ad a b
ad ad ad

منع رسلان من الخطابة.. هل بدأت الحرب على التيار المدخلي في مصر؟

الخميس 20/سبتمبر/2018 - 09:32 م
المرجع
عبدالهادي ربيع
طباعة

فوجئ المهتمون بالشأن الديني في مصر والوطن العربي على اختلافات تياراتهم وانتماءاتهم بقرار وزارة الأوقاف، فجر الخميس 20 سبتمبر 2018 بوقف الشيخ محمد سعيد رسلان من الخطابة، وإلغاء تصريحه.


رسلان الذي يعد أحد أبرز شيوخ التيار السلفي من تلامذة ربيع بن هادي المدخلي، مرخص له بالخطابة منذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وقد دخل في العديد من الحروب الدينية والفكرية مع الكثيرين من المنتمين إلى التيارات المختلفة، دفاعًا عن أفكاره السلفية.


وذكرت وزارة الأوقاف في بيانها على الموقع الرسمي بشأن منع «رسلان» من الخطابة، أن القرار اتخذ لمخالفته تعليمات وزارة الأوقاف المتصلة بشأن خطبة الجمعة، مكلفةً الشيخ أحمد عبدالمؤمن وكيل الوزارة بأوقاف المنوفية بأداء خطبة الجمعة المقبلة بالمسجد الذي كان يخطب به محمد سعيد رسلان، مع تعيين إمامين متميزين للمسجد، مؤكدةً أنه لا أحدَ فوق القانون أو المحاسبة.


وكانت الخطبة الأخيرة لرسلان الجمعة الماضية بعنوان: «الإسلام روح العالم ونوره وحياته»، بالمسجد الشرقي، بقرية سبك الأحد بأشمون في محافظة المنوفية، وقد خرجت عن موضوع الخطبة الموحدة المقررة من وزارة الأوقاف.


رد الفعل

تلقى أنصار التيارات الإسلاموية المختلفة القرار كُلٌّ بحسب ما يناسب موقفه الشخصي من محمد سعيد رسلان وأفكاره السلفية، فنشطت الخلايا الإلكترونية لجماعة الإخوان شامتة في «رسلان»، الذي طالما بيّن أخطاء منهجهم، وكشف تحريضهم ضد الدولة.


كما انضم في هذا الركب شيوخ السلفيين القطبيين والحزبيين- بحسب وصف رسلان لهم- من أبناء حزب النور والدعوة السلفية بالإسكندرية التي اعتبرته باعث روح البغضاء والكراهية.


من هو رسلان؟

 محمد بن سعيد رسلان المولود 23 نوفمبر 1955 بقرية سبك الأحد مركز أشمون، بمحافظة المنوفية بمصر، أحد أشهر دعاة الفكر السلفي في مصر من تلامذة ربيع بن هادي المدخلي، له أتباع ومريدون من جميع دول العالم من إندونيسيا شرقًا إلى كندا والولايات المتحدة الأمريكية غربًا، وظهرت قوة تأثير رسلان الفعلية على أرض الواقع في دورته الأخيرة التي أقامها الأسبوع المادي في شرح كتاب الرحيق المختوم في السيرة النبوية، التي حرص على حضورها طلبة العلم السلفيون من العديد من الدول من إيطاليا، كندا، إندونيسيا، اليمن، السعودية، الجزائر، تونس، المغرب، روسيا وليبيا.


وبالنسبة إلى ليبيا فإن انتشار التيار السلفي المدخلي أكسب «رسلان» انتشارًا واسعًا في العديد من المدن؛ إذ يعتبره السلفيون عامةً هناك المرجع الأصيل في جميع أمورهم الدينية، بحسب ما أكدت مصادر متواترة لـ«المرجع»، وهو ما ظهر من خلال طلابه الكبار في ليبيا أمثال فارس الفطيسي، الذي جاء إلى مصر للدراسة وانقطع إلى مجالس ودروس رسلان. 


حملة مضادة

يأتي قرار وزارة الأوقاف بخصوص رسلان بعد حملة إعلامية موسعة أطلقها أبوجويرية محمد عبدالحي، الذي ادعى أنه أحد تلامذة رسلان السابقين، وألف رسالة في ما جمعه مما سمّاها أخطاء رسلان العقدية والمنهجية، والتي تعدت -وفق «أبوجويرية»- الـ40 خطأ جمعها في كتاب «لماذا تركناه».


وتضمنت الاتهامات الواردة بالكتاب، وقوع «رسلان» في سب الصحابة والأنبياء، وكذلك السرقات العلمية.


من جانبه أكد حسين مطاوع، أحد تلامذة «رسلان»، أن «أبوجويرية» لم يكن يومًا تلميذًا لرسلان، وأنه كان يقتصر على حضور خطب الجمعة من وقت لآخر، ولم يحضر شرح كتاب كامل أو انتظم في الحضور؛ ما يكسبه صفة طلب العلم على رسلان، مؤكدًا أنه أحدث خلال هذه الفترة فتنة بين الحاضرين في المسجد، من خلال ثنائه على من سمّاهم بالحزبيين مثل «أبوإسحاق الحويني».


الصعافقة ورسلان

يشهد التيار السلفي المنسوب إلى تلاميذ الداعية السعودي ربيع بن هادي المدخلي في الفترة الـخيرة، فتنة كبيرة، أدت إلى انقسام ذلك التيار المنتشر من (إندونسيا شرقًا إلى كندا والولايات المتحدة غربًا، تدعى بفتنة الصعافقة؛ إذ هاجم محمد بن هادي المدخلي العديد من الدعاة والشيوخ، خاصةً في المغرب العربي وأوروبا، ووصفهم بالصعافقة، انطلاقًا من المبدء الديني (الجرح والترجيح)، الذي يؤمن به التيار.


وصلت هذه الفتنة إلى التيار في مصر أخيرًا، خاصةً مع وصف بعض أبناء التيار محمد سعيد رسلان بأنه لديه خلل في العقيدة، وشاركوا كتاب «أبوجويرية» عن أخطاء رسلان على نطاق واسع داخل مصر وخارجها، ولم يرد رسلان على هذه الاتهامات حينها.


لم تكن هذه هي الحرب الوحيدة التي دخلها رسلان، فقد دخل في حروب سلفية مع هشام البيلي و«أبوالحسن المأربي اليمني» الذي سمّاه «أبوالفتن»، وكذلك علي الحلبي، الذي أطلق عليه أسماء عدّة، منها الحاج علي وحلبسة، وشيخ علامات التقريم وغيرها، إضافة إلى حروبه الموسعة مع الحزبيين وعلى رأسهم محمد عبدالمقصود من دعاة السلفية الحركية الذي أطلق عليه «حرقوص»، وهو اسم أحد أئمة الخوارج المتقدمين.

"