ad a b
ad ad ad

«إعادة تأهيل الفصائل».. وسيلة سورية جديدة لتجفيف منابع الإرهاب بـ«إدلب»

الأحد 14/أكتوبر/2018 - 12:53 م
المرجع
آية عز
طباعة

«إعادة تأهيل بعض الشرائح التي كانت في حاضنة الفوضى والإرهاب»، كانت هذه الجملة هي القرار الذي اتخذه الرئيس السوري بشار الأسد في اجتماع اللجنة المركزية لحزب «البعث العربي الاشتراكي» يوم الأحد الماضي الموافق 7 أكتوبر 2018؛ حيث أكد أن إعادة تأهيل الجماعات الإرهابية التائبة «فصائل التسوية» في سوريا هي معركته القادمة لتطهير البلاد من الإرهاب، مشيرًا إلى أنه لا يرد أن تكون الجماعات والعناصر الإرهابية التائبة ثغرةً يتم استهداف سوريا من خلالها في المستقبل، وأن الاتفاق الروسي التركي بشأن إدلب مؤقت، مشيرًا إلى أن النظام حقق مكاسب كبيرة منه وأن إدلب قريبًا ستعود لسيطرة الحكومة.

 

بشار الأسد
بشار الأسد
وبحسب تعبير الرئيس السورى بشار الأسد وما قاله في اجتماع اللجنة المركزية الأحد الماضي، فإن الشرائح التي كانت في حاضنة الإرهاب والفوضى هي أبناء المناطق، التي خضعت لاتفاق التسوية بين الفصائل من جهة وقوات الجيش السوري وروسيا من جهة أخرى.

 

وفصائل التسوية التائبة، كانت في السابق عبارة عن مجموعة من الفصائل السورية المسلحة المنتشرة في محافظة درعا وريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي والقنيطرة والغوطة شرق دمشق، وأبرمت خلال شهر يوليو الماضي 2018 اتفاق تسوية مع الحكومة السورية، من خلال جولات تفاوض مطولة جرت مع الجانب الروسي الذي كان ضامنًا لتلك الفصائل، وخلال الشهور السابقة وقبل إبرام الاتفاق جرت مناقشات كثيرة حول جدوى تلك التسوية وشروطها وبنودها.

 

وخلال اجتماع اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي أعلن الرئيس السورى بشار الأسد عن مجموعة برامج من الممكن أن يتم من خلالها إعادة تأهيل الجماعات الإرهابية التائبة، منها أنه آمر حزب البعث بتنظيم مؤتمرات بصفة دورية تم فيها استضافة رجال وزارة الأوقاف وعدد من المشايخ، ليتحدثوا مع جميع العناصر التائبة عن جميع الأمور الدينية، خاصة وأن أغلبهم لديهم مفاهيم دينية خاطئة.

 

الأمر الثاني الذي أشار إليه الرئيس السورى خلال الاجتماع، هو تجديد الخطاب الديني بالتعاون مع وزارة الأوقاف السورية، لتصحيح بعض المفاهيم الدينية الخاطئة والتصدي للإرهاب، وهذا الأمر سيتم العمل عليه طوال الفترة القادمة.

 

والأمر الثالث الذي أعلن عنه بشار الأسد بشأن تأهيل العناصر الإرهابية التائبة، هو تنظيم جلسات استماع للعناصر التائبة مع إعطائهم دروسا في التنمية البشرية، إضافة إلى الدورات الثقافية.

 ومن ضمن العناصر الإرهابية السورية التائبة، عددٌ من ما يُعرف بـ«جيش التوحيد» الذي أعلن تركه للفصيل الموجود في إدلب بشمال سوريا وتسليم السلاح للجيش السورى، وعدد من شباب محافظة درعا والغوطة، وعدد من العناصر المنشقة عن ما تُعرف بـ«هيئة تحرير الشام» ( فصيل إرهابي مسلح موجود في محافظة إدلب بشمال سوريا)، وذلك بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية «سانا».

هشام النجار
هشام النجار
وتعليقًا على هذا الأمر قال هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن قرار الرئيس السوري بشار الأسد بإعادة تأهيل الفصائل السورية المسلحة التي أبرمت في وقت سابق اتفاقيات صلح وتسوية مع النظام، يعتبر خطوة سياسية إيجابيه وجيدة، وذلك لأن هذا القرار قطع الطريق أمام الجماعات المسلحة الموجودة في وسوريا، مشيرُا إلى أن  صلح الحكومة السورية مع بعض الفصائل المسلحة جعل الجيش السورى يستعيد مساحات كبيرة من الأراضي التي تُسيطر عليها الجماعات المسلحة وتستخدمها كمعقل أساسي لها ونقطة لشن الهجمات الإرهابية.

 

وأكد النجار في تصريحات خاصة لـ« المرجع»، أن الجماعات المسلحة الموجودة  في الشمال السوري وبالتحديد في محافظة إدلب، لا تنفع معهم برامج تأهيلية لأنهم في الأساس غير مهيئين لها بسبب أنهم أجانب مؤدلجين أو مرتزقة يعملون داخل ميليشيات مسلحة تمارس نشاط عسكري مقابل أجر وليسوا سوريين، والتأهيل الفكري والتربوي ينجح فقط مع السوريين الذين قد يكونوا وقعوا تحت تأثير خداعهم والتغرير بهم وتبينت لهم لاحقًا الحقائق سواء الفكرية والعقدية، أو تلك المتعلقة بأطماع القوى الخارجية وما تم التآمر بشأنه لإسقاط سوريا والأهداف الحقيقية وراء ما جرى، لذلك الرئيس السورى أكد أن اتفاق روسيا وتركيا بشأن إدلب فيما يخص نزع السلاح مؤقت فقط.

 

 وأوضح الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن الرئيس السوري عقب أن أبرم اتفاق التسوية مع الجماعات المسلحة التائبة وقرر إعادة تأهيلهم، أحبط آمال الدول الأجنبية كافة التي كانت تسعى لتخريب سوريا وتجنيد عناصر إرهابية لإفشال الحياة السياسية فيها، خاصةً وأن تلك الدول حاولت أن تستقطب التائبين من جديد، أبرزهم دولة تركيا التي رغبت في وقت من الأوقات أن تحتل الأراضي السورية عن طريق الجماعات المسلحة التابع لها في سوريا والتي تقوم بتمويلها.

 للمزيد

فصائل التسوية تعود إلى «السويداء» لقتال داعش والوضع يتأزم

 


"