ad a b
ad ad ad

«حزب الإصلاح» اليمني.. علاقات ممتدة بتنظيم «القاعدة» الإرهابي

الإثنين 08/أكتوبر/2018 - 05:09 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تسعى جماعة الإخوان دائمًا لتقديم نفسها كنموذج رفيع للمسلمين، لكن الأزمة اليمنية الأخيرة كشفت الوجه الحقيقي للجماعة، فهي لا تتوانى مطلقًا عن التعامل مع المجموعات الإرهابية طالما تحقق أهدافها.


ومن أبرز التنظيمات الإرهابية التي يتهم «حزب الإصلاح»- الذراع السياسية للإخوان بالبلاد- بالتعاون معها هو تنظيم «القاعدة» الإرهابي، الذي تُعد معاقله في جنوب اليمن من أهم ملاذات التنظيم في المنطقة العربية.

«حزب الإصلاح» اليمني..
روابط تاريخية
يشار إلى أن العلاقة بين الطرفين ليست في مجملها نتاج للظروف الأخيرة، بل ترجع لفترات زمنية تسبق الانهيار السياسي الذي يعيشه اليمن حاليًّا، لاسيما من خلال القيادي بحزب الإصلاح «عبدالمجيد الزنداني»، الذي يُعد همزة وصل قديمة بين التنظيمين.

فـ«الزنداني» كان منخرطًا بشكل كبير مع قيادات «القاعدة»، وقام في الثمانينيات بتعبئة الشباب اليمني للمشاركة في معارك التنظيم بأفغانستان، كما ترجع إليه المسؤولية هو وجماعته في اتساع نفوذ «القاعدة» باليمن وحضوره كأول دولة عربية على أجندة «التوسعات الثيوقراطية»(طموحات الحكم الديني)، لزعيم التنظيم أسامة بن لادن.

ونتيجة لذلك، أشار تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عام 1993، إلى العلاقة الوثيقة التي تربط «الزنداني» بــ«القاعدة» وبالتبعية فإن نفس الروابط تجمعهم مع الإخوان.

وفي عام 2004، صنفت وزارة الخزانة الأمريكية «الزنداني» كإرهابي عالمي، وذلك على خلفية تورطه بعلاقات مشبوهة مع «بن لادن» و«القاعدة»، بالإضافة إلى اتهامه بإقامة علاقات مع جماعة «أنصار الإسلام» وهي جماعة إرهابية كردية تأسست في العراق منذ 2001 وموالية لــ«القاعدة»، كما اتهمته الخزانة الأمريكية أيضًا باستغلال جامعة الإيمان التي أسسها 1993 في العاصمة صنعاء بتخريج دفعات متتالية من المتطرفين.

علاوة على ذلك، طالبت الولايات المتحدة في 2006 بتسليم «الزنداني» على خلفية تقديم المحكمة الفيدرالية الأمريكية لدلائل ومعلومات حول ضلوعه في عملية التخطيط لتفجير المدمرة الأمريكية «يو إس إس كول» في عام 2000، وذلك عن طريق قيامه شخصيًا باختيار وتجهيز العناصر الانتحارية للمهمة التي وقعت في 12 أكتوبر 2000 بداخل ميناء عدن، وأسفرت عن مقتل 17 أمريكيًّا.

وتجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين «الزنداني» و«القاعدة» لا تنطوي فقط على اتهامات أحادية بل تخطتها إلى تفاهم علني ففي 2014، طالب «الزنداني» بحوار بين الحكومة والتنظيم الإرهابي، وذلك لإعطاء فرصة لتنظيم «القاعدة» للانخراط رسميًّا بالدولة التي رفض رئيسها الراحل علي عبدالله صالح تسليم رجل القاعدة في الإخوان للولايات المتحدة.
«حزب الإصلاح» اليمني..
تعاون لوجستي
ولا تتوقف العلاقة بين الإخوان في اليمن والقاعدة، على الأدوار التي يلعبها «الزنداني» فقط، بل تقدم جماعة الإخوان خدماتها وعطائها المتطرف لتنظيم القاعدة عن طريق توفير ملاذات آمنة للعناصر المطلوبة أمنيًّا.

ويعد أنور العولقي، الأب الروحي للقاعدة باليمن، (1971-2011) من أبرز العناصر التي وجدت في معاقل الإخوان ملجأ آمن لها، وذلك قبل تمكن الإدارة الأمريكية من قتله في 30 سبتمبر 2011، عن طريق طائرة بدون طيار؛ حيث اختبأ «العولقي» بالتتابع في ثلاثة منازل مملوكة لأعضاء حزب الإصلاح، ينتمي الأول إلى أمين العقيمي، رئيس مجلس الإصلاح، أمّا المخبأ الثاني فكان مملوكًا لسائق العولقي، الذي يعتبر شقيقه مسؤولًا رفيع المستوى في حزب الإصلاح أيضًا، في حين يمتلك «الزنداني» البيت الثالث الذي لاذ به العولقي قبل مقتله.

بالإضافة إلى ذلك، كشفت الصحف الأمريكية في مايو 2017 وبالأخص جريدة «نيويورك تايمز» عن روابط واضحة وتعاون بين «القاعدة» و«الإخوان»، وذلك على خلفية المعلومات التي سُربت للجريدة بعد عملية الإنزال التي قامت بها القوات الأمريكية على قرية يكلا بمحافظة البيضاء وسط اليمن في 29 يناير 2017.

وعلاوة على الروابط التاريخية واللوجستية كشف المركز الأمريكي للدراسات «Pew» أن العلاقة بين «الإخوان» وجميع التنظيمات الإرهابية الأخرى، وبالأخص «القاعدة»، هي علاقة معقدة تنطوي على عملية تأثير وتأثر بينهم، فالأهداف واحدة وهي الوصول إلى السلطة، وفي سبيل ذلك من الطبيعي أن يحدث تعاون بين الأطراف المختلفة.
«حزب الإصلاح» اليمني..

تمويلات ملتوية

وبالضرورة تحتاج الجماعات الإرهابية إلى أموال وتدفقات اقتصادية حتى تستكمل مهامها الموكلة إليها، وبالطبع تقوم قطر بهذا الدور من خلال «حزب الإصلاح»، وهو الأمر الذي أعلنه منتدى باريس للسلام والتنمية الذي عُقد في 28 مارس 2018.


وفي ندوة بعنوان مكافحة الإرهاب في اليمن قدم المنتدى تقريرًا يتهم قطر بتمويل عناصر القاعدة عن طريق دفع فدية - تظاهرت الدولة الخليجية بأنها أموال بريئة - لتحرير السويسرية سيلفيا إيرهارت في مارس 2012، وبالطبع دفعت الأموال بوساطة إخوانية من خلال عناصر حزب «الإصلاح».


إقرأ أيضًا: «القاعدة» في اليمن.. صراع طويل الأمد

"