هل تتخلى طهران عن «الحوثي» تحت ضغط العقوبات الأمريكية؟
ويراهن البيت الأبيض على أن العقوبات ستأتي بساسة طهران إلى مائدة المفاوضات مكرهين، كما صرح بذلك الرئيس الأمريكي، وحينها من المفترض أن يُجرى إعادة التفاوض بين البلدين، حول القضايا الخلافية، ومن أبرزها التدخلات الإيرانية في الدول العربية، والأذرع الإيرانية التخريبية، والتي سبق لوزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن عرض على نظام الملالي التخلي عنها، في يونيو الماضي، كحلٍّ أخير لمنع تطبيق العقوبات، وهو ما رفضته طهران، ففرضت واشنطن عليها الحزمة الأولى من العقوبات في أغسطس الماضي.
وقد حاول قادة نظام الملالي أن يعرضوا بعض التنازلات الخجولة في الملفات الإقليمية التي تحدث عنها بومبيو، وعلى رأسها الملف اليمني، حيث أعلن مساعد وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، رفض مطالب واشنطن المتعلقة بتصنيع الصواريخ الباليستية، لكنه أبدى استعداده للتفاوض بشأن الوضع في اليمن فقط، لكن المناورة الإيرانية قوبلت بتجاهل امريكي.
من جهته، قال الدكتور خالد يايموت، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالمغرب، وعضو مجلس خبراء «المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية»، إنه من الصعب حاليًّا القول إن الحوثي أصبح ورقة خاسرة من منظور إيراني، رغم الهزائم التي ألمت به في الفترة الأخيرة، مبينًا أن جماعة الحوثيين مرتكز لبناء النفوذ وإعادة تموقع قادته طهران داخل اليمن بنجاح حتى اليوم.
وأضاف في تصريحات لـ«المرجع» أن ايران تعتبر الحوثي جزءًا من استراتيجية «تشبيك التحالف» مع الجماعات فوق الوطنية، فالحوثي وحزب الله ليست تنظيمات وطنية وحسب بل جماعات عسكرية ذات بعد عقدي يجعل من التنظيمات وإيران في شراكة استراتيجية وجودية.
وأشار يايموت إلى أن هذا لا يعني أن الطرفين -إيران والحوثي- لا يخضعان لمتغيرات الواقع الدولي، فالبراغماتية جزء أصيل في العقيدة السياسية لكل من الحوثيين وإيران، لكن عمومًا القول بتخلي إيران عن الحوثي أمر مستبعد، خاصة أن الجماعة حققت مكاسب مهمة باليمن صبت في المصالح الاستراتيجية الإيرانية إقليميًّا ودوليًّا.





