ad a b
ad ad ad

الكراهية ضد المسلمين في أوروبا.. جرائم عنف بمعدلات غير مسبوقة

الأربعاء 17/أكتوبر/2018 - 02:10 م
المرجع
أحمد لملوم
طباعة
عانت دول أوروبا كغيرها من دول العالم من همجية ووحشية الإرهاب، واكتوت بنيرانه التي أشعلتها التنظيمات الإرهابية في عواصم القارة العجوز، إلا أن بعض مواطنيها -المغلوطة لديهم الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين- قرروا معاقبة الإرهابيين المجرمين في صورة كل ما هو مسلم، فراحوا يضطهدون المسلمين ومنشآتهم، وكل ما يمت إليهم بصلة، تُحَرِّكهم دوافع الكراهية ونيران الإسلاموفوبيا، متجاهلين قيم التعايش والسلام المجتمعي.

فأصدرت وزارة الداخلية البريطانية يوم الثلاثاء الموافق 16 أكتوبر، إحصائية عن جرائم الكراهية ضد الأشخاص بسبب معتقداتهم الدينية، ومقارنة بالعام الماضي، تشهد تلك الجرائم ارتفاعًا قياسيًّا بزيادة 40 في المائة، حيث بلغت نسبتها نحو 52 في المائة.
 سلمان العبيدي
سلمان العبيدي
وشهدت بريطانيا في الفترة من أبريل عام 2017 حتى مارس العام الحالي 94098 بلاغًا عن وقوع جريمة كراهية، وتضاعف عددها منذ عام 2012، الذي شهد تسجيل نحو 42255 بلاغًا؛ وزادت في بريطانيا عقب عملية التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست) والعمليات الإرهابية التي نفذها متشددون إسلامويون.

وقُتل نحو 70 بريطانيًّا في هجمات إرهابية تبناها تنظيم داعش الإرهابي منذ عام 2014، كان أسوأ هذه الهجمات ما وقع في مدينة مانشستر، والذي خلَّف 22 قتيلًا و59 جريحًا، إثر استهداف شاب من أصول ليبية يُدعى سلمان العبيدي لأطفال وشباب، في نهاية حفل للمغنية الأمريكية أريانا جراندي.


ومنذ هجمات يوم 11 من سبتمبر 2001، اجتاحت موجة من الكراهية ضد المسلمين (الإسلاموفوبيا) الغرب بصفة عامة، محفزة من جماعات اليمين المتطرف؛ من أجل تحقيق مكاسب على الخصوم السياسيين.

وفي مايو الماضي، حُكم على زعيم جماعة «بريطانيا أولًا» اليمينية المتطرفة، بول غولدينج ذي الـ36 عامًا، ونائبته جايدا فرانسين، بالسجن لمدة 9 أشهر بعد إدانته بتهمة التحرش، وتصوير مسلمين، ونشرها على موقع الجماعة الإلكتروني.
مريم بوجيتو، رئيسة
مريم بوجيتو، رئيسة الاتحاد الوطني لطلاب فرنسا
فرنسا
تزايدت وتيرة العداء للإسلام عقب الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا خلال الأعوام السابقة، لاسيما على مقرِّ صحيفة شارلي إيبدو، ونشرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية تقريرًا حول تنامي ظاهرة الكراهية ضد المسلمين في المجتمع الفرنسي، مشيرًا إلى زيادة الاعتداءات بشكل كبير هذا العام؛ إذ تلقت السلطات بلاغات قُدرت بنحو 72 بلاغًا، ارتفاعًا من 67 في عام 2017.

وأثارت تعليقات لوزير الداخلية الفرنسي، جيرار كولومب حول ظهور طالبة في جامعة السوربون بالحجاب في لقاء تلفزيوني، صدمة بين أعضاء الجالية الإسلامية في فرنسا، واعتبرها الكثير منهم أنها تأتي ضمن موجة عداوة المسلمين (الإسلاموفوبيا)، التي يعاني منها أبناء الجالية.

ودافعت مريم بوجيتو، رئيسة الاتحاد الوطني لطلاب فرنسا (اليوناف) بجامعة سوربون في حوار مع موقع «بيزفيد نيوز» الأمريكي، عن ظهورها بالمقابلة التلفزيونية مرتدية الحجاب قائلة: «ارتدائي للحجاب لا يتسم بأي بُعد سياسي، فهذا إيماني، أجد نفسي اليوم مضطرة لتبرير اختياري».

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أدلى بتصريحات، أبريل الماضي، أعرب فيها عن احترامه للمرأة المحجبة، كما تحدث عن مكانة الإسلام المتزايدة في فرنسا، واعتبر كثيرون تصريحات ماكرون جاءت كمواجهة لظاهرة الإسلاموفوبيا في فرنسا.

كما ألقت الشرطة الفرنسية يوليو الماضي، القبض على أعضاء خلية يمينية متطرفة أطلقوا عليها اسم «حركة القوات الفاعلة»، كانوا يخططون لشنِّ اعتداءات ضد مسلمين في البلاد، وعثر بحوزتهم على بنادق ومسدسات وقنابل يدوية محلية، وقال مصدر أمني  لوكالة فرانس برس: إن المتهمين «كان لديهم مشروع هجوم ملامحه غير محددة في هذه المرحلة، إلا أنه يستهدف مسلمين».

 أيمن مزيك، رئيس
أيمن مزيك، رئيس المجلس المركزي للمسلمين
ألمانيا
في ألمانيا، البلد الذي استقبل مئات الآلاف من اللاجئين أصبح العداء للمسلمين فيه ملحوظًا بشكل كبير، فقد قالت صحيفة شبيجل الألمانية: إن السلطات في برلين وثقت 950 هجومًا ضد المسلمين ومنشآت تابعة لهم كالمساجد خلال العام الماضي 2017.

وكشفت صحيفة «نويه أوسنابروكنر تسايتونج»، نقلًا عن بيانات قدمتها وزارة الداخلية الألمانية لمشرعين، أن 33 شخصًا أصيبوا في الهجمات، التي كان 60 منها موجهًا ضد مساجد، ونفذ بعضها بدماء الخنازير (الحيوان المحرم أكله عند المسلمين).

وقالت الشرطة الألمانية: إن جميع مرتكبي الهجمات ضد المسلمين هم من المتطرفين اليمينيين، وكان أيمن مزيك، رئيس المجلس المركزي للمسلمين، قد أكد حقيقة تزايد العداء للمسلمين في أوروبا، قائلًا: إن عدد الهجمات على الأرجح أعلى بكثير من المعلن عنه في ألمانيا وباقي الدول الأوروبية؛ بسبب عدم تقديم الضحايا بلاغات في أحيانٍ كثيرة».

وأشار تقرير صادر من الحكومة الألمانية عام 2017، إلى أن الربع الثاني من العام المنصرم كان الأكثر عنفًا تجاه المسلمين، وتأخذ هجمات الكراهية أشكالًا عدة، أبرزها السباب، وخُطب التهديد، وهجمات ضد المحجبات.

وتقوم حركة «بيجيدا» اليمينية المتطرفة أبرز الحركات المناهضة للمسلمين، بالمطالبة صراحة بطرد المسلمين والمهاجرين من بلادهم، ويرفع المشاركون في المظاهرات التي تنظمها شعار «عودوا إلى حيث جئتم».
"