوريا، فؤاد بلقاسم الشخص المسؤول عن استدراج ابنتها بـ«الوحش»، ووالد شاب آخر جنده بلقاسم، قال بعد لقاء معه: «لم أقابل في حياتي شخصًا يتمتع بكاريزما مماثلة، وفائق الذكاء، كان الأمر أشبه بكون الشيطان يجلس إلى طاولتي».

وفي يناير 2016، قضت محكمة بلجيكية على بلقاسم بالسجن 12 عامًا، بتهمة قيادة تنظيم إرهابي، وتجنيد شباب للانضمام إلى «ـداعش»، وقال القاضي متحدثًا إلى بلقاسم أثناء المحاكمة: «لقد كنت مسؤولًا عن زرع أفكار متطرفة في عقول شباب صغار، أفكار لا مكان لها في مجتمع ديمقراطي».
"