ad a b
ad ad ad

«المواجهة بالفكر».. استراتيجية موريتانية لعلاج سموم «الإخوان»

السبت 20/أكتوبر/2018 - 02:35 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

لم تمر كلمة الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبدالعزيز، بشأن احتمالية اتخاذ إجراء تجاه حزب «التجمع الوطني للإصلاح والتنمية»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في موريتانيا، مرورًا يسيرًا على قيادات الجماعة؛ إذ شكّلت بداية جديدة في التعاطي مع الإخوان، ومواجهة الأحلام التوسعية للحزب.

التاريخ من بعد 20 سبتمبر الماضي، شهد لطمات متوالية لإخوان موريتانيا؛ إذ تلى حديث الرئيس في هذا اليوم، إجراءات عدة: أولها سحب ترخيص مركز «تكوين العلماء» الموالي للجماعة، ويديره حمد الحسن ولد الددو، وبعده قررت الحكومة الموريتانية إغلاق جامعة «عبدالله بن ياسين» التابعة للإخوان.


للمزيد:


بعد إغلاق «تكوين العلماء».. صفعة جديدة لـ «إخوان موريتانيا»


«تكوين العلماء».. منبر «إخواني» لنشر التطرف بموريتانيا

«المواجهة بالفكر»..
المواجهة بالفكر
انتهجت الحكومة استراتيجية جديدة للقضاء على أفكار الإخوان، والتوعية بمخاطر سياستهم، من خلال إقامة ندوات يحاضر فيها قادة الرأي العرب ومثقفون موريتانيون، كخطوة في مواجهة الإخوان بالفكر، لاسيَّما أن قيادات الحزب المعروف اختصارًا بـ«تواصل»، يروجون إجراءات الحكومة بإغلاق وسحب تراخيص المراكز التابعة لهم بـ«الحرب على الإسلام».

قبل يومين، نظمت مؤسسة «الموريتانية للنشر» ندوة تحت عنوان: «الحركات الباطنية وخطرها على الإسلام»؛ لإيضاح مخالفة الإخوان ودعاة الفكر الباطني (السري) للمنهج الإسلامي، وتورطهم في إراقة دماء الأبرياء في العالم.

بدوره، أكد الدكتور إسحاق الكنتي، المستشار السابق للرئيس الموريتاني والأمين العام المساعد للحكومة، أن التنظيم الدولي للإخوان يُعد حركة باطنية، وهو من الحركات المعادية للدين في بساطته وشعبيته وجانبه التعبّدي.

ولفت خلال كملته بالندوة، إلى أن الإخوان والجماعات الإرهابية الأخرى، تعتمد في منهجها على تكوين تنظيمات سرية عسكرية، تستعين بها لتنفيذ الاغتيالات ضد خصومها، مستعينًا بالتاريخ الأسود للإخوان في مصر، حينما اغتالوا الضباط والقضاة ورؤساء الوزرات، مستشهدًا بمقولات لمرشد الإخوان «إنهم يتعبدون الله بهذه الأفعال».

وقال محمد المختار ولد سيدي أحمد، مستشار وزير الثقافة الموريتاني: إن الحكومة الموريتانية ماضية في خطة محاربة التطرف بجميع أشكاله ضمن برنامج حكومي، وصفها بأنها تعليمات واضحة من السلطات العليا في البلاد.


كما اعتبر الدكتور شكري بنوري، المفكر التونسي، ورئيس الدراسات الشرقية في جامعة «رين» الفرنسية، أن هذه الحركات الباطنية تشترك في المنهج والهدف ذاته بما فيها حركة الإخوان وكل الحركات المتطرفة الأخرى، التي تغير فقط التسميات في كل مرة مع بقاء المنهج المتطرف نفسه، محذرًا من انتشار هذه الحركات وخطرها على الدين.
«المواجهة بالفكر»..
المواجهة الأمنية
قال الدكتور عبدالمقصود باشا، أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: إن المواجهة الأمنية وحدها غير كافية لعلاج سموم الإخوان، لكن الدول التي تريد اقتلاع هذه الجماعة، عليها أن تُواجهها بالفكر، موضحًا أن منهج الإخوان لا يتفق مع الدين الإسلامي، وتفكير عناصرها إرهابي يسعى لهدم الدول.

وأكد لـ«المرجع»، أن الإخوان يهدمون الدول التي لا تسمح بوجودهم، ويسعون إلى الحفاظ على وجودهم من خلال تجنيد عناصر جديدة من الشعب؛ لذلك فإن التوعية بمخاطرهم تحصن الشباب من الانضمام إليها أو طاعتها فيما يُطلب منهم تنفيذه.
"